توقيت القاهرة المحلي 00:34:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى لا نلدغ من نفس الجحر

  مصر اليوم -

حتى لا نلدغ من نفس الجحر

بقلم - بدر الدين الادريسي

كنا ذات وقت في لحظة مصارحة قاسية مع الذات، نقول أن ما تحكم في إسناد كل كؤوس العالم خلال المرات الأربع التي دخل فيها المغرب منافسا لقوى وازنة وخاب أمله من اعتبارات سياسوية واقتصادية على درجة عالية من الإتقان، هي نفسها التي ستتحكم في إسناد تنظيم كأس العالم 2026 التي لم يكن إعتباطا أن تترشح لها الولايات المتحدة الأمريكية ولو بغطاء جديد، وقد حشر في الملف بلدان هما كندا والمكسيك، وبالتالي سيكون ضربا من الخيال وإمعانان في تسويق الوهم القول بأن للمغرب حظوظا في تنظيم المونديال.

وللأمانة فقد بدأت الصورة تتغير تدريجيا، ليس في أدمغتنا كمغاربة بل حتى في فكر من كانوا يقولون ذات وقت أن لاقياس مع وجود فوارق كبيرة بين الملفين المغربي والأمريكي الشمالي، وهذا الإنقلاب النوعي مصدره أن المغرب يبرع كثيرا في تصميم ملفه وأيضا في التسويق للقيم الإنسانية والإنمائية التي تلهمه وتدفعه لتقديم خامس طلب لتنظيم كأس العالم من دون أن ييأس.

إنقلاب تفسره أيضا، درجات القلق والتوجس التي ترتفع يوما بعد الآخر، لدى قادة الملف الأمريكي الشمالي، ولدى الإعلام المواكب له، بفعل ما بات يمثله ملف الترشيح المغربي لتنظيم كأس العالم 2026، من خطر محذق، وكل المؤشرات تقول بأن المملكة تجهز ملفا سيباغث الكل بمن فيهم من ستوكل لهم مهمة تقييم الملفين بعد عرضهما يوم 16 مارس القادم ببوغوطا الكولومبية.

هذا القلق والتوجس الأمريكيين، لا يمكنهما مع ما يمثلانه للمغاربة وحلفائهم من حافز معنوي لمواصلة السير، أن يحجبا تحركات مريبة لا ترصدها العين المجردة، ستحاول جاهدة إقصاء الملف المغربي من مرحلة التصفيات الأولى، والتي لها طبيعة تقنية، فهناك من يقول أن رئيس الفيفا إينفانتينو الذي يدين بالفضل للولايات المتحدة الأمريكية، في وصوله لرئاسة الفيفا، بعد تفجيرها لفضائح الفساد التي أنزلت بلاتر من عرش الفيفا، سيجد بلا شك حرجا كبيرا في ضمان فوز الولايات المتحدة الأمريكية وشريكيها بتنظيم مونديال 2026، في حال ما إذا بلغ الملف المغربي المرحلة الأخيرة والحاسمة والتي سيعهد خلالها يوم 13 يونيو 2018 لرؤساء 207 اتحادا وطنيا منضويا تحت لواء الفيفا، بالتصويت على البلد أو البلدان المنظمة لكأس العالم 2026.

وسيكون لزاما أن يلتزم قادة حملة الترشيح المغربي، كل الحذر لعدم السقوط في أي خطإ من أي نوع يوجب الإقصاء من هذه المرحلة بالذات، لكي لا يصبح الملف الامريكي الشمالي في طريق سيار للفوز بالتنظيم.

والحذر هو أن يكون الملف التقني الذي سيعرض على لجنة التقييم يوم 16 مارس مستوفيا لكل الشروط ومستجيبا لكل المعايير بكافة أوجهها البنيوية والتجارية والإنمائية والرياضية، ذلك أن اللجنة التقنية المنصبة من قبل الفيفا لإنجاز عملية التقييم التقني، ستكون لها الصلاحية لاستبعاد ملف من الملفين أو هما معا إذا لم يحصلا على معدل تنقيطي يسمح بالمرور للمرحلة الثانية.

وفي حال ما إذا تجاوز الملف المغربي بنجاح هذه المرحلة، فإنه سيستقبل لجنة للتفتيش أواسط شهر أبريل القادم، تقوم بمعاينة كل المرافق والمواقع بناء على ما هو مثبت في الملف التقني، لإنجاز تقرير يوضع على طاولة أعضاء مجلس الفيفا الذين سيقررون في الأسبوع الأول من شهر يونيو ما إذا كان سينتقل الملفان المتباريان أو أحدهما للمرحلة الختامية، المتمثلة في الجمعية العمومية التي ستكون لها كلمة الحسم يوم 13 يونيو بروسيا قبيل انطلاق منافسات كأس العالم 2018.

لابد إذا من أخذ هذا الخوف الذي يضرب قادة الملف الأمريكي الشمالي بقدرة الملف المغربي على كسب الرهان، على أنه يمثل دافعا قويا للإحتراز والحذر، أكثر من الشعور بالسعادة، لطالما أن محطة 16 مارس ستكون مناسبة للضرب من تحت الحزام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا نلدغ من نفس الجحر حتى لا نلدغ من نفس الجحر



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 12:59 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 12:32 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الأبطال أمانة

GMT 12:33 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

إنه زمن الفنون

GMT 20:10 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الدرس الألماني

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon