توقيت القاهرة المحلي 08:25:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"ما لا يقال" عن يوميات الحصار في غزة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ما لا يقال عن يوميات الحصار في غزة

القدس المحتلة ـ وكالات

صدر كتاب جديد للأديب الفلسطيني باسم النبريص بعنوان «ما لا يقال: يوميات الحصار في غزة» عن شركة النشر البريطانية «إي- كتب». وقال الناشر في تصديره للكتاب: لن تعرف، وأنت تقرأ هذه اليوميّات، ماذا سيكون المنقلب التالي. لقد وضع باسم النبريص الحياة الفلسطينية كلها بين سطوره. وكاد ألا يترك أيّ شيء منها. فمن محمود الزّهار «الروائي»، إلى بابور السولار المصري، ومن جيمس جويس إلى الكهرباء المقطوعة، فإنك لن تجد مفراً من الشعور بأنك تقف حيال طراز من الأدب لا يكتفي بأن يضع الحياة بين يديك، ولكنه يقدمها لك حية ونابضة بكل التفاصيل. من دون ترتيب، ولا إعداد مسبقاً، ولا مخطط غير ما تخططه الظروفُ لنفسها، انتهى النبريص بحبكة روائية من طراز خاص، اختارت لنفسها راوياً، ولكنها قصدت أن تحوّله «كما يجدر بالمثقف أن يكون» إلى ضمير جمعي. وحتى لو لم تجد في سجل القول شعراً، فإنك لن تجد في أدب العربية يوميّاتٍ أكثر التصاقاً بالشعر من هذه اليوميّات. ومن السهل أن ترى أنّ ثمة «ضميراً غائباً» يكاد يكون هو الحاضر الوحيد بين سطور كاتبٍ يتحدث عن نفسه، وبيته وجيرانه وأقاربه. والرحلة التي يأخذك بها النبريص بين دفتي هذا الكتاب، ستمرّ بك على كلّ يوم، وتطرق كل باب في غزة، وتدخل كل بيت، وتسمع كل ما يقال وما لا يقال فيه. ولهذا السبب، فإن هذا الكتاب واحدٌ من الكتب التي تمنحك مزيجاً خرافياً من المتعة والامتلاء والغنى، حتى لتعجز أن تترك سطراً وشأنه. ولئن كانت كتبُ اليوميات تسطر لما مضى، فإن النبريص يسطر ما يبقى وما يقيم، وستعود لتجده غنياً ومتدفقاً حتى ولو قرأته بعد 20 سنة أو 50. وهو يعرف ذلك! فقد سجل لك «على سبيل السخرية» سعر كيلو الطماطم هذه الأيام، لكي يسهّل على الباحث بعد 50 عاما أن يعود إليه! وهي يوميات، ولكنها لا تذهب مع ما يذهب من الأيام. ويا له من كاتب. لم يقل شيئاً من هذا القبيل! ولكنه قاله. ويا له من أديب. إذا وافقته على النقّ بشأن بحثه عن الشعر، فقد وقعت في فخه لكي لا ترى أنه كتب ما يستحق أن يكون أوديسه يومية لأبطال منسيين، تركتهم الحياة على شاطئ بحر، ولكنهم كلما نظروا في المدى لم يجدوا أحدا! ولا حتى غزاة! أيّ نوع من سجلات الأيام هو هذا؟ قد تسأل. ولكنك، على أطراف القصيدة، قد تكسب كل ما يقوله الشعرُ مما ينبتُ على سطح كل يوم. ولكن أي يوم؟ كل يوم. من الآن حتى بعد خمسين عاماً. وستعود بكل طيف من أطياف هذه الأيام، وكل ما يدور فيها من أفكار وأشخاص وهموم. ولكنك شيئاً فشيئاً ستعرف كيف انتهينا من الغرب «المابعد حداثي» إلى أنه أعادنا الى القرون الوسطى. وفي غمرة هذه القرون الوسطى ستعرف لماذا أنك «أينما ولّيت وجهك في نواحي غزة، ثمة اثنان: واحد يبيع الكاز وكأنه «الله الصمد»، وواحد يشتري الكاز وكأنه «عبد الصمد». والشعر حاضر بكل كثافة الفكرة. حاضر كأداة ليس للكشف عن وحشية الواقع ومرارته، ولكن للقول إنه بديل يحسن أن يكون ملاذاً أخيراً للنجاة. يحتفل النبريص بثقافته وسعة أدواته مثلما يحتفل الخبير، ولكنه سخر بها ليس بأقل مما سخر من كل شيء. الحياة كما تأتي. هكذا تبدو سطوره، وتسجيلاته. إلا أنك لن تفتح صدفاتها إلا لتجد لؤلؤة ما، بيضاء «ربما» من حكمة المفارقة، أو زرقاء «ربما» مما يتدفق من الشعر مع مجرى الحياة. إنها يوميات أفكار، لا يوميات وقائع وأحداث، قالت كل ما لا يقال، لتكون هي بذاتها وقائع وأحداثاً. أو لتكون قراءة مختلفة لأشد وجوهها عنفاً وواقعية. وثمة خيط «مرئي وغير مرئي» يجمع ما بين نثار الأفكار والأشياء. إنه خيط الحياة. وهو الخيط الوحيد الذي يجعل الفلسطيني قادراً على البقاء؛ خيط لم يقطعه أشرس حصار، في أوسع سجن، تحت ظل أعنف أنواع الاحتلال. وكلهم كانوا هناك. كل الذين يعيشون تحت الحصار، أو على ضفاف حصار. والنبريص شاعر وكاتب عصامي، من روّاد المشهد الثقافي في فلسطين بعد حرب حزيران. له حضور بارز في الصحافة الثقافية العربية، كما يكتب المقال السياسي أيضاً.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لا يقال عن يوميات الحصار في غزة ما لا يقال عن يوميات الحصار في غزة



الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon