الرئيس السوري بشار الأسد

قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الدول التي تقف خلف الإرهاب في سوريا حاولت تدمير مختلف أسس الحياة فيها .. فبالتوازي مع عمليات القتل التي طالت كل شرائح الشعب السوري دون استثناء أو تمييز، فكانت عمليات تدمير البنية التحتية التي بنيت عبر عقود من مال وعرق ودم أجيال من السوريين تسير بشكل منهجي، مشيرا إلى العمليات الإرهابية على محطات الكهرباء وحقول النفط. وأعلن الأسد إن "إعادة الإعمار" هو شعار المرحلة المقبلة مع العمل بشكل متوازي على ترميم جميع القطاعات الأخرى، مؤكدا على أهمية كلا من الأعمال الحرفية والمشروعات الصغيرة والقطاع الزراعي في عملية الإعمار الاقتصادي، وضرورة البدء في الإعمار دون الانتظار للانتهاء من الأزمة، مؤكدا في الوقت ذاته على الاستمرار في مكافحة الإرهاب وإجراء المصالحات في كل أرجاء البلاد حتى لا يبقي سوري واحد في مراكز الإيواء أو معسكرات اللاجئيين. وأكد الأسد - في سياق كلمته التي ألقاها عقب تنصيبه بولاية جديدة - أن صمود السوريين هو الذي أعلن رسميا وفاة ما سمي زورا و بهتانا "الربيع العربي" - على حد قوله- الذي لو كان حقا لأنطلق من أكثر الدول العربية قمعا و استبدادا ، مؤكدا أن هذه الدول كانت وراء كل نكبة وحرب أصابت هذه الأمة، مضيفا أن هذه الدول كان وجودها هو أهم إنجاز للغرب وأهم سبب لنجاح إسرائيل وبقائها في المنطقة، مستنكرا موقف هذه الدول المتخاذل في العدوان الحالي على غزة. وأضاف أن العدوان الحالي على غزة ليس حدثا منفصلا عن الأزمة السورية، موضحا أنه منذ احتلال فلسطين وصولا إلى غزو العراق وتقسيمها وتقسيم السودان هو عبارة عن سلسة متكاملة مخططها إسرائيل والغرب للقضاء على القضية الفلسطينية، ولكن من نفذها هي دول القمع والاستبداد العربية، مؤكدا أن هذه الدول من حرضت الغرب لشن عدوان 1967 من أجل التخلص من ظاهرة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي أصبحت تهدد عروشهم آنذاك، وأن هذه الدول كانت داعمة لإيران في عهد الشاه ثم انقلبت على طهران عقب الثورة الإيرانية التي أعلنت دعمها للدولة الفلسطينية. وتابع قائلا إن هذه الدول من دعمت جرائم الإخوان المسلمين في سوريا من النصف الثاني من السبعينيات حتى الثمانينات ضد الشعب السوري والحكومة السورية، مضيفا أن هذه الدول من قدمت مبادرة "الأمير فهد" عام 1981 للفلسطينين مهددين إياهم في حالة رفضهم للمبادرة، ومبادرة 2002 (مبادرة التطبيع مقابل السلام)، مضيفا أن هذه الدول من حرضت إسرائيل على عدم وقف إطلاق النار والتخلص من المقاومة اللبنانية في عام 2006، مشيرا إلى دور جامعة الدول العربية قد اختصر في الفترة الأخيرة على استدعاء الناتو وفرض الحصار على الدول و الشعوب العربية التي تخرج عن طاعتهم. واستطرد الأسد في هذا الصدد أن تلك السلسلة المترابطة تهدف إلى تذويب القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن ما يحدث في غزة على يد الإحتلال الإسرائيلي يتم في سوريا على يد 83 جنسية مختلفة، قائلا " تتعدد الأساليب والهدف واحد .. والسيد أوحد " عاتبا على من يتخذ موقف سلبي أو موقف الشماتة فيما يحدث في غزة، مشددا على ضرورة الفصل بين الشعب الفلسطيني المقاوم وبين من يلبسون قناع المقاومة - على حد تعبيره -، مؤكدا أن ما يحدث في سوريا والمنطقة برمتها مرتبطا بما يحدث في الأراضي الفلسطينية.