حادث تفجير الكنيسة البطرسية

أحكام قضائية رادعة ومشددة، طالت متهمين في قضايا شغلت الرأي العام على مدار الشهور الماضية، بسبب فداحة الخسائر الناجمة عنها، في تفجير كنائس المرقسية العباسية وطنطا والأسكندرية، حيث أصدرت المحكمة العسكرية في الإسكندرية اليوم، الخميس، في القضية رقم "165 / 2017" جنايات عسكرية كلى الإسكندرية، حكمًا بإعدام 17 متهما والسجن المؤبد لـ19 متهما، والسجن المشدد 15 عامًا لـ 8 متهمين والسجن 15 عامًأ لفرد متهم، والسجن المشدد 10 أعوام لفرد متهم، وانقضاء الدعوى بالوفاة لـ2 متهم. 
 
وكان المستشار نبيل أحمد صادق النائب العام، قد أمر بإحالة 48 إرهابيًا، إلى القضاء العسكري، لاتهامهم بتولي في جماعة "داعش"،  الإرهابية وتأسيس خليتين لها في محافظتي القاهرة وقنا، والانضمام إليها والمشاركة فيها، وارتكابهم وقائع تفجير الكنائس الثلاث "البطرسية في العباسية والمرقسية في الإسكندرية ومارجرجس في الغربية"،  وقتل والشروع في قتل مرتاديها وقوات تأمينها، والهجوم على كمين النقب وقتل عدد من القائمين عليه من قوات الشرطة، والشروع في قتل الباقين والاستيلاء على أسلحتهم وتصنيعهم وحيازتهم سترات، وعبوات مفرقعة وأسلحة نارية وذخائر، والالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي خارج البلاد وتلقيهم تدريبات عسكرية في معسكرات تابعة للتنظيم في دولتي ليبيا وسوريا.
 
وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار خالد ضياء الدين المحامي العام الأول للنيابة، من خلال اعترافات المتهمين والمعاينات لمواقع الأحداث والأماكن المحيطة بها، والتقارير الفنية وتقارير مطابقة البصمات الوراثية أن الانتحاري محمود شفيق محمد مصطفى هو مرتكب واقعة تفجير الكنيسة البطرسية في العباسية بتكليف من القيادي في التنظيم مهاب مصطفى السيد قاسم، حيث حضر الانتحاري من محافظة شمال سيناء بعد أن نقله عضو التنظيم محمود حسن مبارك في سيارته ماركة هيونداي فيرنا ذهبية اللون، وأقام في مسكن المتهم رامي محمد عبد الحميد عبد الغني في منطقة الزيتون في محافظة القاهرة.
 
وأوضحت التحقيقات أنه في تاريخ 8 كانون الأول/ ديسمبر الماضي حضر إليه المتهمان عمرو سعد عباس ووليد أبو المجد عبد الله، بعد أن تسلما 3 سترات ناسفة من المتهمين عزت محمد حسن وحسام نبيل بدوي، وأقاما معه في ذات المسكن، ثم قاموا برصد الكنيسة البطرسية ومحيطها يومي 9 و 10 كانون الأول/ديسمبر الماضي، وفي صباح يوم الأحد 11 كانون الأول/ديسمبر ارتدى الانتحاري سترة ناسفة واصطحبه المتهمان عمرو عباس ووليد أبو المجد في سيارة الأخير إلى مقر الكنيسة، فدلف إليه وفجر نفسه، مما أسفر عن مقتل 29 وإصابة 45 آخرين.
 
وأجرت نيابة أمن الدولة العليا معاينة تصويرية لمسكن المتهم رامي عبد الحميد الذي ضبط فيه سترتين مفرقعتين مثل المستخدمة في تفجير الكنيسة البطرسية،  كما عثرت على ملابس وأثار بيولوجية ثبت من فحص البصمة الوراثية لها تطابقها مع البصمة الوراثية لأشلاء محمود شفيق محمد مصطفى المعثور عليه في موقع الانفجار في الكنيسة البطرسية.
 
ومن ناحية أخرى، أسفرت التحقيقات الخاصة بحادث الاعتداء على كمين النقب في طريق "الخارجة / أسيوط" في محافظة الوادي الجديد، والذي تم في تاريخ 16 كانون الثاني/ يناير الماضي، بتكليف من القياديين عزت محمد حسن وعمرو عباس، بعد أن رصداه الكمين ووقفا على طرق الوصول إليه والخروج منه والمناطق المحيطة به وأوجه تأمينه والقائمين عليه من القوات، فتوجه 13 عنصرًا من عناصر الجماعة الإرهابية صوب الكمين بواسطة 4 سيارات دفع رباعي، مقسمين إلى 4 مجموعات، 3 للاقتحام والرابعة للدعم ونقل المصابين، محرزين بنادق ومدافع رشاشة ثقيلة محمولة على السيارات، وكذا عبوات مفرقعات وقذائف صاروخية "ار بي جي"0