فتحت السلطات التركية معبر تل أبيض مع سوريا ليل الاربعاء، سامحة بمرور الهاربين من هول المعارك في البلدة الحدودية ومن محافظة الرقة على وجه العموم،, بين (أحرار الشام)  و(جبهة النصرة)  من جهة و(الدولة الإسلامية في العراق والشام) "داعش" من جهة أخرى، بكافة أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة. وكانت السلطات التركية أغلقت المعبر قبل عدة أيام "حتى إشعار آخر" وبشكل كامل، نتيجة المعارك الدائرة في المنطقة. منذ عدة أيام، والاشتباكات الطاحنة في مدينة الرقة، تحصد أرواحا من الطرفين، بالإضافة لعديد المدنيين، وسط انقطاع تام لمظاهر الحياة في المدينة التي بات رصاص القنص في مختلف احيائها  يستهدف من يتجول في  شوارعها. أعنف الاشتباكات تجري للسيطرة على قصر المحافظ في المدينة، وسط تبادل سيطرة على عديد المواقع داخل المدينة، ويقول ناشطون أن أعنف الاشتباكات تتركز  في حارة البياطرة جانب جامع الجراكسة، ومنطقة الاماسي ودوار النعيم، ومنطقة المشفى الوطني،  أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين، وسط حالة طبية مزرية، حيث أغلقت المشفى الوطني أكبر مشافي المدينة أبوابها، وخلت من أي كادر طبي او مراجعين بعد انسحاب كتيبة كانت تحمي المشفى، ما تركها عرضة للاعتداء، ما حدا عديد الناشطين في المدينة للمطالبة بتحييد المشفى عن الصراع الدائر في المدينة. ويقول ناشطون :إن شوارع الرقة خلت من المارة، وأن مظاهر الحياة انعدمت، لا كهرباء ولا ماء منذ عدة أيام،  كما يُسجل انعدام للخبز والخضار، بينما يترصد الموت من يحاول البحث عن لقمة طعام يقيت بها ذويه في المدينة، وسط تحذيرات مستمرة للمدنيين بالتزام منازلهم، في المدينة التي خرجت عن عباءة نظام دمشق قبل أقل من عام. ووفق ناشطين، فإن مخبزا وحيدا يعمل في المدينة الآن، وعلى أبوابه تنشب مشاجرات بين المدنيين للحصول على رغيف الخبز، خاصة أن المخابز التي تقع تحت سيطرة أحرار الشام والدولة الإسلامية، توقفت عن العمل. ويقول الناشطون أن عديد أهالي المدينة يفكرون بالهرب منها، نتيجة تردي الاوضاع الامنية، لكن محاولاتهم محفوفة بالمخاطر في ظل انقطاع السبل والطرق إلى خارجها، وإغلاق الطرقات المؤدية إلى بقية المحافظات،  ولذا يحاول المدنيون تخزين الطعام وخاصة المعلبات، التي بدأت تندر في المدينة نتيجة اغلاق معظم الأسواق وتوقف الحركة التجارية.