توقيت القاهرة المحلي 09:12:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عازفات أفغانيات يعدن الحياة لموسيقى بلدهن من خارج الحدود بعيداً عن "طالبان"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - عازفات أفغانيات يعدن الحياة لموسيقى بلدهن من خارج الحدود بعيداً عن طالبان

عزف موسيقي
الدوحة ـ العرب اليوم

بعد توقّف لأشهر، عادت بعض أعضاء أوركسترا "زهرة" الأفغانية الشهيرة للعزف من جديد إنّما أمام جمهور محدود في الدوحة وعلى آلات مستعارة بعدما تركت آلاتهن خلفهن في أفغانستان لدى هروبهن خوفاً من حركة "طالبان".عزفت مرزيا أنوري (18 عاماً) برفقة زميلاتها وموسيقيين أفغان آخرين الأسبوع الماضي أمام ديبلوماسيين وسكان مجمّع للاجئين في العاصمة القطرية، وبمشاركة عازفين من اوركسترا الجيش القطري.وقالت أنوري إنّ "معظم فتيات أوركسترا زهرة معي هنا في قطر، لكن بعضهن ما زلن في أفغانستان. آمل أن ينضممن إلينا هنا في أقرب وقت ممكن حتّى نكون معاً ونعيد بناء الأوركسترا".تضمّ أوركسترا زهرة التي انطلقت في عام 2016 خمساً وثلاثين فتاة بين سن 14 و21 عاماً، بعضهن من أوساط متواضعة جداً.

وقدّمت هذه الفرقة التي كانت تلقّى دعماً من البنك الدولي وأطراف أجنبية مانحة، للمرة الأولى عرضاً في الخارج خلال منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا في كانون الثاني 2017.
وعلى غرار العديد من الفرق الرياضية والثقافية وغيرها، تسبّبت سيطرة "طالبان" على أفغاستان في تفكّك الأوركسترا النسائية الشهيرة، فيما أنّ معظم اللواتي تمكنّ من الهرب تركن أثمن ما لديهنّ خلفهن.تقول أنوري إنّها تشعر بالسعادة لهروبها من بلدها، لكن أيضاً بالمرارة لتركها وراءها عائلتها وأصدقائها وأحد أغلى ممتلكاتها: آلة الكمان الخاصّة بها.في الدوحة، تحاول أنوري التأقلم على العزف على آلة كمان أُعطيت لها، على أمل الحفاظ على موروث بلدها الثقافي مع موسيقيين آخرين هربوا إلى قطر.قالت الشابة البالغة من العمر 18 عاماً إنّها "هنا الآن وسعيدة لأنني بعيدة عن (طالبان)، لكنني قلقة على الفتيات اللواتي ما زلن في أفغانستان، وحزينة على شعبي وأصدقائي وعائلتي الذين ما زالوا هناك".

وأضافت: "بشكل عام، في أفغانستان يعتبرون كل شيء حراماً بالنسبة للنساء، وخاصة الموسيقى".حُظرت الموسيقى عندما حكمت "طالبان" أفغانستان من عام 1996 إلى عام 2001. ومنذ عودتها إلى السلطة، بدأت الحدّ حريّات المرأة والتعليم مرة أخرى، ما دفع بعشرات الآلاف إلى الفرار فيما لا تزال أخريات تنتظرن من يخرجهنّ.وكان من الصعب على مرزيا بالفعل العمل في مجال الموسيقى، في مجتمع محافظ لا يزال المتعاطفون فيه مع حركة "طالبان" يتمسّكون بمعتقدات اجتماعية تقول بأنّ الفتيات مكانهن المنزل.وقالت أنوري "عندما نذهب إلى الخارج، كان الناس يسموننا بالراقصات أو الفاسقات وأشياء أخرى من هذا القبيل".استولت "طالبان" على السلطة في أفغانستان في آب تزامناً مع إسدال الولايات المتحدة الستار على حرب استمرّت 20 عاماً، بانسحاب عسكري تضمّن عملية إجلاء جويّة لأجانب وأفغان اتّسمت بالفوضى.

وتشتكي الحركة من أنّ "عمليات المغادرة المتواصلة للعديد من مواطني الطبقة الوسطى المتعلّمة وموظفي الحكومة السابقة التي كانت مدعومة من الولايات المتحدة، هو هجرة أدمغة يقوض جهودها في تحقيق الاستقرار في البلاد".وتسعى طالبان إلى نيل اعتراف دولي بشرعية سلطتها في أفغانستان والحصول على مساعدات لتجنيب البلاد كارثة إنسانية وتخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها.وإلى الآن، لم يعترف أيّ بلد بشرعية حكم "طالبان" في أفغانستان.تقول العازفة شغوفا صافي (18 عامًا)، إنّ "أحداث هروبها المروع لا تفارق مخيّلتها وهي تترقّب في الدوحة ما قد يحمل لها المستقبل".وقالت إنّ "الوضع كان في أفغانستان خطيراً حقاً وكان مخيفاً للراغبين بالمغادرة. لم يعرفوا (طالبان) أنّنا موسيقيون، لو علموا لقتلونا".تستضيف قطر التي باتت تنظمّ رحلات إجلاء منتظمة بين كابول والدوحة، نحو 100 طالب ومعلم من المعهد الوطني الأفغاني للموسيقى، بينهن عازفات أوركسترا زهرة، حتّى مغادرةبعضهم إلى البرتغال.
ومن بين هؤلاء قائد الأوركسترا الوطنية الأفغانية محمد قمبر نوشاد، الذي عبّر عن سعادته للعزف من جديد أمام الجمهور برفقة موسيقيات زهرة.وتابع: "لم نتمكن من العزف لمدة ثلاثة أشهر

على الأقل منذ أن سيطروا على كابول. لذلك كانت فرصة رائعة، لتحقيق أحلامنا من جديد".اضطر الشاب البالغ من العمر 25 عاماً إلى ترك زوجته وطفليه في أفغانستان، وقال وهو يبكي "أحب قطر وأحب شعبها، لكنني لن أحبها أبداً مثلما أحب كابول"، آملاً في أن يجتمع بعائلته قريباً في قطر أو في البرتغال.وعدت "طالبان" بحكم أكثر اعتدالاً هذه المرة، على الرغم من أنّها أوضحت أنّها "ستدير أفغانستان ضمن حدود تفسيراتها للشريعة الإسلامية".قالت أنوري إنّها "حزينة" لفقدان آلتها الموسيقية، مضيفةً "حتّى عندما كنت أنام، كنت أضعها فوق رأسي تماماً".وعلى غرار زملائها، أكّدت الشابة أنّها "ستواصل عزف الموسيقى لتبقي موروث بلدها الثقافي على قيد الحياة ولو من خارج الحدود".

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

موسيقيون أفغان هربوا من حركة "طالبان" تاركين آلاتهم بل "روحهم"

آلات موسيقية للمعهد الوطني اللبناني بدل المتضرّرة في انفجار مرفأ بيروت

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عازفات أفغانيات يعدن الحياة لموسيقى بلدهن من خارج الحدود بعيداً عن طالبان عازفات أفغانيات يعدن الحياة لموسيقى بلدهن من خارج الحدود بعيداً عن طالبان



الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:21 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

بايدن يؤكد استعداده لإعادة إعمار غزة
  مصر اليوم - بايدن يؤكد استعداده لإعادة إعمار غزة

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

اليوم ينصحك الفلك ألا تعلن أخبارك ولا تتكلم عن حياتك

GMT 16:11 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

فيسبوك تسلك طريق أكثر تشدد بشأن شفافية الإعلانات

GMT 13:54 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

نصائح مهمة لاختيار أفضل عباءة شتوية للتمتع بالأناقة والدفء

GMT 08:27 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفال بمرور 18 عامًا على إقامة متحف النوبة في أسوان

GMT 02:18 2016 الخميس ,02 حزيران / يونيو

الاعلان عن قائمة منتخب بلجيكا في "يورو 2016"

GMT 15:03 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل تاجري مخدرات جراء مشاجرة بينهما في الشرقية

GMT 14:43 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

أبراج تدعمك وتقف بجانبك في المواقف الصعبة

GMT 15:49 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ضربة موجعة لـ منتخب بلجيكا قبل انطلاق يورو 2020

GMT 08:07 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

مصر تسجل 40 وفاة و641 إصابة جديدة بكورونا

GMT 17:37 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

افتتاح مشروعا ضخمًا "للأسماك" في مدينة بورسعيد

GMT 15:08 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

مصطفى فتحي يشارك في تدريبات سموحة استعدادا لبيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon