توقيت القاهرة المحلي 08:34:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل خان السيسى المصريين؟

  مصر اليوم -

هل خان السيسى المصريين

معتز بالله عبد الفتاح

بدأت مع حضراتكم بالأمس تسجيل نقاش مع مجموعة من الشباب حول ما يحدث فى مصر، وهذا كان سؤالاً رابعاً لهم: هل خان السيسى المصريين حين خرج على رئيس الجمهورية الذى عينه؟ أبدأ بأن أذكر الجميع أننى كتبت فى 21 يونيو 2013 مقالاً بعد واقعة محددة، حاول فيها أحد أهم قيادات القوات المسلحة أن ينصح أحد أهم المقربين من الرئيس حتى لا تنجر البلاد إلى الفوضى، وأتذكر أننى قلت لمن حدثنى من مؤسسة الرئاسة آنذاك: ما يقوله المسئول العسكرى نصيحة مخلصة بالفعل لإنقاذ، ولكن الرئاسة رفضت النصيحة مثلما رفضت غيرها، لذا كتبت آنذاك المقال المذكور بعنوان: «الدكتور مرسى يتآكل»، وقلت فيه: «هناك من بين الثائرين والمعارضين من يريد إسقاط الرئيس مرسى، وهو يساعدهم؛ لذا أطلب من الدكتور مرسى جاداً أن يستجيب لطلبى الذى ذكرته فى مقال سابق لى: «رشح نفسك فى انتخابات مجلس النواب»، النائب البرلمانى المعقول ليس بالضرورة رئيساً ناجحاً. هذا لمصر، وليس لـ«مرسى»». انتهى الاقتباس من المقال. وطبعاً نالنى من التقريع الإخوانى من القيادات ومن الكتائب الإلكترونية ما نالنى آنذاك، وربما هم معذورون لأنهم لا يعرفون خلفيات المقال، وكان صعباً علىّ أن أقول الخلفيات آنذاك. هذه كانت مقدمة ضرورية لتوضيح أننى كنت أعلم بأن وزارة الدفاع كانت بالفعل تنصح الرئاسة، وأعلم تفاصيل أخرى عن هذه النصائح وكيف كانت تتلقاها الرئاسة. لذا أزعم أن الفريق السيسى لم يخن الرئيس مرسى ولكنه يئس منه، والفرق بينهما كبير. يروى لى أحد المطلعين على بواطن الأمور تعليقاً على ما قاله الفريق السيسى نفسه من أنه جلس مع الرئيس مرسى لمدة ساعتين يوم خطابه الشهير فى 26 يونيو والذى كانت الرئاسة فخورة به أنه خطاب «فضح المتآمرين» كى ينصحه بما عليه قوله للقضاة وللإخوة المسيحيين وللمعارضة وللجيش والشرطة وللإعلاميين وللخارج حتى يصلح ذات البين ويمكن أن تعبر سفينة الوطن من المحنة التى كانت فيها. يذكر لى محدثى أن الفريق السيسى التقى الدكتور الكتاتنى فى قاعة الاحتفالات قبل الخطاب بدقائق، وقال له: «90 بالمائة مما اتفقت عليه مع الرئيس ستسمعه الآن»، وكانت المفاجأة للفريق السيسى، وربما للدكتور الكتاتنى أيضاً أن الرئيس مرسى فعل عكس كل ما اتفقا عليه، وكان بالفعل بارعاً فى حشد الناس ضده فى 30 يونيو. لكن كمصرى وطنى تحب مصر أكثر من حبك لما عداها من أحزاب وجماعات أو حتى فرق كرة قدم: ماذا تفعل وأنت قائد عام للقوات المسلحة ويحكمك رئيس تصدر تقارير دولية شبه سرية عن بلدك فى عهده من دولة معادية لك لتقول: «مصر لم تعد دولة قابلة للحكم فى ظل مرسى» والعبارة هى: (Under Morsi، Egypt has become ungovernable)، وينصحون بالاستعداد لمرحلة انهيار الدولة المصرية وخروج سيناء من سيطرتها، ويسخرون من رئيس بلدك بقولهم: «وعلى طريقة مرسى: الدولة القوية والديمقراطية المستقرة لا يجتمعان فى مصر الآن» (A la Morsi, strong state and stable democracy do not mix in Egypt now)؟ أتصور أن أى قائد عسكرى وطنى يحب بلده سواء كان جورج واشنطن الأمريكى أو شارل ديجول الفرنسى أو السيسى المصرى، ما كان ليرضى أن تنهار الدولة تحت مزاعم: «ديمقراطية الإجراءات المناهضة لديمقراطية المضمون» وفى ظل قيادة نجحت فى الانتخابات وفشلت فى القيادة، نجحت فى الوصول للسلطة وفشلت فى بناء الدولة، نسبت نفسها للثورة، ونفضت يدها منها. ومع ذلك أقول: إن القيادتين المذكورتين، الأمريكية والفرنسية، لم تصنعا دولة قوية فقط، بل ديمقراطية مستقرة تضمن الحريات كذلك، لأن الدولة بلا ديمقراطية مستقرة تصبح دولة ظالمة أو لا دولة، وكاتب هذا السطور يريد الاثنين معاً، ولن يرضى بغير اجتماعهما بديلاً، وهذه الآن مسئولية الفريق السيسى وجزء من وعده للمصريين: بناء دولة قوية ديمقراطية تنموية عادلة وحديثة. ورسالتى للمصريين، لا تظنوا أن قبولنا بالوقوف فى كمين الجيش لأننا نرضى الاستبداد، ولكن لأن البديل عن كمين الجيش الآن هو كمين البلطجية أو الإرهابيين، لا بد أن تنجح «قوة القانون» فى دحر «قانون القوة» الذى أضاع الدولة وأضاع الديمقراطية معاً. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل خان السيسى المصريين هل خان السيسى المصريين



GMT 08:21 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

لا تبالغوا في التحذيرات !

GMT 07:35 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ذكريات شم النسيم!

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

خمسة وجوه لحرب غزة الخامسة

GMT 07:30 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

أنبياء الله فى مصر

GMT 07:28 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

لسان حال الخمسة

GMT 07:26 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

لماذا نغنى للعنصرية؟

GMT 07:24 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

تفكيك القديم

GMT 07:22 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

المسيح قام

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

السيول تُغرق جدة والكارثة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 20:00 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أرقى أنواع السلطات

GMT 22:00 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرنسي جريزمان يحلم باللعب مع نيمار ومبابي

GMT 23:24 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

حديقة الحيوانات في العين تضم زواحف جديدة

GMT 22:29 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شركات البترول تتخلص من 90% من مخلفاتها دون تدوير
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon