توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما بعد وقف الحرب

  مصر اليوم -

ما بعد وقف الحرب

بقلم : عمرو الشوبكي

أعلنت إسرائيل أمس الأول وقف إطلاق النار وبدأت شاحنات المساعدات الإنسانية فى دخول قطاع غزة بعد أشهر طويلة من الحصار والتجويع، ولايزال الخلاف بين حماس وإسرائيل حول أسماء من سيفرج عنهم من القادة الفلسطينيين الكبار المعتقلين فى السجون الإسرائيلية (مروان البرغوثى وأحمد سعدات) حيث تتمسك الأولى بالإفراج عنهم، ومازالت الثانية تتملص وترفض.

لقد أصابت حرب غزة الشعب الفلسطينى بمآس كثيرة وخاصة فى غزة، ولكنها أثرت على دول المنطقة والعالم، صحيح أن الأرواح التى سقطت كانت أساسا من قطاع غزة ولكن سقط أيضا فلسطينيون من الضفة الغربية ولبنانيون ويمنيون وسوريون ضحايا لعمليات إسرائيلية مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بحرب غزة والسياسات العدوانية الإسرائيلية.

أما باقى دول العالم فقد تغير موقفها من القضية الفلسطينية وانتقل من حديث عابر لإبراء الذمة عن حقوق الشعب الفلسطينى إلى مظاهرات شعبية عارمة رفضت الجرائم الإسرائيلية وطالبت بمحاسبة قادتها، وتراجعت سردية المظلومية الإسرائيلية بشكل كبير أمام المشاهد المروعة التى خرجت من قطاع غزة.

أما مصر فقد استمرت فى جهود الوساطة منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب واعتبرت القضية الفلسطينية قضية أمن قومى تخص ليس فقط بلدا شقيقا إنما أيضا بلد لديه حدود مشتركة معه، ولم تتوقف جهودها من أجل وقف إطلاق النار، حتى ساهمت فى إقناع حركة حماس بضرورة قبول خطة ترامب وشاركها فى ذلك كل من قطر وتركيا الذين نجحوا فى النهاية فى إقناع الحركة بأن «لا بديل» فى الوقت الحالى إلا قبول خطة ترامب.

فكما فتحت حرب غزة الباب أمام مهارات فرق التفاوض من أجل الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، فإن «ما بعد حرب غزة» سيفتح الباب أمام مهارات الفرق القانونية والسياسية والحملات الدولية من أجل الضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها والانسحاب الكامل من قطاع غزة ثم الدخول فى مسار سياسى يؤدى إلى إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية.

لا يجب على عالم «ما بعد حرب غزة» أن يتوقف عن دعم القضية الفلسطينية فى كل المجالات السياسية والثقافية والرياضية، وأن يستمر العمل من أجل وضع إسرائيل فى خانة الدولة المنبوذة، حتى لو توقفت الحرب ومعها جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، ولكن الاحتلال لم ينته والاستيطان لم يتوقف وجرائم المستوطنين مستمرة، هو ما يحتاج استمرار الضغط على إسرائيل.

ربما تكون المرحلة الثانية من خطة ترامب أكثر خطورة وحساسية لأنها تطلب إنهاء الانقسام الفلسطينى وتطوير الأداء العربى والاستفادة من التحركات الشعبية الدولية من أجل إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية.

لا يجب أن تكون مشاهد الدم والدمار هى التى تحرك ضمير العالم إنما استمرار الظلم والاحتلال يتطلب أيضا عقل وعدالة وقانون وليس فقط ضمير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بعد وقف الحرب ما بعد وقف الحرب



GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt