رئيس مجلس الشيوخ الفرنسيّ جيرار لارشيه

أكد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسيّ جيرار لارشيه، أن زيارته إلى مصر هامّة للغاية، وهي استئناف للعلاقات البرلمانيّة بعد انتخاب البرلمان الحالي، بعد توقف عمله منذ عام 2014، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين ستكون موضع التنفيذ، خلال الفترة المقبلة، وأنه ستكون هناك زيارة إلى أحد أعضاء مجلس الشيوخ، في كاون الثاني/ يناير المقبل، لمتابعة ما تمّ الاتفاق عليه.

وأوضح لارشيه، خلال لقاء مع عدد من الصحافيين، مساء أمس، أن الزيارة تطرقت إلى مناقشة مكافحة التطرف في المنطقة، بما أن البلدين معرضين لمخاطر بصورة كبيرة، مشيرا إلى أن مصر استعادت دورها الإقليمي في نطاق يتّسم بكثير من الإضطرابات.

وكشف رئيس مجلس الشيوخ، أنه تمّت مناقشة الوضع في ليبيا، وكان اهتمام خاص بتلك القضية، حيث يلقتي رئيس الوزراء التونسي الخميس المقبل، مؤكدا أن الوضع في ليبيا، يمثل تحديًا لمصر وتونس ودول الساحل، وتمسّ أوروبا أيضا لخطورة الهجرة غير الشرعيّة.

وقال لارشيه "وجهنا التحية للالتزام المصريّ للموقف الفرنسيّ لإعادة إطلاق الحوار بين الجانبين الفلسطينيّ والاسرائيليّ، وسوف أجري زيارة لفلسطين و"اسرائيل" في كانون الثاني/ يناير المقبل"، مؤكدا أن اختيار الفرنسيين للرئيس الجديد، في شهر أيار/ مايو المقبل لن يغيّر من مسار العلاقات بين البلدين.

وحول الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة في مصر، اعتبر لارشيه أن "الإصلاحات لها تأثير إيجابي، على الاستثمارات الأجنبية في مصر، لأنها تسمح بوجود نظام يعمل على تحقيق متطلبات المستثمرين من توفير العملة الصعبة، ولكن هناك تأثير سلبي حول خفض العملة المحليّة، إلا أن الأزمة لن تستمر طويلا على المدى البعيد"، وأضاف "لمسنا من الجانب المصري اهتمامًا بالوضع الاقتصادي، ولمسنا خلال المحادثات مع السيسي، أن المستثمرين سوف يساندوا مصر الفترة المقبلة بعد الإصلاحات الأخيرة".

وفيما يخص الوضع في سورية، أكد لارشيه أن موقف فرنسا ومصر واحد، ويكمن في الحفاظ على وحدة سورية، ولدينا نفس الموقف فيما يتعلق بالقضاء على "داعش" وكافة التنظيمات المتطرفة، وضرورة الوصول إلى حل سياسي، وقد يكون هناك خلاف في وجهات النظر في ما يتعلق بالعملية الانتقاليّة السياسيّة، فهناك من يرى أن بشار ليس هو الحلّ وهو الموقف الرسميّ الفرنسيّ.

وحول تطورات التحقيق في سقوط الطائرة المصرية القادمة من مطار شارل ديغول، قال إنه تحدث في هذا الأمر مع رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، وأضاف "تقع المسؤولية على الجانب المصريّ لإعلام الأسر الفرنسيّة أسباب الحادث، ونأمل استلام بقايا الجثامين من مصر، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء المصري أبلغه بأنه مهتم للغاية بالطلب الذي تقدمنا به لأننا ممثلين عن المواطنين الفرنسيين، والنائب العام المصري، تحدث مع نظيره الفرنسي، خلال اتصال هاتفي أمس الثلاثاء، في هذا الشأن، ولم يتم تحديد موعد بعد لعقد اجتماع اللجنة المصرية الفرنسيّة بشأن متابعة التحقيقات، حول سقوط الطائرة، مضيفًا "سأقوم عند عودتي لفرنسا بتكرار الطلب كتابيًا لمصر حول هذه المسألة".

وردًا على ما أعلنته وزارة الداخلية الألمانيّة بترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى مصر وتونس حال وصولهم أوروبا، أشار رئيس مجلس الشيوخ الفرنسيّ، إلى أن مسألة الهجرة غير الشرعيّة تطرح نفسها بقوّة على الساحة، وتتعلق بعوامل مختلفة، وقد تكون الفوضى السياسيّة سببها، وترجع أيضا إلى الصراعات الدينيّة، حيث هناك 60 مليون مهاجر غير شرعيّ، وصلوا إلى أوروبا خلال السنوات الأخيرة، وتمّ ترحيل جزء كبير منهم.

وعن الاستثمار في محور تنمية قناة السويس، قال لارشيه إن الجانب المصريّ عرض على الوفد بعض المشاريع الاقتصاديّة للاستثمار في محور تنمية قناة السويس، مشيرًا إلى أنه سيقوم بطرح المشروع على الشركات الفرنسيّة لإمكانيّة المشاركة به خلال الفترة المقبلة.