دمج الفلسفة وعلم النفس للتعامل مع المعلومات الخاطئة

ترتبط جميع العلوم ببعضها البعض، سواء أكانت العلمية أو الأدبية، ويبدو أن عالم التكنولوجيا أدرك ذلك مؤخرا، إذ أكدت رئيس إحدى أكبر الجمعيات الخيرية على الإنترنت أن شركات التكنولوجيا تحتاج إلى تنويع ممارسات التوظيف لتشمل المزيد من الناس من خلفيات في الفلسفة وعلم النفس، إذا كانوا يريدون معالجة مشكلة التضليل الإلكتروني.

الجذور النفسية أمر ضروري
وحذرت ميتشل بيكر، رئيس مؤسسة "موزيلا"، من أن توظيف الموظفين الذين ينحدرون أساسا من تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات سينتجون جيلا جديدا من علماء التكنولوجيا الذين لديهم نفس النقاط العمياء مثل هؤلاء المسؤولين حاليا، وهي خطوة غير مناسبة، وأضافت أن "الجذور النفسية ضرورة، وتوعية المزيد من الناس بالمواضيع يحتاج إلى تضمين المزيد من العلوم مثل الفلسفية والنفسية".

وأوضحت: "حدث شيء واحد في عام 2018 هو أننا نظرنا إلى المنصات الإلكترونية، والتفكير في ما وراء المنصات، وعدم التركيز على التأثير أو النتيجة، لكن قد تبلور بالنسبة إليّ أنه إذا كان لدينا تعليم جذري دون العلوم الإنسانية، أو دون أخلاقيات، أو من دون فهم السلوك البشري، فعندئذ نقوم عمدا ببناء الجيل القادم من التقنيين الذين ليس لديهم حتى الإطار أو التعليم أو المفردات للتفكير في العلاقة مع المجتمع أو البشر أو الحياة".

وتعد بيكر رئيس مطور في فايرفوكس والمنظمة الأم غير الربحية، والتي تتمثل مهمتها في إبقاء الإنترنت مفتوحا ومتاحا للجميع.

فهم الجوانب الإنسانية والنفسية لمستخدم الإنترنت
وكجزء من الدفع من أجل التغيير الإيجابي على الإنترنت، تطلق موزيلا، إلى جانب ثلاث مؤسسات خيرية أخرى، مسابقة تهدف إلى تشجيع الجامعات على دمج التعليم الأخلاقي في شهادات علوم الكمبيوتر الجامعية، وتقول موزيلا إن التحدي سيقدم أكثر من 3 ملايين دولار خلال العامين المقبلين للمقترحات الناجحة.

وقالت بيكر: "نحن بحاجة إلى إضافة العلوم الاجتماعية التي تتعلق بالإنسانية، وكيفية التفكير في آثار التكنولوجيا على البشرية، والتي هي جزء من علم الاجتماع، وعلم الإنسان جزئيا، وعلم النفس جزئيا، والفلسفة جزئيا، والأخلاق جزئيا، لأن كل هذه الأشياء تشكل جزءا من التعليم الجذري، وإلا فإننا سنلوم أنفسنا، على أجيال من التقنيين الذين ليس لديهم حتى الأدوات اللازمة لإضافة هذه الأشياء".

القيادة تبدأ من العلوم النفسية
قالت كاثي فام، عالمة الكمبيوتر في موزيلا التي تقود التحدي، إن "طلاب علوم الكمبيوتر يواصلون القيادة والإبداع القادمين في العالم، ويجب أن يفهموا كيف تتقاطع التعليمات البرمجية مع السلوك البشري، والخصوصية، والسلامة، والقابلية للتأثر، والمساواة.

والعديد من العوامل الأخرى، ومثلما هو الحال في الخوارزميات وهياكل البيانات والربط الشبكي التي تعد من فصول علوم الكمبيوتر الأساسية، نحن متحمسون للمساعدة في تمكين أعضاء هيئة التدريس أيضا لتعليم الأخلاقيات والمسؤولية كمبدأ أساسي متكامل للمنهج".

يأتي خبر منحة موزيلا في الأسبوع الذي كشفت فيه أمازون أنها تخلت عن أداة لتجنيد الذكاء الاصطناعي التي كانت تقوم بتطويرها، وذلك بسبب التحيز المعروف للأداة ضد الموظفات.