تعد الأمراض الوبائية والمعدية إحدى أهم المشكلات التي تواجه المشالية والشرقية في سورية، فمن "الثلاسيميا" و"تفوئيد" حلب، إلى "شلل الأطفال" ريف دير الزور. واستطاع منسقوا نظام الرصد الوبائي المبكر، الذي تديره وحدة التنسيق والدعم في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة، اكتشاف أعراض مشابهة لمرض "شلل الأطفال" في مناطق عدة من ريف دير الزور. ويؤكد المنسقون أنهم استطاعوا رصد 22 حالة لإصابات، معظمها من الأطفال دون سن الخامسة، وذلك عبر استقصاء ميداني، أجرته فرق الاستجابة السريعة, وتوزعت تلك الإصابات في قرى عدة في ريف دير الزور، لاسيما صبيخان، موضحين أنه "تم التأكد من الوباء عبر إرسال عينات برازية إلى أحد المخابر الموثوقة لدى منظمة الصحة العالمية في تركيا، اعتمادًا على التسهيلات التي تقدمها السلطات التركية، وأكد المخبر احتوائها على فيروس شلل الأطفال شديد العدوى، والذي يصيب الأطفال دون سن الخامسة بصورة رئيسية". ويصيب الفايروس الجهاز العصبي بدرجات متفاوتة، وتظهر أعراضه في شخص واحد من بين عشرة مصابين، وهي الحمى والصداع والتقيؤ وتصلب الرقبة وألام الأطراف, وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 إلى الإصابة بشلل عضال في الساقين، وقد يؤدي إلى الوفاة، في حال أصيبت العضلات التنفسية. ويحاول المكتب الصحي في وحدة التنسيق والدعم إعداد خطة، بغية السيطرة على الوباء، الذي ينتشر في المجتمع عن طريق براز المصاب، كما يعكف على تنظيم لقاحات جماعية، وذلك بالتنسيق مع الحكومة التركية والأمم المتحدة. يذكر أنه لا علاج لهذا المرض، لكن يمكن الوقاية منه عبر اللقاحات والاهتمام بنظافة مياه الشرب، ونظافة البيئة المحيطة، ومعايير النظافة الشخصية.