توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحدَّثوا عن تأثير ابتعاد "الروبيكي" وانخفاض الأسعار وقلة المياه

أصحاب "المدابغ" المصرية يكشفون أسباب أزمة الجلود وعلاقتها بالحرب التجارية بين الصين وأميركا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أصحاب المدابغ المصرية يكشفون أسباب أزمة الجلود وعلاقتها بالحرب التجارية بين الصين وأميركا

"المدابغ" المصرية
القاهرة ـ مصر اليوم

انتهى موسم الأضاحي وبقيت أزمة جلود الأضاحي مستمرة، إذ اختفى هذا الموسم "السريحة" الذين يجمعون جلود الأضاحي من الجزارين ويبيعونها لأصحاب المدابغ، كما اختفت الجمعيات الخيرية التي تجمع الجلود وتبيعها، فألقيت الجلود هذا الموسم في الشوارع ومقالب القمامة مخلفة تلوث بيئي واسع الانتشار.

وترجع الأزمة التي حدثت هذا الموسم في سوق الجلود، لأسباب عديدة متعلقة بانخفاض أسعار الجلود التي كانت تصل لـ700 جنيه إلى 50 جنيها فقط، والحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، فضلا عن نقل مدابغ سور مجرى العيون لمنطقة الروبيكي بطريق الإسماعيلية وبعدها عن سكان القاهرة وأزمات المنطقة الجديدة مثل قلة المياه بها، كل ذلك دفع كثيرين لإلقاء الجلود في الشوارع وصناديق القمامة.

ورصدت "بوابة أخبار اليوم" في منطقة الروبيكي أوضاع الصناعة بها ومشكلاتها ومعدلات الإقبال، كما نناقش أسباب أزمة جلود الأضاحي هذا الموسم.

أقرأ أيضًا:

دونالد ترامب يؤكد أن الحرب التجارية مع الصين ستكون قصيرة

أزمات الروبيكي

وفور وصولك منطقة الروبيكي الجديدة التي تستضيف المدابغ المنقولة من منطقة مجرى العيون، تجدها خاوية على عروشها، يغلب عليها الركود، وأصحاب الورش يشكون من تردي أوضاع الحرفة.

فيقول عبد الله أحمد، صاحب مدبغة جلود، إن عملية جمع الجلود من المجازر تتم عن طريق "الجلادين" أو "السريحة" ثم تمر بمرحلة التمليح داخل الورشة، وعند ثم عملية "الحليبة" وإزالة الدهون والشعر، حتى تحنيطها وخروج الجلد من المدبغة بألوانه المختلفة.

ويضيف أن الجلود تنتقل من المدابغ إلى المصانع والورش لتخرج منها الصناعات المختلفة، أو يتم تصديرها للخارج.

ويشير إلى أن بعض المشاكل التي واجهت السوق العالمي انعكس على المهنة، فعملية التصدير أصبحت متوقفة تماماً، وخلال الشهر الماضي لم تشحن مدبغة حاوية واحدة، وأصبحنا نعتمد على السوق المحلي من مصانع وورش محلية، مضيفا أن ذلك غير مجزى مقارنة بالتصدير.

ويؤكد "أحمد"، أن المدابغ تمر بأسوأ حالاتها هذه الفترة، بسبب صعوبة النقل للروبيكي وأخطاء نقل الجلود فتزيد نسبة "الهادر" خلال موسم العيد لتتخطى 50% تقريبًا.

ويختتم حديثه بأن أخطاء الذبح وسلخ الجلود تعطل أيضا عملية التصدير لتعرض الجلود لتشوهات عند السلخ.

وقال هشام الزخبي صاحب مدبغة، "إن هذا الموسم اختفى "السريحة" والجمعيات التي تجمع الجلود وتبيعها لأصحاب المدابغ، نظرا لبعد الروبيكي عن القاهرة وانخفاض أسعار الجلود"، مضيفا أن عملية الدباغة مكلفة خاصة بالنسبة للمواد الكيماوية التي تعد أغلى من قيمة الجلد.

«دباغة الجلود» تكشف الأسباب

ويوضح عبد الرحمن حسن الجباس، عضو غرفة صناعة ودباغة الجلود باتحاد الصناعات، أن عملية توزيع الجلود بعد دباغتها تتوزع بنسبة 20% للسوق المحلى، ويتم تصدير 80% للأسواق الخارجيّة، مضيفا أن مصر تصدر منتجاتها لمعظم دول العالم، خاصة أسواق تركيا والصين وتايلاند، ويبلغ حجم هذه الصادرات نحو 50 مليون جنيه.

ويضيف "الجباس"، أن كل مدبغة لها زبائنها، وكل زبون بالخارج يكون له طلبات خاصّة، والمدابغ تعمل حسب الطلب ويتم تصديرها مباشرة عن طريق البحر والجو لكل دول العالم، وتحت إشراف الصادرات والواردات التابعة لوزارة الصناعة والتجارة، ورقابة الجمارك.

ويؤكد أن حجم الاستثمارات في مدينة الروبيكي تصل 40 مليون جنيه تقريبا، موضحا أن الحكومة لا تتدخّل في عمليّة البيع، أو القيمة الشرائية، ولكنها تتحدد عن طريق نسبةً العرض والطلب، فكل موسم له أسعاره، والجلد في الصيف يختلف عن أسعار جلد الشّتاء، والجلود الواسعة عن الجلود الضيّقة، فالأسعار يحددها موردين الجلد الخام وأصحاب المدابغ.

وأرجع "الجباس" سبب انخفاض الأسعار عن الماضي، إلى انخفاض قيّمة الجلود بالأسواق العالميّة: "لو منزلتش السعر الخواجة مش هيشترى مني، وهيشترى من أي بلد تانية " على حد تعبيره.

ويتابع "إننا مرتبطون ارتباط وثيق بالسعر العالمي في حالات الارتفاع والإنخفاض، ولا علاقة للسوق المحلي بذلك، مشددا على أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتّحدة دفع الصين للانصراف عن استيراد الجلود الأميركية، ما أحدث وفّرة في سوق الجلود، فالصين كانت المستورد الأول للجلود الأميركية".

ويشير عضو غرفة الدباغة باتحاد الصناعات، أن هذا العام توكيلات الأحذية الرّياضيّة جميعها من مواد صناعية وليست جلود طبيعيّة، بالإضافة إلى الأحذية والشنط للسيدات أغلبها من الجلود الصناعيّة، كل هذا أدى لوجود وفّره للجلود الطبيعيّة، مما ترتب عَلَيْه انخفاض أسعارها.

ويضح أنه لا مجال للمقارنة بين مدينة الروبيكي ومجرى العيون، فمدى التطوّر فى المدينةِ  وتجهيزاتها العالية ساعد كثيرًا في عملية الدباغة داخل الهناجر المجهزة، مشددا على أن الجانب السلبي الوحيد بُعد المسافة بينها وبين القاهرة، مما يتسبب في صعوبة نقل العمال.

أما محمد مهران، رئيس شعبة أصحاب المدابغ بالغرفة التجارية بالقاهرة، فيقول إن انخفاض أسعار الجلود خلال فترة العيد يأتى بسبب انخفاض الأسعار العالمية، والعديد من الدول قامت بعمل مدافن لدفن الجلود خوفا من انتشار الأمراض نتيجة إفلاس عدد من المصانع.

ويشير إلى أن أصحاب المدابغ قاموا بشراء ما يستطيعون من الجلود، وتراوحت أسعار الجلود البقري والجاموسي ما بين 50 لـ70 جنيها، فيما لا يتخطى سعر الجلد الضاني الـ10 جنيهات.

وكشف محمد حربى رئيس غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، أن انخفاض أسعار الجلود خلال موسم العيد سببه المعاناة التي شهدتها مدينة الروبيكي بمدينة بدر، نتيجة عدم وجود مياه لتشغيل المدابغ، مما تسبب في عزوف أصحابها عن شراء الجلود.

وأضاف أن الغرفة خاطبت رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى نهاية شهر يوليو الماضى لحل مشكلة نقص المياه، بالإضافة إلى إرسال خطاب آخر قبل عيد الأضحى تناشد فيه بتوفير المياه.

وأكد أن موسم العيد يتم فيه جمع ما يقرب من 35% من الجلود على مدار العام، وبالتالى فإن احتياج المدابغ إلى المياه يتزايد فى هذا التوقيت، مضيفًا، "المياه تعتبر روح صناعة الجلود، ونقصها يؤدى إلى إزهاق روح هذه الصناعة".

7 ملايين أضحية
وتشير دراسة أعدتها غرفة صناعة الجلود أن عدد الأضاحي خلال موسم العيد يصل إلى 7 ملايين أضحية ما بين خراف وأبقار وجمال وجاموس، وهي تشكل 25% من إجمالي إنتاج مصر السنوي من الجلود الذي يصل إلى 120 مليون قدم، ويتم تصدير 50% من الإنتاج مدبوغًا إلى الخارج.

وقد يهمك أيضًا:

الرئيس الأميركي يؤكد أن مجموعة "أبل" ستنفق مبالغ طائلة

"هونغ كونغ" تُعاني الاحتجاجات وضغوط الحرب التجارية بين أميركا والصين

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصحاب المدابغ المصرية يكشفون أسباب أزمة الجلود وعلاقتها بالحرب التجارية بين الصين وأميركا أصحاب المدابغ المصرية يكشفون أسباب أزمة الجلود وعلاقتها بالحرب التجارية بين الصين وأميركا



GMT 00:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon