توقيت القاهرة المحلي 05:29:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شيخ الأزهر يؤكد أن التقدم المادي بالقرن الماضي لم يُواكبه تقدم مواز في المجال الخلقي الإنساني

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - شيخ الأزهر يؤكد أن التقدم المادي بالقرن الماضي لم يُواكبه تقدم مواز في المجال الخلقي الإنساني

شيخ الأزهر أحمد الطيب
القاهرة - مصر اليوم

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن التقدم المادي الذي تميز به القرن الماضي، يعد من أعظم مكاسب البشرية على الإطلاق، وفضل به هذا القرن على سائر القرون، لم يواكبه -للأسف- تقدم موازٍ في المجال الخلقي الإنساني، وهو الجانب المعول عليه في تصحيح مسار الإنسانيّة وتقويم سلوكها حين يلتبس عليها الخير بالشر في الفكر، ويختلط الحسن بالقبح في الفعل. وأضاف فضيلة الإمام الأكبر، خلال كلمته في مؤتمر جامعة الأزهر «تغير المناخ؛ التحديات والمواجهة»، أن إزاء هذه المفارقة المعكوسة في ضبط العلاقة بين التقدم المادي والتقهقر الخلقي في حضارة الإنسان المعاصر، توقع الفلاسفة والمفكرون خطرا ماحقا سيحل بالإنسانية كلها، وقد يعود بها إلى عصور ما قبل التاريخ.. وقد نبَّه كثيرٌ منهم إلى أن هذا الخطر بدأت تبدو نُذُره على استحياء مع حلول القَرنِ التاسع عشر، وهو القرن المعروفُ بقرن مذهب النشوء والتطر، والانفجار المعرفي في المذاهب العلمية، والمدارس الفلسفية على مختلف مشاربها، بل قرن الثورةِ على المظالم الاجتماعية وعوامل التخلف البشري، لكنه -مع كل ذلك- كان قرن التوسع في استعمار الشعوب، والتسلط على مقدراتها وسرقة ثرواتها، وتدمير قيمها وثوابتها، بل كان القرن الذي سخر فيه «العلم» بموضوعيته وحياديته لخدمة مطامع الاستعمار ونزاعاته السياسية، يدلنا على ذلك الدعوات العلمية الزائفة التي كانت تروج في ذلكم القرن لامتياز أجناس الشمال وتفوقها العقلي والحضاري على سائر الأجناس البشرية، وأن الجنس الآري هو صاحب الفضل الأوحد «في كل فتحٍ من فتوح العلم والثقافة والحضارة» قديمًا وحديثًا، وأنَّ أمريكا نفسها -فيما يقولُ عملاق الأدب العربي الحديث: العقاد-: «لم تخل من نصيبها من هؤلاء الدعاة، وكيف لا! وقد كانت ميدان نزاعٍ بين الأجناس البيضاء والحمراء والسوداء، بل ميدان مفاخرة بين المهاجرين الآباء أنفسهم، ممن ينتمون في أنسابهم إلى أصول متباينة مثل: السكسون واللاتين وأُمم الشمال والجنوب».ولفت "الطيب"، إلى أنه مع القرن العشرين توقع الناس أن يكون ما حدث وسيحدث من تقدم علمي وفلسفي وثقافي قادرا على تربية الإنسان وتهذيب أخلاقه وترقية مشاعره، وكفيلا بكفكفة نوازعه في الغلبة والتسلط والاستقواء على الآخر، غير أن خيبة الأمل كانت أقسى وأمر من سابقتِها.. فلم يكد ينتصف هذا القرن حتى سجل تاريخه الدموي، وقوع حربين عالميتين، ذهب ضحيتهما ما يقرب من ثمانين مليونا من القتلى من خيرة الرجال والنساء والشباب، دون مبرر منطقي، ولا سبب معقول، اللهم إلا انحراف الفكر وموت الضمير، وغطرسة الأنانية، ونزعات العرق والتفوق العنصري في أوروبا؛ وزاد الطين بلة، ظهور الردعِ النووي، ليمثل رعبا جديدًا، وليمكن قلة من الأغنياء بأن يستأثروا بثروات الأكثريّة السّاحقة من الفقراء. ثم أطل القرن الواحد والعشرون بسياسة استعمارية جديدة، شديدة العنف والقسوة، ما أظن أن أحدا يجادل في أنَّنا، نَحْنُ العربَ والمســــلمين، نعيش تبعاتها -اليوم- واقعا حزينا ممزوجا بالدم والتراب والدموع والخراب. 

وأشار الإمام الأكبر، إلى التذكير بما اقتنع به كثيرون من حكماءِ الغرب والشَّرق المعاصرين، وفرَغُوا من إثباتِه كحقيقة لا تقبل الجدل، هي: أنَّ التقدُّمَ العلمي -ولسوء الحظ- لم يواكبه تقدم مُوازٍ في الأخلاق، وأن التطور التقني وبخاصة في مجالِ صناعة الأسلحة الفتاكة، جاء خالي الوفاض من كل القيم القادرة على ضبطه في الاتجاهِ الإنساني الصحيح، بل لوحظ أن الحروب يزداد سعيرها كلما ترقى العلم في سلم التطور، حتى صار التقدم العلمي واندلاع الحروب كأنهما فرسا رهان، يسابق كل منهما الآخر ليسبقه. وتعقد جلسات مؤتمر جامعة الأزهر، المؤتمر العلمي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة، تحت عنوان: «تغير المُناخ؛ التحديات والمواجهة»، على مدار ثلاثة أيام (السبت، الأحد والاثنين)، من 18 إلى 20 ديسمبر 2021م، بقاعة المنارة بالتجمع الخامس، انطلاقا من سعى الأزهر الشريف لعقد عدد من المؤتمرات والندوات وورش العمل تمهيدًا وتحضيرًا ودعمًا لمؤتمر الأمم المتحدة COP27 الذي تستضيفه مصر بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022م.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيخ الأزهر يؤكد أن التقدم المادي بالقرن الماضي لم يُواكبه تقدم مواز في المجال الخلقي الإنساني شيخ الأزهر يؤكد أن التقدم المادي بالقرن الماضي لم يُواكبه تقدم مواز في المجال الخلقي الإنساني



GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon