توقيت القاهرة المحلي 12:12:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استهداف النساء يبدأ من الخطاب وينتهي بالقتل

  مصر اليوم -

استهداف النساء يبدأ من الخطاب وينتهي بالقتل

بقلم :عطاف الروضان

ما زال الطريق طويلا أمام حلم "وصول المرأة إلى العدالة" ، فالممارسات اليومية التي تقابلنا في أغلب المواقف: في  الشوارع والفضاءات والعامة وأماكن العمل وحتى المنازل ، تفصلنا سنوات عديدة بأن يتم التعامل مع المرأة  كأنسانة مواطنة  مساوية في الحقوق والواجبات  كما ينص الدستور.

وكما أن ليس كل ما يلمع ذهبا، فلا تعني الإحصاءات والدراسات والمناصب العليا والمؤشرات لتمكين النساء في الوطن العربي  الشيء الكثير، ولا تحمل الأرقام على -أهميتها - العمق المطلوب  بتمتع النساء بفضاء عام مسالم وعادل .

لا أتحدث عن جريمة قتل بسبب هاتف خلوي، طهّر على إثرها الأخ الغاضب شرف العائلة الذي ظن أنه تلطخ بسبب مكالمة هاتفية مجهولة، ولا أتحدث عن حبس في المنزل، أو ضرب وتعنيف  لزوجة أو أخت أو أم لمجرد أنها تفوهت برأي يخالف رأي الذكر العتيد في العائلة. ولا أتحدث عن عنف اقتصادي تعاني منه النساء العاملات يوميا بسبب استيلاء الأزواج أو الآباء على رواتبهن، فمكافأتهن هي السماح بالخروج من المنزل، ولا يهم إن تعرضت لتحرش  من  مختلّ في الطريق، أو عنفت من زميل أو مدير أو تعرّضت لاستغلال، فالشرف لا يمس أن لم يعرف حامي حمى الشرف بذلك!!!!

أتحدث عن أمر ابسط بكثير لكنه سببا ونتيجة لما تمر به نساءنا من المحيط للخليج من تهميش وتعنيف واستغلال، وهو لغة الخطاب المهينة والمعنفة للمرأة في أبسط الحوارات ، أو المعاملات اليومية، تهان وتسب أمام أفراد العائلة ولا يجرؤ أحد أن يدافع إذا كان المعتدي ذكرا .. أليس له حق الوصاية والرعاية  والملكية!!!

في ظل كل ما تتعرض له النساء في كل مكان، ما زال هناك إعلاميين ومواطنيين عاديين يصفون النساء ويروون قصصهن بلغة مسيئة وغير عادلة تبرر التهاون في قضاياهن وتسخفها، وتقلل من أهميتها. وما زالت نساء يشاركن منشورات مهينة ومسيئة للمرأة ويشاركن العالم السخرية من نساء بسبب شكلهن أو لونهن أو لمجرد أنهن نساء!!!! كل ذلك يجعلنا كمجتمع وكأفراد نرى أن العنف تجاه المرأة هو نكتة أو ممارسة عادية ومبررة!!

تبدأ القصة بأن لا مجال لأن يسمح لها أن تأكل على نفس المائدة، أو أن تشارك بحديث أو تدلي برأي أو تساهم بقرار، وإن درست فمن الصعب أن تكمل تعليمها، وأن أكملت من الصعب أن تعمل، وإن عملت فعليها حصار مطبق، وهي تعمل داخل البيت وخارجه ولا يجب أن تتعب أو تكل أو تمل.

طفل في العاشرة وصيّ عليها يتحكم بإرثها ومالها ومآلها، ويقرّر عنها، ويوقع باسمها، وهو ربما آخر الليل يطلب الحماية بحضنها خوفا ورعبا،  لأنها ببساطه هي أمه وهي من المفترض أن تكون مسؤولة عنه لا العكس، وممنوع عليها الإختلاط ، ويجب عليها أن تحشر بالسيارة مع سائق ولكن من المحرّم أن تسوقها.

وكل ذلك يهون في الحرب والفتن فهي أول الضحايا وآخر الهاربين،لأنها هي من تبقى في البيت متمسكة به للمحافظة على عائلتها، وفي دول اللجوء والمنفى هي أكثر الضحايا استغلالا وقهرا وتعرضا للعنف والاستغلال ،يشعل الرجال فتيل الحروب ويحترق بنارها النساء والأطفال وسائر الضعفاء ، لا نستطيع إيقاف حرب دموية بكلمة، لكننا نستطيع تغيير الواقع بتكرار الدعوة للإنصاف والعدالة  في المعاملة، والحقوق ولغة الحوار والخطاب، ليس للنساء فقط وإنما لكل الضعفاء في العالم .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استهداف النساء يبدأ من الخطاب وينتهي بالقتل استهداف النساء يبدأ من الخطاب وينتهي بالقتل



GMT 17:40 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

الطلاق التعسفي

GMT 08:28 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

عنف الطفولة يتحول جحيم السيكوباتية

GMT 21:53 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الرجولة وما أدراك ؛؛؛

GMT 18:23 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

صندوق تعاوني للنساء

GMT 17:12 2017 الثلاثاء ,25 إبريل / نيسان

حوّا بتغار وآدم بشكّ

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon