رواية "العاصمة"

صدرت مؤخرا عن دار آفاق للنشر والتوزيع بالقاهرة الترجمة العربية لرواية "العاصمة"، للروائي النمساوي روبرت ميناسه، وكانت طبعتها الأولى قد صدرت عام 2017 عن دار "زور كامب" في برلين.

ويقول المترجم سمير جريس: "هذه الرواية استنفدت جهدي العام الماضي، واعتبرها أهم رواية ترجمتها في السنوات الأخيرة".

وجاء في الرواية : "عندما يشرع القارئ في قراءة رواية ينبغي عليه في الحقيقة أن يقلب الصفحات إلى الوراء بعد الجملة الأولى مباشرة.. كان ذلك هو حلم مارتِن سوسمان، أن يصبح حكاء لما قبل الحكاية، كان قد قطع دارسته في علم الآثار، ثم – ولكن الأمر سواء، هذا جزء من الحكاية التي تسبق الحكاية ، وعلى كل بداية رواية أن تتجاهلها، وإلا فلن نصل أبدا في النهاية إلى بداية".

وفي مقال له تساءل ميناسه عما إذا كانت المفوضية الأوروبية "صالحة لكتابة رواية"، وها هو يجيب عن السؤال بروايته المتألقة "العاصمة" التي فازت بجائزة الكتاب الألماني في عام 2017، ثم غزت قوائم أفضل المبيعات، وأحدثت نقاشا حيويا في المنطقة المتحدثة بالألمانية.

أقرأ أيضاً : "عروبة فلسطين والقدس" محاولة جادة لغرس القضية في عقول أطفال الأمة

بعد استقصاء وبحث استمرا سنوات في بروكسل، وجد الكاتب شكلا لروايته الحافلة بالشخصيات، وهو ما يذكرنا بالفيلم الكلاسيكي "طرق مختصرة" للمخرج الشهير روبرت ألتمان: فبدلا من التركيز على شخصية أساسية فإننا نصادف هنا – وهو ما يتطابق مع المؤسسة الأوروبية متعددة الأطراف – سلسلة من الأشخاص الفاعلين الذين يتقابلون مع بعضهم البعض في متاهة المؤسسات الأوروبية في بروكسل، إما مصادفة أو بعد ترتيب، فيعقدون تحالفات، أو يتحاربون ويحيكون المكائد لبعضهم البعض".

في "العاصمة" يسير روبرت ميناسه متوازنا على حبل عال مشدود بين الرواية البوليسية والرواية الاجتماعية، وقيل أيضا إنها رواية أنيقة، رائعة البناء، ومفعمة بالسخرية والأفكار .. ليست العاصمة مجرد رواية أفكار أو رواية حقبة بكاملها، كما أنها ليست بارعة فحسب ، إنها رواية ممتعة ومحفزة وكاشفة، تظهر فيها أوروبا في ضوء جديد".

وروبرت ميناسه المولود في فيينا عام 1954 درس الأدب الألماني والفلسفة والعلوم السياسية ونال الدكتوراه عام 1980، أما سمير جريس فقد درس الألمانية وآدابها وترجم نحو 25 عملا أدبيا منها: "عازفة البيانو" لإلفريدة يلينك و"الوعد" لفريدريش دورنمات، وله كتاب بعنوان "جونتر جراس ومواجهة ماضي لا يمضي"، وقد حصل العام الماضي على جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي.

 

قد يهمك أيضاً :

دار آفاق تصدر الترجمة العربية لكتاب "لماذا نقرأ الفلاسفة العرب؟"

الأسلوب الأمثل لتحليل المؤلفات الموسيقية في كتاب لمحمد شعلة