توقيت القاهرة المحلي 11:20:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موسيقيون أفغان هربوا من حركة "طالبان" تاركين آلاتهم بل "روحهم"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - موسيقيون أفغان هربوا من حركة طالبان تاركين آلاتهم بل روحهم

موسيقيون أفغان هربوا من حركة "طالبان" تاركين آلاتهم بل "روحهم"
كابول ـ العرب اليوم

عندما استولت حركة طالبان على الحكم وانتشر عناصرها في كابول في منتصف آب / أغسطس، وجدت بهار وغيرها من موسيقيي المعهد الوطني للموسيقى في أفغانستان أنفسهم أمام معضلة شائكة: إما البقاء وتعريض حياتهم للخطر أو الفرار والتخلّي عن آلاتهم.وتروي عازفة الفيولا "لقد هربنا جميعاً. لذنا بالفرار تاركين الآلات الموسيقية في المعهد".تملّك خوف كبير بهار، ابنة الثامنة عشرة. فقد شعرت بأنها مستهدفة من زاويتين، الأولى لأنها فتاة، وثانياً لأنها موسيقية. فخلال توليهم الحكم للمرة الأولى بين عامي 1996 و2001، حظر الأصوليون الموسيقى، وكان تحصيل العلم ممنوعاً على النساء.وتقول بهار عن آلتها الموسيقية التي اضطرت إلى الافتراق عنها "شعرت وكأنني فقدت أحد أفراد عائلتي". فالشابة التي انتقلت إلى معهد الموسيقى مباشرة من دار الأيتام، حيث نشأت، كانت ترى في الآلة الوترية "أفضل صديق لها".

وتتذكر قائلةً "عندما دخلت (المعهد)، قلّ توتري لأن الموسيقى غذاء للروح ورأيت ذلك يتحقق". وتضيف العازفة التي طلبت عدم استخدام اسمها الحقيقي لحماية نفسها "أشعر بهدوء شديد عندما أعزف على آلة الفيولا، وخصوصاً ضمن أوركسترا الفتيات".وكانت موهبة بهار بمثابة جواز سفر لها أيضاً، إذ أتاحت لها المشاركة في عروض وحفلات موسيقية في الهند والسويد وبريطانيا وأذربيجان.وتقرّ بهار بأنها باتت تشعر وكأنها فقدت الحياة عندما علمت أن حركة طالبان تحتل المعهد، وتستخدم قاعاته للنوم. وتقول باكية "أنا على قيد الحياة جسدياً، لكن طالبان انتزعت مني روحي".

لم تعلن طالبان بعد منذ تشكيل حكومتها عن أي توجهات رسمية في شأن الموسيقى، لكنها أكدت عزمها على ممارسة الحكم وفقاً لتفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية.وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في نهاية آب / أغسطس إن "الاسلام يحرّم الموسيقى". وأمل في التمكن "من إقناع الناس بعدم القيام بهذه الأمور، بدلاً من الضغط عليهم".
وخلال زيارة المعهد الوطني للموسيقى الذي كان يدرس فيه طلاب من الجنسين- وهو اختلاط تمنعه طالبان أيضاً- تبدو ثرثرة عناصر الحركة الشباب وشجاراتهم وكأنها حلّت محلّ الألحان الموسيقية التي كانت تصدح في أرجاء المكان، فيما يحمل الحراس رشاشات الكلاشنيكوف في فناء المبنى الهادئ المظلل بأشجار طُليت جذوعها بأشكال نوتات موسيقية.

ويكشف أحد العناصر على مخزن يحوي مجموعة من الآلات الموسيقية التي تبدو سليمة، بعدما سرت شائعات عن تحطيمها. ويوضح أن قادة الحركة أمروه بحمايتها.غير أن ذلك لا يكفي لطمأنة آوا، عازف الغيتار البالغ 28 عاماً. وفي تصريح، يؤكد الرجل الذي كانت الآلات الموسيقية تملأ كل زوايا غرفته في كابول إنه تخلص من كل أثر تقريباً لمسيرته الموسيقية باستثناء غيتاره المفضل.وتوقف خريج جامعة كابول الذي كان يدرّس في المعهد عن نشر حصصه التعليمية عبر قناته على "يوتيوب"، ولم يعد كذلك يستجيب للطلبات على مواقع التواصل الاجتماعي .
وبات أوا الذي شارك في حفلات مع بعض أكبر نجوم أفغانستان يشعر بالقلق على سلامة عائلته إذا تعرفت عليهم حركة طالبان.ويقول أوا الذي يتحدث هو الآخر باسم مستعار "من الطبيعي أن تشعر بالخوف إذا كنت تتعاطى الموسيقى في أفغانستان. فعاجلاً أم آجلاً ، ستتعرض طالبان للموسيقيين".في نهاية آب / أغسطس الماضي، قُتل مغنِّ شعبي في جنوب البلاد برصاصة في الرأس. وتدمّر الشائعات المرعبة كل يوم معنويات الفنانين الأفغان.ويلاحظ آوا أن "الحياة أصبحت أشبه بالجحيم منذ وصولهم" إلى السلطة. ويضيف "كانت لدينا أحلام كبيرة، لكن طموحاتنا الآن لم تعد موجودة".أما مؤسس معهد الموسيقى أحمد سارماست الذي لجأ إلى استراليا فيرى أن طالبان "تمهد الطريق لاختفاء تراث أفغانستان الموسيقي الغني" من خلال إسكاتها الموسيقيين وحرمانها الأطفال فرصة العزف على آلة موسيقية.لا يزال يأمل في أن تكون طالبان تغيرت. وقد وجه رسالة إلى قادة الحركة دعاهم فيها إلى السماح بتعلّم الموسيقى خصوصاً للأطفال. ويقول "آمل في أن يسمحوا لنا بمواصلة القيام بعملنا لصالح الشعب الأفغاني ".

  قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

قصر شيريميتييف لؤلؤة مدينة سان بطرسبورغ في روسيا

محمد صلاح يعزف على الآلات الموسيقية في متحف فريق "البيتلز"

 

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسيقيون أفغان هربوا من حركة طالبان تاركين آلاتهم بل روحهم موسيقيون أفغان هربوا من حركة طالبان تاركين آلاتهم بل روحهم



GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon