توقيت القاهرة المحلي 22:38:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجح في أن يمازج ما بين معايشة الواقع وشاعرية أحاسيسه الخاصة

خالد سرور يُحيي الأماني القديمة بمعرض "أحلام العصافير" للفن التشكيلي

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - خالد سرور يُحيي الأماني القديمة بمعرض أحلام العصافير للفن التشكيلي

الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية
القاهرة - مصر اليوم

لطالما أبهرتنا أعمال الفنان خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية في مصر، وهذه المرة عاد ليذكرنا بأحلامنا البسيطة التي سمحنا لها بأن تتلاشى ويطولها النسيان منشغلين بصراعتنا المستمرة مع الواقعة، إلا أن "سرور" استطاع أن يوقظ هذه الأحلام من جديد عبر مجموعة من أعمالها التي يضمها معرضه المقام في قاعة "الزمالك" للفن في العاصمة المصرية "القاهرة".

فإذا كنا قد تخلينا في منتصف الطريق عن أحلامنا الصغيرة أو «أحلام العصافير» - كما يطلق عليها الفنان في عنوان معرضه - عن عمد أو غير عمد - أو سقطت هي بفعل تغيرات الزمن وتبدل حساباتنا وتوازناتنا الخاصة، فإنه لا تزال أمامنا فرص لاستدعائها واستعادة «حلاوة» الإحساس بها، ولذة تمني تحقيقها، ففي رسالة أمل وإحياء للأماني القديمة يذكرنا سرور بأنه «لا يزال بإمكاننا إحياء براءة طفولتنا ونقاوتنا؛ واستعادة الأحلام التي فقدناها عبر السنين أثناء مواجهاتنا العنيفة للواقع وصراعنا الشرس معه».
ومن المؤكد أن الفنان الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية في مصر، لا يرمي إلى العمل على تحقيق الأماني نفسها بكل بساطتها و«طفولتها» و«سذاجة» معظمها، والدليل على ذلك أننا لا نلتقي فقط داخل لوحاته بساحات للبهجة واللعب يمارس فيها الصغار غريزتهم الطفولية بتلقائية أو نشاهد دمى على مسرح العرائس تؤدي أدواراً مفعمة بالبراءة والمرح، لكننا أمام أطفال يتمتعون بنظرات تحاول إعادة قراءة الواقع، وتحمل الكثير من المعاني والإيحاءات، ويغلفها حال من الترقب والانتظار. وإذا كان سرور نجح أن يحفزنا على الاستمتاع بحكايات سطوحه والاستماع إلى حديث شخوصه الصغار بشغف، فإنه استطاع أن يطمئنا بأنه رغم كل شيء «لسه الأماني ممكنة»، على حد تعبيره، وأنه «لا ينبغي لنا أن نستغني عن طزاجة أفكارنا واتساع خيالنا وجنون آمالنا مثلما كنا نفعل في سنوات عمرنا الأولى!».

إلى هذا، تزود تجربته الإبداعية المتلقي بطاقة نور داخلي، وتبث داخله الحماس لمزيد من الأحلام، ولا سيما أنه نجح أن يمازج ما بين معايشة الواقع وشاعرية أحاسيسه الخاصة وثراء «درامية» أسلوبه، ذلك كله جاء أيضاً متضافراً مع جماليات اللوحات التي تشغل بالنقاء واتساع الأفق والخيال، وكأنها عمل أدبي يضطرنا إلى الوقوف أمام مرآة صادقة لأنفسنا.

إلى هذا، تدهشك على مسطح لوحاته مساحات الألوان الناصعة المبهجة والحالة التعبيرية التي يشكلها من خلال خطوط بسيطة مرحة حررها من القيود الأكاديمية، لتحقق مبتغاه في تجريد الأشكال والتسطيح مع الإيحاء للمتلقي بالبعد الثالث، مستعيناً في ذلك بالألوان وبتكوين منتقى لعناصر اللوحة يستند إلى وضع عنصر ضخم في مقدمتها وآخر صغير في الخلفية، ليشكلا معاً التوهم بالبعد الثالث داخل لوحات مفعمة بالأحاسيس التي تتدفق عبر حركة الأطفال التلقائية ونظراتهم الصادقة.

ومن اللافت أيضاً في أعماله بالمعرض، الممتد إلى 4 أبريل (نيسان) الحالي، احتفاؤها بالرمزية، التي تتخذ مستويات عدة؛ ويقول سرور لـ«الشرق الأوسط»، «عندما أريد توصيل رسالة لا بد من التأكيد على أشياء معينة، وهنا تبرز أهمية الرموز بدلالاتها»؛ ولذك يسترجع من التراث ويستمد من البيئة بعض المفردات والموتيفات المهمة مثل الهلال، والبيوت القديمة، والنجمة الفرعونية، والسمكة، والمراكب الورقية الصغيرة، وبعض الطيور المتحررة من أقفاصها، إلى جانب المساحات البيضاء التي ترمز إلى النقاء والشفافية، وانتقائه للألوان الصريحة من دون تدرجات لونية بما يساعده على تحميل اللوحات مزيداً من الرمزية، فلا يزال محتفياً بالحضور البارز للألوان الساخنة، ولا سيما الأحمر والبرتقالي والأصفر في محاولة إلى بث دفء المشاعر وتعميق الإحساس بالحماس داخلنا تجاه أحلامنا، وجاء اهتمامه باستخدام اللون الأسود ليؤكد ويبرز وضوح هذه الألوان وحميمتها، لتخليص أرواحنا من هموم ومشاكل الواقع رغم أنف «كورونا»، على حد وصفه

قد يهمك أيضًا:

أستاذة في العلاقات الدولية تقترح تأسيس بنك معلوماتي أفريقي

"إبداعات قصصية" تشارك بـ4 إصدارات حديثة في معرض الكتاب

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خالد سرور يُحيي الأماني القديمة بمعرض أحلام العصافير للفن التشكيلي خالد سرور يُحيي الأماني القديمة بمعرض أحلام العصافير للفن التشكيلي



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات

GMT 16:04 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر صحفي للشركة صاحبة حقوق بيع تذاكر المونديال

GMT 00:34 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مهاجم ليرس البلجيكي يطلب فرصة مع منتخب مصر

GMT 18:49 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر يونايتد يعرض 50 مليون إسترليني لضم "بيل"

GMT 06:32 2015 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل السيفيتشي بالسلمون

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار البنا حكمًا لمباراة فريقي "الرجاء" و"دجلة"

GMT 23:41 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

فوائد فاكهة التنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon