توقيت القاهرة المحلي 16:51:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نداء إلى الأزهر

  مصر اليوم -

نداء إلى الأزهر

معتز بالله عبد الفتاح
ماذا لو تمت إزالة كلمة «مبادئ» من المادة الثانية للدستور؟ وماذا لو بقيت؟ الحقيقة أن الأمر ليس بهذه الخطورة بالنسبة لى، ويظل عندى أن الإبقاء على صيغة «مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع» أفضل سياسياً وأفضل فقهياً، ولكن ما يقلقنى هو المادة الخاصة بالأزهر الشريف والتى تتحدث عن «الأزهر الشريف هيئة إسلامية مستقلة، يختص وحده بالقيام على كافة شئونه، مجاله الأمة الإسلامية والعالم كله، ويتولى نشر علوم الدين والدعوة الإسلامية، وتكفل الدولة الاعتمادات المالية الكافية لتحقيق أغراضه، وتختار هيئة كبار العلماء شيخ الأزهر ولا يكون إعفاؤه من غيرها. ويؤخذ رأى هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف فى الشئون المتعلقة بالشريعة الإسلامية. وكل ذلك على الوجه المبين للقانون». وأرجو أن يكون واضحاً أننى شديد الاحترام للأزهر الشريف ولدوره التاريخى فى الحفاظ على الوسطية وحماية الدين من خصومه، ولكننى الآن أخشى عليه، وأخشى أن يدخل اللعبة السياسية بغفلة منا بالنص القائل: «ويؤخذ رأى هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف فى الشئون المتعلقة بالشريعة الإسلامية. وكل ذلك على الوجه المبين للقانون». وكى لا أكون مجحفاً هذه المادة مع السابقة عليها، التى تتحدث عن مبادئ الشريعة الإسلامية، لا تؤسس بذاتها لكهنوتية دينية على النمط الموجود فى الدستور الإيرانى، الذى تقول المادة الرابعة فيه: «يجب أن تكون الموازين الإسلامية أساس جميع القوانين والقرارات المدنية والجزائية والمالية والاقتصادية والإدارية والثقافية والعسكرية والسياسية وغيرها، هذه المادة نافذة على جميع مواد الدستور والقوانين والقرارات الأخرى إطلاقاً وعموماً. ويتولى الفقهاء فى مجلس صيانة الدستور تشخيص ذلك». وتتأكد هذه الكهنوتية الدينية فى نص المادة 72 من الدستور الإيرانى، التى تؤكد أن مجلس صيانة الدستور له دور فى غاية الخطورة على النحو التالى «لا يحق لمجلس الشورى الإسلامى (البرلمان) أن يسن القوانين المغايرة لأصول وأحكام المذهب الرسمى للبلاد أو المغايرة للدستور. ويتولى مجلس صيانة الدستور مهمة البت فى هذا الأمر». قطعاً الدستور الإيرانى ليس قدوة لنا، ولكنه يمثل ما ينبغى علينا تجنبه، من وجهة نظرى. أقول هذا وأنا أخشى على الأزهر من أن يتحول إلى ساحة للصراع السياسى؛ لأنه، وإن كان بعيداً تماماً عن النمط الإيرانى سواء بحكم طبيعة التنوع الفقهى داخله، أو النص على استقلاله المالى والإدارى، لكنه قد يكون ساحة رحبة للصراع بين القوى السياسية المختلفة؛ لأن كلمة «يؤخذ» الواردة فى مسودة الدستور الجديد قد تجعل منه أداة سياسية يستخدمها كل طرف فى تعطيل التشريعات أو مواجهة الخصوم السياسيين. طبعاً نحن سنكون بانتظار القانون الذى سيحدد من الذى سوف «يأخذ» رأى الأزهر. هل الرئيس؟ هل عدد محدد من أعضاء البرلمان؟ هل أغلبية أعضاء البرلمان؟ هل الأفضل أن يقتصر أخذ رأى الأزهر على المحاكم؟ هل محاكم محددة مثل محاكم مجلس الدولة أو المحكمة الدستورية؟ إن عدم التحديد هنا خطر كبير. بل أزعم أن هذه المادة أخطر كثيراً من نص المادة الثانية التى تتحدث عن مبادئ الشريعة الإسلامية؛ لأنها جسدت وشخصت هيئة كبار العلماء فى الأزهر الشريف بأن يكونوا أصحاب «رأى» فى ما يخص الشريعة الإسلامية، ولكن عملياً لو قضى الأزهر أمراً فسيكون صاحب «الرأى» بحكم ما له من مكانة كبيرة فى نفوسنا جميعاً. وهنا سيكون من مصلحة البعض السيطرة عليه؛ لأنه سيكون طرفاً مهماً فى الكثير من القرارات السياسية والتشريعات. هل هى هواجس وتخوفات مبالغ فيها من قبلى؟ هل أصابنى ما أصاب غيرى من شكوك لا أساس لها من الواقع؟ لا أعرف. ولكن حرصى على بلدى وعلى مصلحتها يجعلنى أخاطب فضيلة شيخ الأزهر وممثلى الأزهر الشريف فى الجمعية التأسيسية وهم أفاضل خلقاً وعلماً بما يليق بالمؤسسة التى يمثلونها: هل من خطر على الأزهر ومن ثم على مصر من هذه المادة بهذه الصيغة؟ لا أدرى. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نداء إلى الأزهر نداء إلى الأزهر



GMT 08:52 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

مفكرة السنة الفارطة

GMT 08:49 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

هل هناك صندوق أسود للتاريخ؟

GMT 08:47 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو أمامَ محكمة الرُّبع الأول

GMT 08:45 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

قراءة في لحظة جنوب اليمن

GMT 08:42 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إصرار الحزب والتربص الصهيوني

GMT 08:40 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

صناعة النفط السورية... فرص كبيرة

GMT 08:39 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

«بيت من الديناميت» ووهم الأمن الأميركي

GMT 08:34 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

عام آخر جديد 2026

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 09:35 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:36 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستوحي تصاميم الخريف من عالم الأساطير

GMT 05:47 2022 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فيرستابين بطلا لجائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt