توقيت القاهرة المحلي 15:11:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطيب يؤكد الأصل في الأشياء الإباحة وتحريم أي شيء لابد فيه من دليل قاطع

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الطيب يؤكد الأصل في الأشياء الإباحة وتحريم أي شيء لابد فيه من دليل قاطع

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
القاهرة - مصر اليوم

قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف: «إن القرآن الكريم به آيات كثيرة نستدل بها على وسطية الإسلام ويسر شريعته، وتعلمنا أن الله لا يكلف الإنسان من الأوامر إلا القدر الذي يستطيع الوفاء به، وتتسع له قواه وطاقته ووقته، وأنه- تعالى- لا يكلفه ما يعجز عنه أو يحمله على الانقطاع وعدم الاستمرار، مضيفا وقد وجدنا في الحكمة النبوية ما يؤكد على أن العمل القليل الدائم خير من الكثير المنقطع، بل وجدنا نهيا صريحا عن المغالاة في التدين وفي العبادة، كما وجدنا فيها ذما واضحا للتنطع والتشدد في الدين والتوقف عند الظواهر والأشكال».

وأضاف شيخ الأزهر خلال الحلقة الخامسة عشر من برنامجه الرمضاني: «الإمام الطيب»، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد دعا على المتشددين بالهلاك فقال: «هلك المتنطعون»، (قالها ثلاث مرات)، وأن التاريخ يشهد أن هؤلاء المتشددين لا يظهرون إلا ريثما يهلكون، وقد عنف النبي -صلى الله عليه وسلم- الإمام الذي أطال الصلاة بالناس، وقال له: «يا معـاذ! لا تكن فتـانـا؛ فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة والمسافر»، وأنه -صلى الله عليه وسلم- كان يسرع في صلاته إذا سمع بكاء الأطفال، ويقول: «إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبى فأتجوز في صلاتي؛ مما أعلم من شـدة وجد أمه من بكائه».

وأوضح شيخ الأزهر، أن يسر التكاليف في الإسلام بلغ أن الاقتصار على أداء الفرائض فقط يكفي في تحصيل السعادة في الدنيا والآخرة، كما في حالة الرجل الذي وعد النبي -صلى الله عليه وسلم- بالالتزام بأداء الفروض فقط دون زيادة عليها أو نقصان، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال عنه: «أفلح إن صدق»، وكما في قوله -صلى الله عليه وسلم-:«ما من عبديصلي الصلوات الخمس، ويصوم رمضان، ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة وقيل له:ادخل بسلام».

وأشار شيخ الأزهر إلى أن فلسفة «الأمر» في التشريع الإسلامي، في هذا الإطار، تتعارض كليا مع محاولات: «التنميط» التي تروجها المذهبيات المنتشرة على الساحة الآن، وتحاصر بها حياة المسلم، وتمثل في الوقت نفسه انحرافا في فهم الإسلام وعرضا منفرا رديئا لشرائعه وأحكامه، موضحا أن جمهور العلماء من الأصوليين والنظار ذهب إلى أن مجرد النهي يدل على «التحريم»، استنادا لقوله -تعالى!-: {وما نهاكم عنه فانتهوا}، [الحشر: 7]، كما ذهب كثير منهم إلى أن مطلق النهي لا يفيد التحريم، بل يفيد «الكراهة» أو «التنزيه» الذي يقابل التحريم، وأنه يحتاج في الدلالة على التحريم إلى دليل مصاحب يتعين معه قصد التحريم، مشيرا إلى أن هناك رأي ثالث يقول: إن «النهي» يظل موقوفا لا دلالة فيه على تحريم أو كراهة إلا بانضمام دليل آخر، يحدد قصد التحريم أو قصد الكراهة.

وأوضح شيخ الأزهر أنه تأسيسا على التفسير التعددى لمفهوم «النهي» يقرر الأصوليون أن صيغة النهى ترد للتحريم، مثل قوله تعالى في كثير من المواضع: {ولا تقربوا الزنا}، [الإسراء: 32]، {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} [الأنعام151]، {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} [الأنعام: 152]، {ولا تمش في الأرض مرحا} [الإسراء: 37]؛ كما ترد للكراهة في مواضع أخرى في قوله تعالى: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} [البقرة267]؛ بل تخرج الدلالة إلى معان أخرى بعيدة؛ كالإرشـاد في قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} [المائدة: 101]؛ وبيان العاقبة: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون} [إبراهيم: 42]، مشيرا إلى أن ما يلفت النظر في باب «النهي» هو تقليل «المحرمات» في الإسلام؛ لأن صيغ «النهي» الواردة في الشريعة -على قلتها- لا تستلزم «التحريم» بدلالة تلقائية، بل منها ما يستلزم التحريم، ومنها ما لا يستلزمه، وهذا ما تقرره القاعـدة العامة في التشريع من أن الأصل في الأشياء الإباحة، وأن تحريم أي شيء من الأشياء لا بد فيه من دليل قاطع يفيد التحريم فائدة صريحة، ويلزم على ذلك -ضرورة- انحصار الأشياء الممنوعة في الإسلام في عدد قليل جـدا، وقد جاءت نصوص القرآن مؤيدة لهذا المنحى في التشريع.

وأكد شيخ الأزهر أن سوء الفهم لمباحث «الأمر» في التشريع الإسلامي كان سببا في مزايدات الآراء والفتاوى المتشددة، وعرض أحكام الشريعة عرضا مدلسا مغشوشا، كذلك لعب الجهل بمباحث «النهي» دورا خطيرا في تحويل الإسلام إلى قائمة من الممنوعـات، تحرم على الناس ما أحله الله لهم، موضحا أن المبشرين بهذه المذاهب المشوهة لو فطنوا لأنظار العلماء في باب الأمر والنهي في التراث الأصولى؛ لأدركوا أنهم يبشرون بإسلام غريب شكلا وموضوعا على إسلام القرآن والسنة وإجماع المسلمين.

قد يهمك أيضًا :

شيخ الأزهر يوجه رسالة شكر للعلماء العاملين على إنتاج لقاحات كورونا

شيخ الأزهر ينعى ضحايا حافلة المعتمرين المصريين في السعودية

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطيب يؤكد الأصل في الأشياء الإباحة وتحريم أي شيء لابد فيه من دليل قاطع الطيب يؤكد الأصل في الأشياء الإباحة وتحريم أي شيء لابد فيه من دليل قاطع



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 10:50 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين عبد العزيز تتصدر التريند بعد حلقة منى الشاذلي
  مصر اليوم - ياسمين عبد العزيز تتصدر التريند بعد حلقة منى الشاذلي

GMT 09:56 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:55 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 17:50 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

بتروجيت يحفز لاعبيه بالمكافآت قبل مواجهة الزمالك

GMT 10:06 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يصعد بأكثر من 2% مع اقبال المتعاملين على المغامرة

GMT 02:00 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل انفجار كاد يودي بحياة أسرة كاملة في البدرشين

GMT 11:34 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حمدوك يُؤكِّد مساعدات الأشقاء تُساعد على حل الأزمة المالية

GMT 20:02 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

ما الذي يجب أن تحويه صيدلية المنزل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt