انخفضت مستويات الخصوبة في الدول العربية والأسباب وراء ذلك لم تكتشف بعد، و ذلك وفق لتقرير الخبير الاقتصادى و الديموجرافي نيكولس ابريستد Nicolas Eberstadt ، وتم عرضه خلال ورشة عمل لفريق من الخبراء معني "بانخفاض الخصوبة في العالم الاسلامى" والتي نظمها معهد الدوحة الدولي للدراسات الأسرية والتنمية. ويفيد التقرير ان منطقة شرق آسيا وأوروبا شهدتا انخفاضا في الخصوبة بسبب النمو الاقتصادي السريع وممارسة الأساليب الحديثة لتنظيم الأسرة ، لكن اسباب انخفاض الخصوبة فى البلدان العربية لا تنطبق عليها هذه الظروف ، فهى لم تشهد نموا اقتصاديا سريعا مثل شرق آسيا ، وليست مسالة تشجيع تنظيم الأسرة مثل اوروبا. وفقا للبيانات الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ان ستة مناطق من أكبر 10 مناطق سجلت حتى الآن و تعانى انخفاضا بالخصوبة على مدار عقدين من الزمان كانت ببلدان ذات الأغلبية المسلمة . حيث اصبح الزواج بين العرب ياتى في وقت متأخر واصبح أقل مما كان عليه في الماضي. والوضع على النقيض بالنسبة لبعض الدول الاسلامية غير عربية. وهذا التغيير الديموجرافي يمر دون أن يلاحظه أحد إلى حد كبير. و الوضع فى الدول العربية شيبه بما شهدته أوروبا ما بعد الحرب، مع الوضع فى الحسبان أن المعاشرة قبل الزواج أو إنجاب الأطفال خارج الزواج ليس واضحا في المجتمعات العربية. يقول التقرير انه بدأت انماط جديدة في الظهورالآن في العالم العربي مثل الزيادة الهائلة في عدد النساء ممن في سن الزواج و يفضلن تأجيله أو تجنبه ، وانخفاض في إجمالي معدلات الزواج الأول وارتفاع إجمالي حالات الطلاق .. هذه الأنماط تشمل ايضا ارتفاع سن الأنثى العزابة عند الزواج ، وارتفع متوسط ​​عمر المرأة إلى 30 عاما عندالزواج. و 20 في المئة من النساء البالغات سن 40 لأ تجد زوجا لها ، في حين أن معدل الزيجات الجديدة التى تنتهي بالطلاق يرتفع. ويرى نيكولس ابريستد ان "الأسرة هي حجر الأساس للمجتمع. ولكن هذا المفهوم بدا يتغير، وأنه من المهم أن نفهم ونعرف ما هي التغييرات التي تحدث في المجتمع فغالبا تكون غير معترف بها و لا يناقشها صناع القرار. وأي تغيير جذري في المجتمع يمر مرور الكرام من قبل واضعي السياسات يمثل خطر كبير يجب الحذ منه" . و يضيف أن الأسباب الكامنة وراء التغييرات التى تحدث في المجتمعات العربية يمكن أن تكون نتيجة لعوامل عدة مثل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع.