أخيرًا اكتشف العلماء في التشاؤم أحد الأمور التي تبعث على السعادة، إذ اكدت دراسة جديدة أن "الأشخاص الأقل تفاؤلًا أو المتشائمون الذين لا يضعون في اعتبارهم احتمال أن المستقبل قد يكون أفضل من الحاضر، يعيشون حياة أطول ويتمتعون بصحة جيدة". وأشارت الدراسة إلى أن "المبالغين في التفاؤل حيال المستقبل، غالبًا ما يُصابون بالإعاقة أو العجز، أو يموتون في سن صغيرة، مقارنةً بالمتشائمين".ولقد أُجريت الدراسة على عينة عددها 40000 ، إذ أكدت الدراسة أن "التشاؤم يجعل الإنسان أكثر حرصًا على حياته، مما يدفعه إلى العيش بأسلوب صحي مع اتباع التدابير الصحية اللازمة للوقاية من الأمراض والأخطار الصحية". جُمعت بيانات الدراسة في الفترة ما بين 1993 و2003، إذ كانت العينات تتنوع ما بين ثلاث فئات عمرية هي من 18 إلى 39 عامًا، من 40 إلى 64 عامًا، ومن 65 إلى أكثر من ذلك. وُجهت بعض الأسئلة للمشاركين في الدراسة عن مدى الرضا الذي من الممكن أن يتحقق لديهم بعد مرور خمس سنوات. وبعد مرور خمس سنوات، التقى المشاركون في الدراسة مرة ثانية لرصد ما إذا كانت توقعات الرضا الخاصة بكل واحدٍ فيه قد تحققت أم لا. وكشفت نتيجة الرصد أن 43% الفئة العمرية من 65 سنة فيما فوق كانوا قد أدلوا بإجابات تشير إلى أنهم توقعوا قدرًا من الرضا المستقبلي، مما حدث في الواقع، بينما جاءت توقعات 25% من أفراد هذه الفئة، مطابقة للواقع وبالفعل تحققت لهم السعادة التي يرجونها، أما نسبة الـ 32% من هذه الفئة الطاعنة في السن، فقد جاءت توقعاتهم للسعادة والرضا المستقبليين أكثر مما حدث في الواقع. ومما أثار الدهشة أن 9.5% من الذين بالغوا في تقدير السعادة المستقبلية سجلت الدراسة إصابتهم بأنواع مختلفة من الإعاقة. أما هؤلاء المسنين الذين لديهم تطلعات أكثر سوداوية حيال المستقبل، فيبدو أن هذه الواقعية الشديدة حافظت على صحتهم وحياتهم.