توقيت القاهرة المحلي 04:41:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صناعه الأكاذيب 6

  مصر اليوم -

صناعه الأكاذيب 6

السيناريست / أحمد صبحي

الأكاذيب الاجتماعية من أخطر الأكاذيب التي تهدم الكيان الاجتماعي والنفس البشرية والكذبة الاجتماعية من الصعب صياغتها وتحتاج إلى زمن طويل جدًا حتى تتحقق وتصل إلى الهدف المرجو منها، ولذلك نجد أن المجتمعات التي يتم هدمها أو التي ينتشر فيها الفساد والفقر والمرض هي تلك المجتمعات التي تتبنى أفكار هادمة وتتعامل معها على أنها حقائق ويصبح من الصعب تغير تلك الأفكار والسبب أنها أصبحت جزء من الكيان الخاص بالمجتع ذاته والبعد عنها أصبح عار أو التخلص منها يعرض الفرد الذي يدعوا إلى الإصلاح أو تغير تلك الأكاذيب لحرب شديدة دون النظر أو البحث عن أهميه التغير .. في الماضى كانت كل كلمه لها معانيها التي لا تخرج عنها حتى الأمثال الشعبية الجيدة والتي تؤدي إلى فكر سليم كان يتم صياغتها كحكمة مثل "لا تبصق في البئر، فقد تشرب منه يومًا"

(ليس العار في أن نسقط .. و لكن العار أن لا تستطيع النهوض)

 (اطلب من العلوم علمًا ينفعك ينفي الأذى والعيب ثم يرفعك)

(العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة) أما اليوم فنجد كثير من الأمثال التي تؤدي إلى هدم الحياة وهدم الاحساس بالعزة، وتسعى إلى إنشاء مجتمع فاشل وتلك الأفكار تم صناعتها ثم تم البحث عن الطرق التى تؤكدها والتى تؤدى الى الاقتناع بها وعلى ذلك يجب ان ننظر الى المجتمع بشكل أكثر دقه ونحاول أن نفهم تلك الأفكار وكيف تم وضعها في الأذهان إلى الدرجة التى اصحبت فكره راسخه .. يتم صناعه الفكره ثم خلق المناخ المناسب لتنفيذها ثم يتم التركيز عليها إعلاميًا في الماضي لم يكن هناك ميديًا أو وسائل الإعلام المسموع والمرئي فكان الكتاب فكانت تلك الأفكار يتم وضعها في الكتب وسط الكثير من الأشياء المقبوله والأفكار الرائعة بحيث يتم قراءتها كأنواع من المداعبة والسخرية ثم أصبح الكتاب به العديد من الأفكار الهادمة وقليل من الأفكار السليمة ثم أصبح يحتوي اكثره على أشياء تؤدي إلى فساد العقول والمجتمع مع دعمه وتثبيت الفكره كأنها شئ واقعي ومهم وله أصول ولا يجب أن نتخلى عنه ثم يتم إنشاء جيل أو مجموعة من البشر يتبنون تلك الأفكار ووضعهم موضوع الإجلال والأهميه ثم يتم شرح تلك الأفكار وكأنها تؤدي إلى الإصلاح أو إلى نتائج رائعة حتى ولو كانت في ظاهرها سيئه مع مرور الزمن يفسد الذوق ويفسد العقل ويفسد التعليم ويصبح الكل لا يهتم بما هو جيد وبما هو سئ فيتم خلق جيل جديد من الصراع الفكري، بحيث يصبح كل صاحب فكر مختلف شيطان يجب حرقه أو يجب التخلص منه وينشغل الناس بالصراع الفكري الذي لا أهميه له فيصبح الإيمان بالفكرة أو عدم الإيمان بها لن يؤدي إلى نتائج واقعيه فاذا انسلخ الإنسان أو المواطن عن تلك الأفكار وانزوى عنها واتخذ لنفسه طريق صحيح وبحث عن الفكر الجيد سيصل إلى نتيجه جيدة ولكن سيل الأكاذيب تجعل العقل البشير يصبح حائرًا بين ما هو صحيح وما هو غير صحيح وينشأ بداخله بما يسمى الشك الدائم في كل حقيقة تصل إليه أو كل معلومة كانت راسخه في ذهنه ويصبح لديه الشك الهدام الذي يجعله لا يستطع أن يأخذ أي موقف ايجابي من الحياة التي يعيشها يفقد انتماءه لبلده لأن الأفكار اصبحت تؤكد أنه لا قيمه للوطن من خلال نشر الموضوعات التي توضح كم من كبار وأشخاص شاهدنهم يتحدثون عن الوطنية وقيمه الوطن وهم أكثر الناس كراهية له وهم أكثر الناس سرقة وغش وتلاعب بمقدراته فيجد المجتمع نفسه بين فكره كان يؤمن بها وبين واقع يؤكد عكس الفكره مع تكرار الأمر يشعر أنه هو الوحيد الذي يتحمل الألم من أجل وطنه أو بلده فيسعى إلى أن يكون مثل غيره لماذا لا يغش أو يسرق ليعيش كريمًا ويحتار بين فكره أن يكون سئ الخلق ليعيش كريمًا وبين أن يكون انسانًا يحمل بداخله قيم ومعاني سامية ولأن الضغوط التي يعيش بداخلها كثيرة وأقوى من احتماله ينهار ويقع في بئر الأكاذيب ويصدقها كأنها واقع يجب أن يتعامل معه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعه الأكاذيب 6 صناعه الأكاذيب 6



GMT 21:50 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 07:54 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 16:05 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

يشبهنا صراع العروش

GMT 22:37 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 00:39 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

محمود مرسي

GMT 20:51 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

أحمد زكي

GMT 11:09 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

رشدي المهدي ممثل من الطراز الرفيع

GMT 13:21 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

مديحة كامل

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon