توقيت القاهرة المحلي 17:14:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكد لـ"مصر اليوم" أنّ الخطاب السياسي في مصر متراجع

كمال زاخر يرى أن "العلمانية" حل مثالي للفكر التكفيري

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - كمال زاخر يرى أن العلمانية حل مثالي للفكر التكفيري

كمال زاخر المفكر والباحث في الشأن القبطي
القاهرة - مينا جرجس

 أكّد المفكر والباحث في الشأن القبطي كمال زاخر، أنَّ ما حدث حديثًا من تصريحات متبادلة ما بين الشيخ سالم عبدالجليل والأب مكاري يونان لا يعتبر تكفيرًا أمام تكفير، ولكنه يندرج تحت مسمى "الفعل ورد الفعل"، مع اختلاف المنهج، مشيرًا إلى أن الإسلام السياسي والدعاة الجدد الذين ظهروا إبان فترة حكم السادات، تبنوا فكرة حلم الخلافة، وهو ما يتوجب تحقيقه إخراج المسيحيين من المشهدين الوطني والديني، باعتبارهم الكتلة الأكثر وجودًا في المجال الحيوي للخلافة، وهو ما جعل الجماعات المتطرفة تضع المسيحيين في دائرة "الكفر".

وأوضح زاخر، أن محاولة إنتاج فكرة إبعاد الأقباط عن المشهد السياسي والديني، تؤكد أننا نمر بمرحلة جديدة من هذا الفكر، ولابد أن تنتبه الدولة المصرية لها جيدًا، وأشار إلى أن ما ذكره الأب مكاري يونان من حديث موجه لسالم عبد الجليل بأن أجداده وآباء أجداده مسيحيون، فهو رد فعل لم يتطرق لفكرة التكفير، ولن تنتهي الدعوى المرفوعة ضده بشيء إلا بالبراءة، لأنه كان يتحدث عن تاريخ، لكن المنحى الذي دخلنا فيه بالخطأ هو ترك هذه الإشكالية في يد رجال الدين، أحدهما يستدعي التاريخ والآخر يستدعي النصوص الدينية، وهو أمر يؤكد غياب الدولة المدنية كفكرة وكهدف لمن لديهم الإرادة السياسية وأصحاب القرار، فحتى النخب حينما تتناول هذا الأمر تتحدث عن النصوص الوسطية وأهمية تجديد الخطاب الديني.

ورأى كمال زاخر، أن استفحال قضية التكفير ترجع إلى سيطرة الخطاب الديني، ولكن الخطاب السياسي والتنموي في مصر متراجع، وإذا عرفنا السبب نعرف العلاج، فإذا كان السبب هو غياب الدولة المدنية فالعلاج هو عودتها بعيدًا عن المواءمات ومغازلة التيارات الراديكالية الأقوى على الأرض، فالأفضل هو الدولة العلمانية، لأنها الحل الوحيد للوقوف ضد هذا الفكر، ولكنها دائمًا ما يتم تشويهها باعتبار أن المناخ السائد هو الديني والطائفي، ويتم اتهامها بأنها ضد الدين، بما يستثير حفيظة وغضب كل المتدينين حتى لو كانوا متدينين شكليين، وبالتالي فلا حل آخر، وتجديد الخطاب الديني لا يؤتي ثماره، ولكن نحجم فكرة امتداده خارج نطاق الدين حتى تعود الدولة لدورها الحقيقي وأن تبسط نفوذها من خلال القانون.

وفيما يتعلق برد الأب مكاري يونان، بيّن زاخر، أنّ المنبر الذي أطلق منه الرد غير مخوّل بتناول التاريخ وهذا انحراف بالمنبر الديني عن هدفه، ومن ناحية العرض فهو عرض مختصر، لأن القراءة المحايدة للتاريخ تقول إنه لم يكن فتحًا أو غزوًا بهذا الصراع الساذج الموجود ولكنه تطلع لمنطقة جغرافية بها وفرة تمثلت في مصر والشام والعراق، أفضل حالًا من شبه الجزيرة العربية، التي كانت تعاني من القحط وتنتظر رحلتي الصيف والشتاء لتجد ما يساعدها على البقاء، والتاريخ يؤكد أن عمرو بن العاص كان قد زار مصر من قبل وكان يعرفها جيدًا، وبالتالي فكان فتح مصر محاولة للخروج من الصحراء وبالتالي فهو لم يكن بهدف ديني، والدليل أن مصر ظلت مسيحية حتى القرن الحادي عشر.

وتابع: "وإبان ذلك لم تعد الجزية مصدرًا أساسيًا لسد احتياجات بيت المال، فتحوّل الأمر للعودة مرة أخرى لمثلث إما الإسلام أو الجزية أو الموت، فحدث في هذا التوقيت فرض التعريب، وانتشر بشكل كامل في القرن الثاني عشر، وبالتالي كان عرض الأب مكاري مختصرًا ومجتزئًا من سياقه، ولكنه تحدث بشكل عاطفي أكثر منه تاريخي".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كمال زاخر يرى أن العلمانية حل مثالي للفكر التكفيري كمال زاخر يرى أن العلمانية حل مثالي للفكر التكفيري



GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة

GMT 22:03 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

السبب العلمي وراء صوت "قرقعة الأصابع"

GMT 08:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

محلات flamme تعرض مجموعتها الجديدة لشتاء 2018

GMT 18:05 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"مازدا" تطرح الطراز الجديد من " CX-3 -2017"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon