توقيت القاهرة المحلي 17:37:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منير اخترق سقف الأوبرا!

  مصر اليوم -

منير اخترق سقف الأوبرا

بقلم : طارق الشناوي

متمرد على كل القيود (مالوش عنوان)، جاء للدنيا من أجل الحرية يعيشها ويبشر بها ويغنى لها، محمد منير لا يردد فقط كلمة موحية ولا نغمة حانية، منير يقدم منير كما خلقه الله، بإحساسه الدافئ، وشعره المنكوش، وأغنياته التى تشبهه هو فقط ولا تليق على أحد غيره، كان هو نجم حفل الافتتاح بمهرجان الموسيقى العربية، ارتدى بدلة، حتى لا يجرح طبيعة وقانون المكان، ولكنه ساومهم على (الجرافت)، مجرد أن يغنى منير فى مكان مغلق تحده الجدران من كل جانب، ويتسع لعدد محدود من البشر، هى المعضلة الكبرى، جمهور منير مترامى الأطراف والمشارب، كل الأعمار والطبقات والثقافات، الذين يجمعهم الإيمان بالصدق، يجتمعون على حبه، فكيف نغلق دونهم الباب، وضعت شاشات خارج دار الأوبرا حتى لا تحرم العشاق من منير.

تواجد منير فى حفل رسمى، ومكان بطبعه رصين يحمل دلالة خاصة، تكريم على إنجازه الغنائى على مدى 40 عامًا، والمهرجان يحمل اسم مصر، كان ينبغى أن يلبى النداء، جاء المرض فى توقيت قاسٍ، الانزلاق الغضروفى لا يسمح له بالوقوف، هل تتخيل منير يغنى محلك سر، فما بالكم لو كان المطلوب أن يصاحبه كرسى، الموعد محدد سلفًا، لا يمكن تأجيله، والمرض بلا موعد يحتل الجسد.

فى البداية لم أتقبل الأمر، الحركة على المسرح جزء رئيسى من التعبير، الكلمة تسكن قلوبنا بلغة الجسد، فكيف لهذه الطاقة الإيجابية أن يقيّدها كرسى، ثم إن المتفرج قد يسكنه إشفاق، وهو أسوأ إحساس من الممكن أن يتحمله فنان، بمجرد أن وقف منير لمدة ثوان على المسرح وحيّاه الناس وأخذ درع التكريم، ثم جلس على مقعده، نسينا جميعًا أن منير مقيّد الحركة، كانت أحاسيسه تلعب هذا الدور، تراجعت كل مشاعر الإشفاق لتتحول إلى تماهٍ مع صوت عابر للأجيال، فهو يمثلنى ويمثل جيلى وكل الأجيال التالية، صوته يحمل ملامحنا وملامح من جاءوا بعدنا، لسان حالنا على كل المستويات، العاطفى مع من نحب، والسياسى عند من يحكمنا.

الأصوات المتفردة لا تُقاس بالقوة ولا الاكتمال، لا تتمتع بالضرورة بتلك المواصفات الصارمة، ولكنها تملك ما هو أبعد وأعمق من كل ذلك، إنه الإشعاع الخاص، منير هو النموذج، صوت ملهم للكاتب والملحن، يحمل مفردات شعرية وموسيقية مكتوبًا عليها اسمه، من يتعامل معه عليه أن يستوعب تمامًا تلك الأبجدية، عندما يغنى لآخرين مثل (الدنيا ريشة فى هوا) سعد عبدالوهاب، أو (شىء من بعيد نادانى) ليلى جمال، أو (أنا بعشق البحر) نجاة، ينتقل بهذه الأغنيات إلى وجدانه وملعبه ومذاقه.

غنى من تلحين الموسيقار كمال الطويل، أتصورها هى اللحظة الحرجة التى كان يمسك فيها الجميع بـ(شعرة) واحدة خوفًا من أن تنقطع.

الطويل لا يتنازل على توجيه الصوت للأداء كما يريد، وليس كما تعود المطرب، الطويل يضع أسلوب الغناء فى مقدمة أهدافه، ومنير له طبيعته العصية على التغيير.

قدم له أكثر من لحن رائع، يقف (لسه الأغانى ممكنة) على القمة، وستلمح أن الطويل يأخذ شيئًا من منير ليمنحه بنبض الطويل لمنير.

لم أشعر أن صديقى ومطربى وعنوان جيلى يغنى جالسًا، كنا نُحلّق جميعًا معه، اخترقنا سقف الأوبرا وانطلقنا نحو السماء!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منير اخترق سقف الأوبرا منير اخترق سقف الأوبرا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:37 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية
  مصر اليوم - زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية

GMT 13:37 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

السيول تُغرق جدة والكارثة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 20:00 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أرقى أنواع السلطات

GMT 22:00 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرنسي جريزمان يحلم باللعب مع نيمار ومبابي

GMT 23:24 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

حديقة الحيوانات في العين تضم زواحف جديدة

GMT 22:29 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شركات البترول تتخلص من 90% من مخلفاتها دون تدوير

GMT 17:32 2021 الأربعاء ,21 إبريل / نيسان

أتليتكو مدريد ينسحب من بطولة دوري السوبر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon