توقيت القاهرة المحلي 05:30:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنور الخطيب لمحمود درويش: إذن..لماذا خرجت

  مصر اليوم -

أنور الخطيب لمحمود درويش إذنلماذا خرجت

الشاعر الفلسطيني أنور الخطيب
بقلم : أنور الخطيب

بعيدا ..
عن الأصدقاء الشعراء والمنفى القريب
عن الوطن الحبيب الغريب
عن الأمنيات الكثيرة التي لا تغيب
عن النداء القليل الذي لا يجيب
بعيدا…
عن حصان أبيك وقلب أخيك
وصدر “أنات”
بعيدا
عن الصحراء تفتش في شِعرك الملكي
عن مفردات الصعاليك والأتقياء
بعيدا
عن المقاتلين المرتبكين بين القادة والأنبياء
عن جيوش تستعد لاحتفالات “فالنتاين” بعد صلاة العشاء
بعيدا
عن نسائك المنتظرات في شرفة القصيدة
بعيدا
عن رائحة القهوة في شال أمك
بعيدا
عن قلب قلبك
بلا خجل قررت أن تموت
بعيدا عنك،
بعيدا عنا،
بعيدا عن البيوت ومن في البيوت..
وكما ساحرٍ
قرّر أن يكون ضحية سحرِه
خرجت من جدارية الوقت
من التفاسير الكثيرة للعابرين
من مقهاك على شاطئ بحرك
ألقيت سلاحك
لا مُنازِلٌ في الغيب تسأله النزال
لا يوسف في الجب تسأله القتال
خرجت خلسة وفجأة من عواصم الذكريات
هجرت بيروت، الشام، عمّان
وتونس واللوتس والأحجيات
وضعت أقلامك السود على الحدود
لتكتب أشياءك الخاصة في العراء
ويكتب ظلك فوقها حين تعود
من نزهة في الاختفاء،
أين اختفيت؟
هل توقيتُ اختفائك مقنع؟
واختيارُك للمكان مقنع؟
وعودَتك التي لا تشبه العائدين مقنعة؟
ومشيتُك التي لا تشبه مشيَك مقنعة؟
واعتلاؤُك المسرح دون ظلك مقنع؟
لا شيء مقنع مما فعلت..
لأول مرة لا يعتريك الجنون
وأنت تكتب نصاً بحجم نكبتنا
لأول مرة يخونك الحرف في وصفنا
لأول مرة تخوننا
لأول مرة تكون أمامنا ولا تكوننا
فهل يرضيك نصك الجليل
العصيُّ على النشر والتأويل
عصيٌّ على القراءة والكتابة
عصيٌّ على بياض الورق
لأول مرة
لا تكتب نصا مقلقاً
خرجتَ منا ومنكَ وأنت تعلم
أي مفترق للطرق
كلها تقود إلى نفقٍ بعده نفق
حيث السلام يختنق
والنهار يحترق
واليمام بلا أفق
خرجت في زيِّك الأبيض الأخير
كأنك تمسح ما كتبت على الهواء
إذن..لماذا خرجت!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنور الخطيب لمحمود درويش إذنلماذا خرجت أنور الخطيب لمحمود درويش إذنلماذا خرجت



GMT 11:37 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

البشر تصبح كالخرفان في مجتمعاتنا التي يحرّم فيها التفكر

GMT 12:46 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 11:30 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

صيحة البسوس وشهرة نساء بني تميم في العصر الجاهلية

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon