توقيت القاهرة المحلي 17:06:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قررت الحكومة وقف استيراد السلع والمنتجات الفلكلورية الشعبية

الحرف اليدوية تستعيد عرشها بعد اختفاء الصادرات الصينية المقلدة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الحرف اليدوية تستعيد عرشها بعد اختفاء الصادرات الصينية المقلدة

منطقة خان الخليلي
القاهرة - سعيد فرماوي

أنعش القرار الأخير الذي أصدرته الحكومة المصرية، الخاص بوقف استيراد السلع والمنتجات ذات الطابع الفلكلوري الشعبي، عشرات من الورش التقليدية المنتشرة في القاهرة الفاطمية، لاسيما منطقة خان الخليلي، التي برعت لعقود من الزمان في صناعة هذه المنتجات، حتى صارت "ماركة مسجلة" قبل أن تدهسها الصادرات الصينية المقلدة التي فتحت لها الحكومات المتعاقبة الأبواب منذ عقود، حتى تحولت العديد من الصناعات التقليدية المصرية إلى أثر بعد عين.
 
تنفس الصناع وأصحاب الورش في القاهرة الفاطمية وخان الخليلي الصعداء، بعدما دبت الحياة في أوصال ورشهم التي أغلق كثير منها أبوابه على مدار السنوات الخمس الأخيرة، وتحول كثير من العمال المهرة بها إلى أعمال أخرى، في ظل حالة الإغراق التي شهدتها الأسواق المصرية للمنتجات الصينية المقلدة، التي سحبت البساط من تحت أقدام الصناعات التقليدية المصرية العريقة، نظرا لانخفاض أسعارها الكبير، ما جعل كثيرا من المصريين يقبلون عليها، رغم رداءة الخامة وافتقادها الروح.
 
ينظر كثير من الخبراء إلى القرار الذي أصدرته الحكومة أخيرًا، والخاص بمنع استيراد المنتجات الخاصة بالفلكلور الوطني، باعتباره خطوة على طريق عودة الروح للعديد من الصناعات التقليدية في مصر، إلى جانب ما سوف يوفره من دعم للاحتياطي من العملة الصعبة بالبنوك، وتوفير فرص عمل جديدة، إلى جانب عودة العمالة المعطلة بخاصة المتخصصة في الصناعات التقليدية، والتي تسببت حالات الإغراق التي تعرضت لها السوق المصرية أخيرًا، في هروب أعداد كبيرة منها إلى الخارج، لاسيما إلى الصين التي تحولت في السنوات الأخيرة الماضية إلى قبلة للعديد من الصناع المصريين لاسيما هؤلاء الذين تخصصوا في الصناعات التقليدية، مثل صناعة الفوانيس والخيامية والنحاسيات، وهي الصناعات التي كانت حكرا حتى وقت قريب على مناطق مثل تحت الربع في القاهرة الفاطمية والغورية وخان الخليلي الذي استعادت عشرات الورش فيه نشاطها بعد سنوات من الركود.
 
وترجع تسمية خان الخليلي إلى السلطان جركس الخليلي، وهو أحد سلاطين المماليك الجراكسة الذين حكموا مصر خلال منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، وأسس الخان في العام 1382 ميلادية، على أنقاض ما تبقى من مقابر الخلفاء الفاطميين، حيث كانت تعرف منطقة الخان في الماضي باسم "ترب الزعفران".
 
وتصف كتب الأثر أنَّ السلطان جركس أو "جهاركس" عندما شرع في بناء الخان واعتباره مركزا تجاريا يستقبل قوافل التجار المقبلة من خارج مصر، قام بنبش "تربة الزعفران"، وألقى بما كان بها من عظام على التلال الموجودة خارج القاهرة.
 
كان خان الخليلي واحدا من ثمانية وثلاثين سوقا ومركزا تجاريا وصناعيا كبيرا، شيدها المماليك في مختلف أنحاء القاهرة، ويصف المقريزي في كتابه الشهير "المواعظ والاعتبار" الخان عند إنشائه بأنه كان مبنى مربعا كبيرا، يحيط بفناء ويشبه الوكالة، تشمل الطبقة السفلى منه الحوانيت، وتضم الطبقات العليا المخازن والمساكن، وظل الخان على حاله حتى قرر السلطان الغوري هدمه في ربيع الثاني سنة 917 هجرية، الموافق لشهر تموز/ يوليو في العام 1511 ميلادية، لينشئ مكانه مجموعة من الحواصل والحوانيت والربوع والوكالات، كان المصريون يدخلون إليها من ثلاث بوابات، لكن سرعان ما هدمت هذه الحواصل والحوانيت في وقت لاحق، وأعيد بناء الخان على هيئته الأولى التي لا تزال بعض آثارها قائمة حتى اليوم في أطلال العديد من المباني العتيقة التي يحمل بعضها عبق قرون مضت.
 
يستطيع الزائر أن يدلف إلى خان الخليلي من شارع الأزهر، أو يعبر إليه عن طريق شارع المعز لدين الله الفاطمي، ويواجه الخان اثنين من أشهر الآثار الإسلامية في مصر والعالم العربي وهما مسجد الحسين رضي الله عنه، والجامع الأزهر، ويتميز الخان بأزقته الضيقة التي تمتد حتى شارع المعز، وتمتلئ بالحوانيت التي تحفل بالعديد من البضائع والمنتجات التقليدية التي تحصل عليها من الورش القريبة، التي تفننت لعقود في صناعة المشغولات اليدوية والقطع النحاسية المزخرفة، وأعمال الأرابيسك التي تأخذ الألباب من فرط دقة صناعتها، إلى جانب العديد من أعمال النسيج، والمشغولات الفضية والجلدية.
 
وتنتشر ورش هذه الصناعات بالقرب من الخان، وظلت حتى وقت قريب تبهر العالم بمنتجاتها من الحرف التقليدية والتراثية، وبما تضمه من مئات من الحرفيين المهرة، الذين برعوا في الصناعات اليدوية الأخرى مثل السجاد وصناعات البردي والمشغولات الفرعونية والعربية، إلى جانب صناعات الزجاج بخاصة المعشق والصناعات المرتبطة بالأحجار الكريمة.
 
ينظر كثير من أصحاب الورش التقليدية في القاهرة القديمة، إلى القرار الحكومي الأخير باعتباره بادرة أمل في استعادة عرش الصناعات التقليدية المفقود، لكنهم يطلبون في الوقت ذاته، أن تشرع الحكومة في سلسلة من التسهيلات الجمركية، لاسيما فيما يتعلق بالعديد من المواد الخام التي يتم استيرادها من الخارج، مشيرين إلى أن مثل هذه الإجراءات من شأنها الإسهام في دعم الصناعات التقليدية، ومساعدتها في استعادة عرشها المفقود من جديد.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرف اليدوية تستعيد عرشها بعد اختفاء الصادرات الصينية المقلدة الحرف اليدوية تستعيد عرشها بعد اختفاء الصادرات الصينية المقلدة



الفساتين الطويلة اختيار مي عمر منذ بداية فصل الربيع وصولًا إلى الصيف

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:31 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة "الصحة العالمية" تحذر من تناول اللحم المقدد

GMT 00:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو عبد الحق يفوز برئاسة النصر وقائمته تكتسح الانتخابات

GMT 18:00 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

يجب أن تستبدل هذه التجهيزات الأساسية في المطبخ

GMT 07:55 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الثلاثاء 7-9-2021 في مصر

GMT 09:52 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

وائل جسار يؤجل حفله في بغداد بسبب كورونا

GMT 14:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : علي خليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon