عبد الفتاح السيسي الرئيس المصري و نظيرة الفرنسي إيمانويل ماكرون

تعددت الزيارات الرئاسية بين مصر وفرنسا، خلال السنوات الماضية، في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بهدف تعظيم الاستفادة من الإمكانات السياسية والاقتصادية للجانبين، والتي انعكست على إقامة مزيد من المشاريع والاستثمارات بين الجانبين

وتعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هي الأولى إلى مصر منذ توليه ‏مهام منصبه عام 2017، والتي تعكس حرص  بلاده على التواصل وتعزيز التعاون مع مصر في العديد من المجالات , بخاصة على الصعيد الاقتصادي.

وقال الدكتور مختار الشريف، أستاذ الاقتصاد في جامعة المنصورة، إن الزيارة دليل على أهمية مصر بالنسبة لباريس، حيث تشكل ضرورة قصوى لأمن واستقرار الشرق الأوسط وأوروبا، بجانب توقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين.

وأضاف الشريف، أن الزيارة يأمل ماكرون من خلالها تعزيز "الشراكة الاقتصادية" مع القاهرة، والتي تعد بمثابة الحليف القوي لباريس، وتعتبر قطبًا للاستقرار في الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن بقاء الزيارة ضمن جدول أعمال ماكرون يعكس الأهمية التي توليها فرنسا لمصر، حيث تعتبر أيضًا سوقًا ضخمة ، ولا سيما أنها تحتل المرتبة 11 في الشراكة معها، وتحقق تقدم في السنوات الأخيرة.

وأوضح أستاذ الاقتصاد، أنه من المنتظر توقيع حوالي 30 اتفاقية في مجالات النقل والطاقة المتجدّدة والصحّة ومنتجات الأغذية الزراعية , وسيحضر إلى القاهرة نحو خمسين من رؤساء الشركات الفرنسية، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي يسعى إلى جذب الاستثمارات الأجنبية , وبخاصة الفرنسية إلى مصر.

وقالت الدكتورة نادية حلمي، الخبيرة الاقتصادية، إن هذه الزيارة تأتي تزامنًا مع انطلاق فعاليات العام الثقافي المصري الفرنسي في 2019 والذى يعد الذكرى السنوية الـ 150 لافتتاح قناة السويس، لافتة أن هذا الإنجاز يرتبط بتاريخ البلدين.

وأضافت حلمي ، أن لقاء ماكرون والسيسى سيتناول أيضًا تعزيز التعاون بين مصر وفرنسا والقارة الأفريقية تحت مظلة الرئاسة المصرية المنتظرة للاتحاد الأفريقى من خلال استكشاف فرص التعاون الثلاثي في هذا الصدد لصالح عملية التنمية الأفريقية، منوهة أن زيارة ماكرون إلى مصر ستشهد مزيدًا من الاتفاقيات الاقتصادية، حيث ستكون تلك الزيارة فرصة للشركات الفرنسية ورجال الأعمال الذين سيرافقون الوفد الرئاسي للتوقيع على عدد من العقود.

وواصلت أن الزيارة ستشهد، تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وتعزيز حجم الاستثمارات الفرنسية في السوق المصرية، بخاصة في ظل برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تطبقه مصر في الوقت الحالي، لافتة إلى أن مصر تمثل نقطة إنطلاق للصادرات الفرنسية لمختلف أسواق المنطقة، بالنظر إلى موقعها الجغرافي المتميز واتفاقات التجارة الحرة التي ترتبط بها، وكذلك الفرص الاستثمارية الهائلة أمام قطاع الأعمال الفرنسي في المشاريع القومية المصرية لتنمية محور قناة السويس والمدن الجديدة الجاري تشييدها.

اقرأ أيضًا:

الرئيس السيسي يتلقى اتصالًا من نظيره الفرنسي ماكرون الأحد

وذكرت مصادر إعلامية أن العلاقات المصرية الفرنسية الاقتصادية، شهدت على مدار السنوات الماضية، تقدمًا ملحوظًا، حيث عملت الاصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة المصرية خلال العامين الماضيين، دورًا محوريًا في استعادة الاقتصاد المصري مكانته، كأحد أهم الأسواق المحورية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بالإضافة إلى أهمية هذه الإصلاحات في جذب عدد كبير من الشركات الفرنسية لتوجيه استثماراتها للسوق المصرية، حيث قامت شركات فرنسية بزيادة استثمارتها بنحو 200 مليون دولار خلال العام المالى 2017- 2018.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وفرنسا، خلال الـ8 أشهر الأولى من ‏العام  2018 نحو مليار و459 مليون دولار، منها 460 مليون دولار ‏صادرات مصرية و999 مليون دولار واردات، وفقًا لأحدث إحصائيات ‏وزارة التجارة والصناعة.‏

ووصلت الاستثمارات الفرنسية نحو4 مليارات دولار، من خلال 160 شركة فرنسية، تتنوع منتجاتها في مجالات الصناعة والسياحة والزراعة والاتصالات والنقل والبنية التحتية والخدمات المالية، في قطاعات الصناعات الزراعية وتكنولوجيا ‏المعلومات، والبناء والتشييد، والطاقة الجديدة والمتجددة والنقل ‏والمواصلات، والبنوك والتأمينات، والطيران، وتنقية وتحلية المياه ‏ومشاريع البنية التحتية والسياحة، وفقًا لأحدث إحصائيات وزارة الاستثمار والتعاون الدولي

وحرصت فرنسا، على دعم إقامة مشاريع تنموية جديدة في مصر، عبر  الوكالة الفرنسية للتنمية، التي ساهمت في دعم مشاريع في مصر بقيمة 2 مليار يورو، من أبرزها الخط الثالث لمترو أنفاق القاهرة "المرحلتين الثانية والثالثة"،  وتمويل المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، وتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في قطاع الزراعة، وتحسين خدمات مياه الشرب والصرف الصحي "المرحلتين الأولى والثانية"، وإنشاء محطة خلايا فوتوفولتية قدرة 26 ميغاوات في كوم أمبو في أسوان، والمساهمة في إنشاء محطة رياح خليج السويس، ومشروع دعم الرعاية الصحية الأولية.

قد يهمك أيضًا:

ماكرون يؤكد وجوب تقديم السلام على أي شيء وجمع المال لتحقيق النهضة والتنمية

ماكرون يبدأ الأحد زيارة إلي مصر الحليف "الضروري" في المنطقة