استقبال اللواء مجدي عبدالغفار للدكتور العارف صالح الخوجة

استقبل وزير الداخلية المصري، اللواء مجدي عبدالغفار، الثلاثاء، نظيره في حكومة الوفاق الوطني الليبية، الدكتورالعارف صالح الخوجة، الذي يزور البلاد حاليًا، وتقدم الوزير الليبي في مستهل اللقاء بخالص تعازيه في ضحايا الأحداث المتطرفة الأخيرة، مؤكدًا تضامن بلاده الكامل مع مصر في حربها ضد التطرف، وتقدير بلاده الكامل للدور المحوري الذي يضطلع به رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية.

وأشار الخوجة، إلى تطلع وزارة الداخلية الليبية إلى المزيد من الدعم الأمني المصري لمواجهة ما تفرضه المرحلة الراهنة من تحديات ومخاطر، معربًا عن رغبته في الاستفادة من خبرات الوزارة المصرية في مجال تدريب كوادر الأمن الليبية ورفع كفاءتهم، ليتسنى لهم الاضطلاع بالمهام الأمنية المتزايدة الملقاة على عاتقهم.

ولفت الخوجة، إلى ضرورة مواصلة التفاعل بين وزارتي الداخلية المصرية والليبية، لا سيما في مجال تبادل المعلومات المتصلة بتحركات العناصر المتطرفة، بهدف إحباط مخططاتهم الرامية لزعزعة الأمن والاستقرار في البلدين.

ومن جانبه، أعرب  وزير الداخلية المصري، عن ترحيبه بزيارة نظيره الليبي، مؤكدًا خلال اللقاء، على موقف الحكومة المصرية الداعم لكل ما فيه أمن واستقرار الدولة الليبية ووحدة وسلامة أراضيها، مرحبًا بتدريب كوادر الشرطة الليبية على مختلف مجالات العمل الأمني، انطلاقًا من العلاقات الأخوية بين شعبي البلدين، مشددًا على اهتمامه بتوطيد ودعم علاقات التعاون مع الوزارة الليبية، انطلاقًا من إيمان كامل بأهمية دعم رسالة الأمن والاستقرار في الدول العربية الشقيقة، التي ترسخ لفكرة الأمن القومي العربي الشامل .

وأكد الجانبان خلال اللقاء، على تطابق الرؤى فيما يتصل بالتعامل مع التحديات الأمنية الراهنة، مع ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور وتبادل المعلومات الأمنية من خلال قنوات الاتصال المعنية .

وتعد العلاقات المصرية – الليبية، نموذجًا يحتذى به لعلاقات موغلة في القدم بين دول الجوار على الأصعدة والمستويات الرسمية والشعبية‏ كافة، وفي المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كافة، التي ساعدت على حركة السكان والمبادلات الاقتصادية والحضارية بين البلدين، ما يؤكد المصير الواحد والمشترك لهما.‏

وتحرص مصر على التشاور والتنسيق السياسي مع الجماهيرية الليبية، من أجل بلورة رؤى مشتركة وفعالة دوليًا وإقليميًا،حيث إن مصر وليبيا تجمعهما تقاطعات عديدة عربية وأفريقية ومتوسطية، لا سيما أن علاقات التعاون الثنائي بين البلدين حققت تقدمًا ملحوظًا في العديد من المجالات الهامة.
 
وعقب الثورة اللیبیة، في ١٧ شباط/ فبرایر ٢٠١١، وسقوط نظام القذافي، مرت ليبيا بمرحلة انتقالية صعبة محفوفة بمخاطر جمة، على رأسها التحدي الأمني واستعادة الدولة سيطرتها الكاملة على ترابها ومؤسساتها ومقدراتها الاقتصادية.

 ومن جانبها، أولت مصر اهتمامًا بجارتها الغربية التي تشاركها في المصير والحلم، وتعطيها أولوية قصوى لاشتراكها معها في حدود تمتد لأكثر من 1200 كيلو، فهي تمثل عمقًا إستراتيجيًا لها، فترى مصر أن استقرارها لا يتحقق إلا باستقرار ليبيا، لا سيما في ظل تدهور الوضع الأمني الليبي الذي أدى لتهريب أسلحة كثيرة من شرق ليبيا إلى الصحراء الغربية .