توقيت القاهرة المحلي 13:56:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لوحات "القاهرة الساحرة" تتجاوز الأماكن السياحية الشهيرة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - لوحات القاهرة الساحرة تتجاوز الأماكن السياحية الشهيرة

لوحات الفن التشكيلي
القاهرة - مصر اليوم

أحد الانتقادات المكررة التي تُوجه دائماً إلى التشكيليين المصريين المهاجرين للغرب أو المقيمين في أوروبا بشكل شبه دائم، هو خضوعهم لصورة نمطية يريدها الآخر عن الشرق عموماً، ومصر بشكل خاص حيث الليل والسهرات الراقصة والنساء المتواريات وراء النوافذ، ويرى نقاد تشكيليون أن هذه الصورة فضلاً عن سذاجتها ومجافاتها للواقع في سياقه الأشمل، فإنها تنبع من ماضٍ استعماري عنوانه الاستشراق الذي رفض أن يرى في العالم العربي سوى حكايات الجواري والحرملك، من هنا تنبع أهمية معرض مليكة الجديد «القاهرة الساحرة» المُقام بغاليري «كحيلة» بحي المهندسين بالجيزة (غرب القاهرة).

على الرّغم من دراسة مليكة وإقامته في إيطاليا، فقد قرر التمرد على تلك الموضوعات التي تستهوي العين السياحية العابرة عادةً، والتي كان يمكن تبريرها بعنوان وفكرة المعرض نفسه، كونه يعزف على وتر الدهشة لدى زائري عاصمة عريقة مبهرة مثل القاهرة. فاجأ مليكة جمهوره هذه المرة بالتسلل إلى مناطق جديدة في الجمال الخفيّ للعاصمة المصرية، بعيداً عن المزارات الشهيرة المعتادة، حتى لا تتحول لوحاته إلى بطاقة بريدية. اقتحم بعين الفنان الحساسة مواقف عشوائية للمواصلات في المناطق النائية أو الريفية. تحوّلت وسيلة نقل شعبية مثل «التوك توك» على يديه من إزعاج يسهم بالتلوث السمعي إلى قطعة من الجمال الآسر تحظى بحضور هادئ وألوان دافئة تبعث على التأمل. الباعة في الأسواق الشعبية بعرباتهم الخشبية تحوّلوا إلى نقاط مضيئة وسط غروب قادم وتحت سماء ملبّدة بالرمادي الداكن، فيما يبدو السائرون في أزقّة وطرقات القاهرة الفاطمية مثل «كائن لا تُحتمل خفته»، على حد تعبير الروائي التشيكي ميلان كونديرا في روايته الشهيرة التي تحمل هذا الاسم.

ويشدد جمال مليكة على عدم انتمائه لمدرسة فنية رغم دراسته في أعرق أكاديميات العالم، لكنه ألزم نفسه منذ خطواته الأولى على طريق الفن بعدم السير وراء «الموضات» الرائجة أو الاتجاهات السهلة السريعة مهما بدت شديدة البريق، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه «مصري حتى النخاع يحمل مهمة محددة هي اكتشاف الجمال الخفيّ في الحياة المصرية وتقديمه للعالم أجمع، بعدما ساعد على ذلك نشأته في مدينة بني مزار بصعيد مصر، حيث كنوز الطبيعة وعبق التاريخ الممتد حتى قدماء المصريين».

ربما كان هذا هو السبب في حضور النيل ودرجات الأزرق بمياهه حيث ترسو عدة زوارق بيضاء في وداعة كأنّها طيور تنعم السكينة، بينما تبدو مساحات الأخضر المتمثلة في النخيل والشجيرات والأعشاب مثل أنشودة بهية تغسل العين والقلب معاً، لكن يظل السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: ألم يخشَ الفنان من تجسيد مفردات الحياة الشعبية، لا سيما عبر وسيلة نقل مثيرة للجدل مثل «التوك توك»؟ يجيب قائلاً: الفن ليس كتالوغاً أو مواصفات قياسية متعارفاً عليها، وإحدى وظائف الفن الأساسية هي اكتشاف الجمال الخفيّ داخل ما قد يبدو لنا ظاهرياً أنه محض قُبح، وهذا ما فعلته مع (التوك توك) الذي قد ينظر البعض إليه شذراً متناسين أنه وسيلة مهمة لأهالي المناطق النائية كما يحتوي مثل أي مفردة من مفردات الحياة على جماله الداخلي الخاص وما على الفنان سوى أن ينظر جيداً». ويضيف مليكة: «لم أستخدم الفرشاة في هذا المعرض إطلاقاً مكتفياً بضربات السكين في تعاملها مع خامة الزيت بألوانها شديدة الجاذبية والتحريض، التي تتطلب مهارة خاصة من أجل توظيفها والسيطرة عليها».

مليكة المولود في عام 1954 شارك في العشرات من المعارض الجماعية فضلاً عن معارضه الخاصة التي كرّست اسمه كواحد من أهم فناني جيل الثمانينات، كما ارتبطت تجربته منذ البواكير الأولى بإيطاليا لا سيما ميلانو التي أقام بها أول معارضه الخاصة، وفيها حصل على أول جائزة عام 1978، كما حصل من جامعتها على شهادتي دكتوراه في كل من التصوير ورسم المشاهد المسرحية والوسائط المتعددة.

قد يهمك ايضا

500 قطعة تتنافس على إظهار براعة الصانع وثراء المقتني في لندن

محاكاة "بانكسي" الساخرة لـ"كلود مونيه" تباع بـ7.6 مليون إسترليني

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لوحات القاهرة الساحرة تتجاوز الأماكن السياحية الشهيرة لوحات القاهرة الساحرة تتجاوز الأماكن السياحية الشهيرة



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية
  مصر اليوم - فولكس واغن أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 00:48 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

محمد رمضان يتصدر مؤشرات محرك البحث "غوغل"

GMT 23:26 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

السنغال تُسجل 21 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 11:27 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

مجلة دبلوماسية تهدى درع تكريم لسارة السهيل

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

خطوات تضمن لكٍ الحصول على بشرة صافية خالية من الشعر

GMT 16:39 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الحكومة المصرية تحصل على منح بـ 635 مليون جنيه

GMT 05:48 2019 السبت ,27 إبريل / نيسان

جوني ديب يقرر الزواج من راقصة روسية

GMT 13:34 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي لدول المتوسط يصنّف الأفضل لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon