توقيت القاهرة المحلي 01:14:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

.. وإذا أتتك مذمتى

  مصر اليوم -

 وإذا أتتك مذمتى

معتز بالله عبد الفتاح
هناك قلة من المصريين نجحوا فى أن يفسدوا حياة الكثرة من المصريين؛ مثل القليل من السم فى الكثير من الطعام فننتهى إلى خسائر جمة نعانى منها جميعا. ومن هؤلاء القلة يأتى الشتامون والسبابون الذين يتيح لهم الإعلام مساحات للإثارة والتهييج والتفوه بما لا يليق من القول. وتأتى آفة الفضاء الإلكترونى الذى يتنابز فيه الناس بالألقاب، وينسون جميعا أن الله أمرنا ألا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، وكرر نفس المعنى بشأن النساء حتى لا يسخر بعضهن من بعضهن. بل إن التراث العربى خلف لنا ما لا يمكن تجاهله من أقوال وأشعار تؤكد أن من يسب حقيقة هو يحقر من نفسه لأنه يكشف عن سوء طويته مثل «صفيحة القمامة» التى إن فتحت ما وجدنا فيها إلا القمامة. أهل الخير ينطقون بخير. وأهل القمامة ينطقون بالقمامة. ومن هنا قيل: وإذا أتتك مذمتى من ناقص *** فهى شهادة لى أنى فاضل. وفى قول آخر: كل إناء ينضح بما فيه. وفى قول ثالث: إن الألسنة تنطق بما فى النفوس فتكشف عن مكنونها فتهوى بأصحابها. وفى قول رابع: أعرض عن الجاهل السفيه *** فــكل ما قاله فهــــو فيــــه فلا يضر نهر الفرات يوما *** إن خاض بعض الكلاب فيه وفى قول خامس: يخاطبنى السفيه بكل قبح *** فآبى أن أكون له مجيبـا يزيد سفاهة وأزيد حلــما *** كعود زاده الإحراق طيبا وفى قول سادس: إذا نطق السفيه فلا تجبه *** فـخير من إجابته السكوت فإن كلمته فرجت عنـــه *** وإن خليته كمـــداً يمــــوت وفى قول سابع: وأتعب من ناداك من لا تجيبه *** وأغيظ من عاداك من لا تخاصمُ وآفة مصر وقطاع من المصريين أن لا نعرف أمراضنا، وأن نتهم غيرنا بما فينا، وأن نسوق لقدوة السوء بأن يتصدر المشهد السياسى والإعلامى أناس مكانهم الطبيعى أن يكونوا فى قاع المجتمع. ولكن قدرتهم على إثارة الجدل والحط من الآخرين تجعلهم مادة غزيرة لإعلام دنىء مستعد أن يضحى بكل القيم والأخلاقيات من أجل الانفراد والسبق والدولارات. لست أفضل من أحد، حتى لا يتهمنى بالنرجسية أحد. ولكن على الأقل أنفى لم يزل قادرا على أن يشتم رائحة العفن السياسى والإعلامى حين يقترب منى. بصراحة، المقومات الأخلاقية والفكرية للنهضة ليست متوافرة فى مصر. وأعتقد أننا لو كان بيننا من يستطيع أن ينهض بنا، لقتلناه بالشائعات والسخافات. «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت». صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وربما أكون بحاجة لأن أصمت قليلا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وإذا أتتك مذمتى  وإذا أتتك مذمتى



GMT 08:11 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

المبالغة في التحذيرات “مثل قلتها”

GMT 08:09 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

حقّاً أهرام

GMT 08:08 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

أمامَ محكمة الرُّبعِ الأول

GMT 08:07 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

مِثال علاء عبد الفتاح

GMT 08:06 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

لبنان ومخاطر الإدارة المجتزأة

GMT 08:05 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

لقاء فلوريدا غير مسموحٍ له بالفشل

GMT 08:04 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

الحكاية ليست «الملحد»

GMT 08:02 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

فى متحف الشمع!

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 00:46 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح
  مصر اليوم - ترامب يهدد بضربة عسكرية ضد طهران ويطالب حماس بنزع السلاح

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 09:35 2025 الأحد ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 12:36 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

زهير مراد يستوحي تصاميم الخريف من عالم الأساطير

GMT 05:47 2022 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

فيرستابين بطلا لجائزة المكسيك الكبرى للفورمولا 1
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt