توقيت القاهرة المحلي 08:50:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذِكريات "رصيف نمرة 6" بعد مرور 7 أيام على حريق محطة مصر

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ذِكريات رصيف نمرة 6 بعد مرور 7 أيام على حريق محطة مصر

حادث قطار محطة مصر
القاهرة ـ مصر اليوم

مضى أسبوع كامل على حادث قطار رمسيس، رائحة دماء الضحايا عالقة في حجارة رصيف "الموت" كما يلقبه البعض، عادت الحياة تدريجيا إلى المكان عشية ليلة الكارثة وامتلأت الأرصفة بالركاب ليل نهار لكن بداخل كل من مرّ بهذه اللحظة حكاية خاصة به ومصير جديد يواجهه، تفاصيل المشهد السابق بما فيها من معاناة، يُجمّلها قليلا مبادرات دعم أطلقها متطوعون عدة باسم الإنسانية، وهرولة أطباء الإنقاذ لعمل اللازم تجاه المصابين هدأت معها أصوات الصراخ وسكن بكاء الأهالي قليلا وبدأت الحياة تعود تدريجيا إلى ما كانت عليه، أرجلهم ترتعش قليلا تقدم خطوة وتؤخر خطوة، مترددين بين الدخول و العودة إلى الخلف، ذاكرة الناجين من الحريق لا تزال عالقة عند لحظة الانفجار كلما اقتربوا من المحطة يدوي صداه في أذانهم من جديد فتخشى أقدامهم أن تطأ نفس الأرض مرة آخرى بعد أن فروا عليها من الموت بأعجوبة لا يعلمون كيف تمت حتى الآن.

"سليمان مختار"، واحد من الناجين بالحادث هو وأسرته، رغم بشاعة ما رآه من حوله لحظة الانفجار فإنه لم يجد مفرا من العودة على متن القطار نفسه المتجه ليلا إلى الإسكندرية، فهو الوسيلة الأسرع بالنسبة له، اعتاد عليها منذ سنوات بحكم طبيعة عمله الحر في مجال الأجهزة الكهربائية والتي تتطلب منه دائما شراء بعض الأدوات من منطقة "وسط البلد".

مختار الذي وصل صباح يوم الحادثة على رصيف 5، اصطحب زوجته وأبنائه في ذلك اليوم إلى القاهرة لشراء بعض احتياجات المنزل.

أقرأ أيضًا:   "الطب الشرعي" يتبع 11 خطوة للتعرف على هوية جثامين حادث "محطة مصر"

وبحسب حديثه لـ"الوطن"، وصل هو وأسرته للمحطة قبل الانفجار بنحو 3 دقائق فقط، وشاهدوا هرولة الركاب على رصيف 6 وجثث المصابين المشتعل بها النيران، وحينها حاول الهرب بهم ونجحوا في العبور بسلام ورغم بشاعة الموقف يصر الرجل على ركوب القطار لقضاء مشاويره الخاصة به،" اللي شوفناه لسه مأثر علينا لحد دلوقتي بس الأعمار بيد الله منعرفش نستغنى عنه والحادثة دي قضاء وقدر".

وقرر محمد أسامة أن يستقل المواصلات العادية للعودة إلى مقر إقامته في طنطا ليلة الحادث، فهو وحسب قوله، بعد أن تمالك أعصابه لم يملك الجرأة الكافية للدخول إلى نفس مكان الفاجعة ليرى أثار الدم والرماد التي نجا منها بأعجوبة، "نفسيا لسه متأثر باللي شوفته ومش هقدر أركب القطر تاني دلوقتي"، استكمل الناجي الثلاثيني محمد أسامة حديثه لـ"الوطن" مؤكدا أنه لن يتسغنى عن القطار كوسيلة سهلة وسريعة لقضاء الزيارات التي يأتيها إلى العاصمة لإنهاء بعض الأوراق الخاصة به،"الحوادث دي مش دايما و بتحصل كل فترة".

وسط ظلام الفاجعة تسلل شعاع نور من تضحية إنسانية قدمها ثلاثة من العاملين بالمحطة جسدوا بما فعلوه لإنقاذ الركاب بطولة جماعية تحاكى بها الشهود على الواقعة والمتابعين لاخبارها، إلا أنهم ورغم شجاعتهم تمكنت الحادثة من نفوسهم تداهم ذاكرتهم ليلا كلما خلدوا إلى النوم قليلا يستفيقون على مشاهد منها يدعون لمن مات بالرحمة ولمن أصيب بتمام الشفاء.

واتضحت شهامة المصريين جليا وقت الأزمة، كل منهم مد يد المساعدة بما يستطيع بعضهم تطوع لعلاج المصابين من الناحية الطبية وآخرون تطوعوا لدعمهم نفسيا بما أمكن، من بين هؤلاء نشرت أمل الزعفراني، المعالج النفسي بطريقة السايكودراما، إعلانا عبر صفحتها الشخصية على موقع "فيس بوك" تخبر المصابين وأسر الضحايا باستعدادها التام لعلاجهم نفسيا من أثار مشهد الكارثة التي عاشوها، و"جلسات علاج نفسي مجانية لأي حد كان في الحادثة أو فقد حد"، نص الإعلان الذي نشرته المعالجة النفسية عقب ساعات من انتهاء يوم الحادث، وفي حديثها لـ"الوطن" أكدت أنها حتى الآن استقبلت حالة واحدة فقط من الناجين جاءت تشكو من عدم قدرتها على تجاوز ما عاشته من لحظات رعب، رفضت المعالجة النفسية الإفصاح عن هويتها احتراما لخصوصيتها.

رغم كثرة المصابين والناجين من الحادث وتداول هذا الإعلان وباقي الإعلانات المشابهة له فإن الحالات لم تستجب بشكل كبير لتلك المبادرات، وهو ما فسرته الزعفراني بقولها: "في بداية الصدمة بيكون الشخص في حالة إنكار تام للي حصل وبعد أيام بيبدأ يستوعب حجم تعبه ويدور على حد يسمعله"، مؤكدة أن عرضها سيظل قائما حتى تتوافد حالات أخرى.

قد يهمك أيضًا :  

تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة إحدى ضحايا قطار محطة مصر

العثور على جثة جدة الطفلة راوية بعد أيام من حادث قطار "محطة مصر"

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذِكريات رصيف نمرة 6 بعد مرور 7 أيام على حريق محطة مصر ذِكريات رصيف نمرة 6 بعد مرور 7 أيام على حريق محطة مصر



نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

مورينيو يرفض وضع توتنهام رهينة لكورونا

GMT 10:44 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

صيحات موضة البوت متناهي الطول من وحي النجمات

GMT 20:44 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

روجيه فيدرر يشارك في بطولة قطر المفتوحة للتنس

GMT 08:49 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

10 قواعد ذهبية ومهمة لغرس الأشجار تعرف عليها

GMT 11:14 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يبحث تخفيف عقوبة محمد الشناوي

GMT 02:48 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

صفات تزيد وتُثير إعجاب الآخرين بك وفق الأبراج

GMT 03:20 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

ميكيل أويارزابال يتعادل للباسكي ضد برشلونة

GMT 00:51 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

نادي يوفنتوس الإيطالي يعلن إصابة أليكس ساندرو بفيروس كورونا

GMT 09:15 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

مي الخريستي تتعرض لإطلاق نار على سيارتها

GMT 02:12 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

"يويفا" يرفع حظر إقامة المباريات في أرمينيا وأذربيغان

GMT 01:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يحقق إنجاز أوروبي بعد رباعية سيلتك في "اليوروباليغ"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon