توقيت القاهرة المحلي 16:51:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تقييم «25 يناير» فى سطور

  مصر اليوم -

تقييم «25 يناير» فى سطور

معتزبالله عبد الفتاح
25 يناير بتداعياتها وما لها وما عليها أنتجت ما هو إيجابى وما هو سلبى، وفى كل منهما كانت إما منشئة لواقع لم يكن موجودا من قبل أو كشفت عن أمور كانت موجودة لكنها ظهرت وأنتجت واقعا جديدا. هذه محاولة للتفكير بصوت عال عسى أن تفتح آفاقا للحوار والنقاش مع المهتمين. كشفت الثورة عن ثلاثة أمور سلبية كانت موجودة فينا لكننا لم نكن على وعى كاف بها. أولا: هناك قطاع من الشباب منفصل تماما عن الجيل الأكبر منه، والأولويات بين الطرفين مختلة، لدرجة جعلت الجيل الأصغر يفقد الثقة فى الجيل الأكبر. وسأعطى مثالا لتوضيح الفكرة.. أحد شباب ثورة 25 يناير كان معى قبل ساعة واحدة من كتابة هذا المقال، وكان ينتقد بشدة أديبا كبيرا وكان يعتبر رواياته العديدة مصدرا لإلهامه الفكرى والوجدانى، أصبح الآن من أكثر المدافعين عن «عسكرة الدولة» وفقا لهذا الشاب، وهو بهذا، من وجهة نظر هذا الشاب، كسر أى قيمة رمزية أو معنوية لديه. طبعا محاولاتى لتوضيح أن الرجل لا يطالب بعسكرة الدولة وإنما هو يرى أن الدولة تواجه مخاطر داخلية وخارجية تجعله يضع قيمه الإيجابية فى المحطة التالية فى قطار الحياة، مثلما رفض الصحابة العظام صلح الحديبية مع الرسول الكريم، عليه السلام، ونزل القرآن الكريم ليقول فيه «إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فتحاً مبيناً». إذن هذه الفجوة قائمة، وكشفت عنها الثورة، وحين تكشفها فهى ضمنا تزيد منها. ثانيا: أشخاص جهاز الدولة فى مصر فى حالة «استكنياص» تجعلهم أشبه بأنور وجدى حين كان يحرك «دريكسيون» السيارة وبجواره ليلى مراد وهناك من «يهز» العربية لإيهامنا بأن السيارة تتحرك. دريكسيون السلطة غير واصل بعجلات البيروقراطية. كثير من السادة المسئولين «مستكنياصون» يعيشون فى حالة من إصدار القرارات وكأنهم مجرد أصحاب رأى. والجهاز البيروقراطى للدولة، سواء الأمنى أو المدنى، شغال لوحده. أيام مبارك كتبت مقالا بعنوان: «مصر الرئيس، مصر الحكومة، مصر الشعب» وكأنها ثلاثة سياقات تعمل مستقلة عن بعضها. الأمر الآن ازداد سوءا. ثالثا: نحن غير مؤهلين للديمقراطية لأننا لم نتعلم آدابها ولم نمارسها على أى مستوى أدنى من مستوى العمل السياسى العام. والمعضلة أكبر على مستوى النخب، ولكن المشكلة أنها نقلتها للشعب وبالذات للشباب. وهناك ثلاث سلبيات أنشأتها الثورة لم تكن موجودة قبل ثورة 25 يناير، حتى وإن كانت أسبابها سابقة عليها. أولا، الانكشاف الأمنى المصرى سواء من ناحية انكشاف الحدود المصرية، لاسيما أن مصر محاطة بميليشيات وليس بدول لها مصالح فى استقرار حدودها معنا، ويضاف إلى ذلك انكشاف مصر اقتصاديا بعد أن عدنا إلى ما كنا عليه فى مطلع الألفية اقتصاديا، فضلا عن الانكشاف الإعلامى والمخابراتى. ثانيا، ازدياد الفقر والجهل والمرض رغما عن أن الثورة قامت من أجل القضاء عليها، لكن فوضى ما بعد الثورة جعل معدل الفقراء يزداد فى مصر من 15 بالمائة قبل الثورة إلى 26 بالمائة بعدها. ومع الفقر تأتى جميع الأمراض الاجتماعية الأخرى. ثالثا، أصبنا بفيروس التمرد المفضى إلى الانقسام المفضى إلى استقطاب، ثم تحول الاستقطاب إلى احتقان، ثم تحول الاحتقان إلى إرهاب، ثم حدث قبول مجتمعى لفكرة أن الدم المصرى رخيص طالما هو دم شخص لا يؤمن بما أؤمن به سياسيا. وهناك ثلاث إيجابيات خلقتها الثورة: أولا، اهتمام المصريين بالقضايا العامة وفائض الطاقة السياسية التى جعلتهم لا يخافون من أن يعبروا عن آرائهم فى الكثير من القضايا المطروحة أمامهم. ثانيا، دستور يعد خطوة جيدة على طريق بناء دولة أفضل من دولة ما قبل 2011 بما يعنيه ذلك من ضمان تداول السلطة وتعدد مراكز صنع القرار وحد أدنى من حقوق وحريات للمواطنين، رغما عما فيه من عيوب أخرى نتمنى ألا تنفجر فينا قبل أن نعالجها. ثالثا، الكشف عن الإفلاس السياسى للكثير من الشعارات المرفوعة أيديولوجيا سواء من أقصى اليمين المحافظ دينيا إلى أقصى اليسار العلمانى والاشتراكى. ككل فعل تاريخى مهم فى تاريخ الأمم ستظل نتائجه تتغير وتتفاعل، المهم ألا نفقد الأمل فى مستقبل أفضل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقييم «25 يناير» فى سطور تقييم «25 يناير» فى سطور



GMT 08:52 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

مفكرة السنة الفارطة

GMT 08:49 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

هل هناك صندوق أسود للتاريخ؟

GMT 08:47 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو أمامَ محكمة الرُّبع الأول

GMT 08:45 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

قراءة في لحظة جنوب اليمن

GMT 08:42 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إصرار الحزب والتربص الصهيوني

GMT 08:40 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

صناعة النفط السورية... فرص كبيرة

GMT 08:39 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

«بيت من الديناميت» ووهم الأمن الأميركي

GMT 08:34 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

عام آخر جديد 2026

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 09:35 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:36 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستوحي تصاميم الخريف من عالم الأساطير

GMT 05:47 2022 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فيرستابين بطلا لجائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt