توقيت القاهرة المحلي 17:14:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنا عايشة في قمقم

  مصر اليوم -

أنا عايشة في قمقم

هاجر هشام

أتعرف ... عندما أنظر قليلاً إلى الوراء، إلى فتاة تشبهني عاشت في عصر كان حلمها الأكبر فيه أن يسمح لها بالنظر إلى من ستتزوجه قبل ليلة دخلتها، عصر كانت فيه رؤيتها داخل جامعة تثير الاستغراب، أو ذاك العصر الذي كانت تناضل حتى يكون لها الحق في أن يظهر وجهها للعامة، عندما كانت مثيلاتي أداة لإفراغ شهوة، لا إنسانة تستحق الحياة والوجود، ليست إنسانة من حقها أن يكون لها صوت، كائن شيطاني يستحق الكبت لأن خروجه وتمتعه بالحرية خطر على أمتهم ومجتمعهم. أتعرف .... أرجع وأنظر إلى حالي هنا الآن، بعد هذا التطور والتغيير، أجد أني لا أختلف عنهن، "أنا عايشة في نفس القمقم" الذي عشن فيه قبلي، فقط قد غيروا لي ما يظهر على جدرانه، نعم، أنا لا ألبس البرقع، وجهي مكشوف وصوتي موجود وعال، لكني في عيونهم مازلت سافرة، وصوتي ليس أكثر من "أداة تنفيس"، نعم من حقي أن أمشي ولكن أيضاَ من حقهم أن يمتهنوني بكل الأشكال، من حقي أن أشتكي، ومن حقهم أن يتجاهلوا شكوتي بل وأن يعاقبوني عليها إذا رغبوا. أتعرف .... لقد سئمت منك، سمئت من نظرتك ونظراتك، أريد أن أخلع عينيك لأحس أني آمنة، لأشعر أني حرة، سئمت أبحث في عيونك وعيونهم عن احترام، لكنني لا أجده إلا قليلاً . أتعرف .... أعلم جيداً أنا من ينظر ليه بهذا الرخص لن يفهم ما كتبته الآن، وأعلم أن من يشعر بمعاناتي يفهم كل كلمة قبل أن أكتبها، لكني قررت أن أستخدم حقي في التحدث بصوت عالِ، حتى إن كنت مازالت أصرخ من داخل القمقم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنا عايشة في قمقم أنا عايشة في قمقم



GMT 07:12 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

هل للطفل مطلق الحرية ؟

GMT 16:46 2023 الخميس ,20 تموز / يوليو

كلماتك الإيجابية أعظم أدواتك

GMT 13:40 2023 الأربعاء ,17 أيار / مايو

كبار السن بين الألم و الأمل

GMT 11:39 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

وما أدراك ما أشباه الرجال!

GMT 11:36 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

المدخل الجانبي

GMT 15:36 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

الذوق من القلب للقلب

GMT 15:50 2022 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

إيه فيه أمل!

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 10:39 2022 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الأهلي يسوّق بدر بانون في الخليج والرجاء يريده

GMT 11:36 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

النجم الألماني مسعود أوزيل يختار الأفضل بين ميسي ورونالدو

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 آب / أغسطس

دنيا سمير غانم تتألق رفقة زوجها

GMT 20:38 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

كوريا الجنوبية تسجل 63 إصابة جديدة بكورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon