كلما ارتفع عدد ساعات مشاهدة الأطفال للتلفاز ازداد لديهم مقاس الخصر ونسبة الدهون، هذا ما خلصت إليه دراسة أجريت في معهد بنينغتن للأبحاث الطبية في الولايات المتحدة الأميركية. وأراد الباحثون استقصاء العلاقة بين مشاهدة التلفاز والبدانة لدى الأطفال، فوجهوا اهتمامهم إلى الدور الذي يضطلع به وجود تلفاز في غرفة نوم الأطفال وتأثيره على توزيع الشحوم في أجسامهم. وفحص فريق العمل عينة شملت 369 طفلا تراوحت أعمارهم بين 5 و18 عاما، حيث جرى تسجيل مقاس الخصر وقراءات الدهنيات والسكر في الدم ونسبة شحوم الجسم وذلك باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي. ويعمد الكثير من الآباء إلى وضع تلفاز في غرفة نوم الأطفال حتى يتمكنوا من مشاهدة برامجهم في غرفة المعيشة دون التعرض للإزعاج من قبل أبنائهم، فأوقات عرض البرامج الكرتونية قد تتعارض مع فترات البرامج التي يشاهدها الآباء مما يدفعهم لتخصيص تلفاز منفصل في غرفة الأبناء. وخلال السنوات الماضية ارتفعت معدلات زيادة الوزن والبدانة لدى الأطفال لتبلغ 10% على المستوى العالمي، وترتبط سمنة الأطفال بالعديد من المشاكل العاطفية والصحية وخاصة اضطرابات الأكل ومرض السكري وارتفاع الدهنيات والكولسترول في الدم. وبعد تحليل البيانات، وجد الباحثون علاقة بين التلفاز وتراكم الشحوم لدى الأطفال، فوجود تلفاز في غرفة نوم الطفل يرتبط بقياسات محيط خصر مرتفعة وبنسبة أكبر من الدهون في الجسم. فمشاهدة التلفاز قد تقلل من الوقت الذي يقضيه الطفل في الألعاب والأنشطة البدنية بالإضافة إلى تناوله المزيد من الأغذية السريعة والحلويات أثناء الجلوس على التلفاز، مما يؤدي إلى تكدس الدهون وزيادة الوزن. وتدفع هذه الدراسة المربين والآباء لاتباع سياسة تقلل مشاهدة التلفاز وتحصرها في أوقات وأماكن معينة مع تشجيع الأطفال على الألعاب الحركية التي تنمي قدراتهم العضلية وتساعدهم في التخلص من الدهون