عناصر منظمة الدفاع المدني السوري

قُتل سبعة من المسعفين من عناصر منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" العاملة فى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة خلال هجوم شنها مسلحون مجهولون في محافظة إدلب. وقد اثار الهجوم المسلح سرعة التحقيق لمعرفة منفذ الحادث الذي وقع فجر السبت، في قاعدة جماعة المتطوعين في قرية "سارمين" التابعة لمحافظة ادلب الخارجة عن سيطرة الجيش السوري و يسيطر عليها المعارضون.

وقد تركت جثث الضحايا في الطابق الأرضي من مركز عمليات منظمة الدفاع المدني بعد أن أطلق النار على رؤوسهم في مسافة قريبة، ودفنهم زملاؤهم في وقت لاحق من ذات اليوم. وقال رائد الصالح، مؤسس "الخوذ البيضاء": "قلوبنا حزينة، ودموعنا لا تفارق اعيننا لفراقهم.. ندعو الله ان يرزقنا الصبر لمواجهة هذه المأساة".

وتقوم "الخوذ البيضاء"، المعروفة أيضا باسم الدفاع المدني السوري، بالبحث عن الناجين تحت أنقاض المباني التي قصفت. وقد اكتسبوا اهتماما دوليا بعد فيلم "نيتفليكس" الحائز على جائزة الأوسكار عن أعمالهم، وقد قتل العديد من المتطوعين منهم جراء الغارات الجوية خلال الحرب الأهلية السورية. ويعد هذا الاعتداء هو الأول من نوعه الذي يستهدف "الخوذ البيضاء" التي قتل عدد منهم خلال عمليات قصف، بحسب نشطاء.

وقالت صحيفة "التلغراف" البريطانية، ان احد الضحايا هو محمد ابو كفاح الذي ظهر في شريط فيديو يبكي بعد ان سحب طفلة من تحت الانقاض العام الماضي. واشارت إلى "قيام المجموعة المهاجمة بسرقة سيارتين من نوع "فان" وعدة دراجات نارية، وأجهزة اتصال لاسلكية أثناء الهجوم، ولكن الدافع ما زال غير واضح.

ويخضع معظم اقليم ادلب في شمال غرب سورية لسيطرة الجماعة المتمردة "تحرير الشام" التي لها علاقة بالقاعدة، لا يعتقد  الناشطين أن المتمردين وراء هذا الحادث لأنهم لم يستهدفوا الخوذ البيضاء من قبل، بل ان المشتبه بهم هم عصابة إجرامية يريدون سرقة المركبات والمعدات، ويعتقد آخرون أن منفذي الحادث هم عملاء لحكومة دمشق، التي اتهمت الخوذ البيضاء من قبل بالعمل مع الإرهابيين.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقرا له، انه تم اكتشاف عمليات القتل عندما وصل المتطوعون الى مركزهم واكتشفوا جثث زملائهم. وقال رامي عبد الرحمن الذي يرأس المرصد: "من المرجح أن تكون جريمة مستهدفة، وقد يكون أيضا هجوما يهدف إلى الإضرار بصورة "جبهة النصرة" وإظهار أن إدلب غير آمنة".

وقال ناشط معارض في إدلب لوكالة أنباء "أسوشييتد برس"، إن المهاجمين استخدموا مسدسات مجهزة كاتمة للصوت، واضاف ان الناس الذين يعيشون في مكان قريب لم يلاحظوا أي شيء غير عادي. واضاف الناشط، الذي طلب عدم استخدام اسمه، أنه تم اكتشاف خلايا مندسة من التنظيم الارهابي " داعش" في سرمين، وأضاف أنه يعتقد أن الارهابيين نفذوا الهجوم لإظهار أن إدلب غير آمنة  ومازال التحقيق في القضية مستمرًا.

وكانت سرمين معقل جماعة "جند الأقصى" المتطرفة التي اشتبكت مع تنظيم "القاعدة" في العام الماضي قبل أن يذهب العديد من أعضائها إلى المناطق التي يسيطر عليها "داعش" الذين يقاتلون معه الآن.

وفي مكان آخر من سورية، قام مهاجم انتحاري بتفجير نفسه داخل معسكر تدريب للجيش الشعبي لـ"تحرير السودان" في مدينة نسيب القريبة من الحدود مع الأردن، مما أسفر عن مقتل أكثر من 20 مقاتلا. وقال المرصد ان الانفجار اسفر عن مصرع 23 شخصًا واصابة 20 اخرين بجروح. وقال احمد المسالمة الناشط المعارض في محافظة درعا الجنوبية ان نحو 80 من اعضاء "جيش الاسلام" كانوا يتناولون عشاء داخل خيمة عندما دخل المهاجم الانتحاري وفجر نفسه. وقال ان عدد القتلى بلغ 30. ولم يعلن احد مسؤوليته عن التفجير المميت.