خصَّصَ فريق طلابي يضم 60 شخصًا جزءًا كبيرًا من وقته لمساعدة الفقراء في مصر، والمساهمة في دور المجتمع المدني تجاههم، وسط ما تشهده مصر من توترات سياسية ربما صرفت أنظار الحكومة عنهم، "رسالة الجامعة الأميركية"، هو الاسم الذي اختاره هؤلاء الطلَّاب لنشاطه في مجال التنمية المجتمعية، حيث يبدأ الفريق خلال أيام قليلة أحدث نشاط له وهو "المشروعات الصغيرة"، الذي يهدف إلى مساعدة الفقراء ولكن بشكل مختلف. وأعلنت دينا حسين، إحدى أعضاء الفريق لـ "مصر اليوم" أن فكرة المشروع تعتمد على توفير مصدر رزق للفقراء، بدلًا من إعطاء الفقراء شيئًا يعينهم على مصاعب الحياة لفترة وجيزة، وسيعطي المشروع هؤلاء الفقراء قروضًا صغيرًا قائمة على التبرعات، ويساعدونهم في البدء مع إعطائهم التدريبات والمساعدات الأزمة لنجاح المشروع، ثم يستردُّون قيمة القرض على شكل أقساط صغيرة، والتي تساعد في عمل المزيد من المشروعات الأخرى. ودلَّلَت دينا بمثال على هذا المشروع أن أحد سكان الدويقة في القاهرة، يعاني من قلة إنتاج فرنه بسبب أنه غير مجهَّز، فمن خلال المشروع سيتم إمداده بماكينات تزيد إنتاجية الفرن، ثمَّ يُسدِّد صاحب القرض بانتظام. ولم يقتصر نشاط طلاب رسالة الجامعة الأميركية على هذا فحسب، وإنما تعمل أيضًا على عدد من المشروعات، هو مشروع "إصلاح المنازل" في منطقة الدويقة (شرق القاهرة)، وتوضح دينا حسين أن المنازل هناك بلا أسقف، أو نوافذ، أو مياه نظيفة، أو كهرباء،، والفريق يقوم بمساعدة أصحاب هذه المنازل في تحسين مستوى معيشتهم. وكشَفَت دينا أنه تم إصلاح 13 منزلاً حسب احتياج كل منهم، بقيمة 23 ألف جنيه مصري، من خلال إصلاح المياه والكهرباء وشراء أمتعة. وعن الأنشطة الأخرى التي يقوم بها الفريق هو تعليم الأطفال في منطقة الدويقة أيضًا أسبوعيًا، حيث تم إرسال معلِّمين لتعليم الأطفال مواد العربي والإنكليزي لرفع مستواهم التعليمي، نظرًا إلى أن هذه المناطق لم تشهد آلية تعليمية جيدة. وأوضحت دينا أن مستوى الطلاب التعليمي تغيَّر بدرجة كبيرة بعد تعليمهم من قِبل معلمين الفريق، مما ساهم في الوصول لفكرة الجلوس مع المدرِّسين في المنطقة وتدريبهم على كيفية تعليم الأطفال في السنوات المقبلة. ثُمَّ تأتي للمشروعات التي تقوم بها رسالة-الجامعة الأميركية بصفة دورية وهي حملات التبرع بالدم والكساء والأضحية وزيارة المستشفيات، وقد تتشارك بعض الأنشطة الطلابية الأخرى مع رسالة لتوحيد الجهود، والحصول على نتائج أكثر فاعلية. وشدَّدت عضو الفريق دينا حسين على أن "رسالة-الجامعة الأميركية" لا تهدف إلى مساعدة المحتاجين فقط، بل تهدف إلى نشر وعي العمل التطوعي بين الناس، قائلة "إن كلاً منا إذا أدَّى دوره بشكلٍ صحيح، وتوجهت مجهوداتنا لمكانها الصحيح، سوف ننتقل جميعًا إلى مستوى آخر وحياة أخرى، حياة آدمية لكل المصريين، ونحلم بمجتمع بلا أناس تحت خط الفقر، نحلم بابتسامة هؤلاء الأطفال الذين تتتغير حياتهم، ونحلم بمجتمع واعٍ بدوره تجاه هؤلاء الناس الذين فرَضَت عليهم ظروفهم الحاجة للمساعدة".