توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معرض القاهرة يضم 40 لوحة للفنان وائل حمدان

"تنويعات" يستلهم ذكريات الطفولة بالتحليق فوق المدن تشكيليًا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تنويعات يستلهم ذكريات الطفولة بالتحليق فوق المدن تشكيليًا

غاليري مصر
القاهرة _ مصر اليوم

رغم أن الفنان المصري وائل حمدان، لم يضع ثيمة محددة لمعرضه «تنويعات» المقام الآن بغاليري «غرانت» بالقاهرة، فإنه حاول استلهام ذكريات الطفولة بالتحليق عالياً فوق المدن والأحياء التي عاش بها تشكيلياً لاستعادة روائح الماضي، ورصد منعكسات اجتماعية وجمالية وفلسفية متشابكة، تتناول أفكاره وتلخص مخزونه البصري بصورة تكاد تكون متكاملة ومتوافقة مع مشاعره وإرهاصاته، تتيح للمتلقي فرصة التفاعل معها في تدفقها وجريانها على مسطحاته.

 

فلوحات المدينة من أعلى تستحوذ على نصيب الأسد من المعروضات، فيقدم حمدان مشاهد من حياة المدن، تاركاً للمتلقي حرية استدعاء لحظات ومعان متناقضة مر بها في مدينته، ما بين الحنين والبيت والاستقرار والاغتراب والتيه والعزلة، وغير ذلك من أحاسيس تواجه الإنسان في المدن الحديثة، يقول الفنان لـ«الشرق الأوسط»، «لا أتناول المدن بشكل مطلق، بل أجد نفسي مهموماً بالمدن المصرية بتنوعها ومبانيها الملهمة، حيث تجتذبني التكوينات المعمارية، فأنا مولع بالمعمار، يرتبط ذلك بطفولتي، حيث كنت أسكن وسط البلد في بناية عالية، فأصعد إلى سطحها، وهو ما كان يتيح لي إطلالة واسعة على المكان، والأمر نفسه كان يتكرر عند زيارتي لمنزل جدتي بمنطقة أخرى قديمة وعريقة هي الحلمية، وما بين هاتين المنطقتين تشكلت بدايات ذاكرتي البصرية، وغذت وجداني بمفردات أصيلة من البيئة، وفنون الطرازين الإسلامي والأوروبي في العمارة الذين تشتهر بهما وسط البلد، أتذكر كيف كانت عيناي تتأملان بانوراما المشهدين من أعلى البنايتين المرتفعتين المطلين عن بعد على القاهرة الخديوية والسيدة زينب وقصر عابدين ومسجد الرفاعي، والخليفة، إضافة إلى النيل والمقطم والقلعة».

 

في بعض اللوحات يسقط الظل على البيوت ليعطي قوة ورسوخاً للمبنى، وفي بعض الأعمال يغمر ضوء الشمس لوحاته كدفقات من الأمل، أو كمحاولة لاستكشاف الجمال الخفي، حتى وسط البنايات العشوائية و«بيوت الصفيح»، لا سيما أنه يقدم مساحات لونية مبهجة وحيوية، حيث التمازج بين البرتقالي والأحمر والأصفر والأزرق، حتى ليخيل للمتلقي أنه أمام باقة من الزهور الباعثة على السعادة والطمأنينة.

 

لكن لا يقدم الفنان تفاصيل أو شخوصاً في لوحاته عن المدينة، ما يكرس الشعور بالوحدة والعزلة لدى البعض، في حين قد يدفع البعض الآخر إلى محاولة التلصص على سكان البنايات أو أي شيء يقوده إليهم، كمحاولة للشعور بالأنس والألفة! يقول: «أترك للمتلقي أن يعيش مشاعره الخاصة مع مدينته، يستعيد ذكريات دافئة، أو يعظم قيمة (بيت العائلة)، أو يستنشق عبق التاريخ والحكايات الكامنة وسط البنايات القديمة، وربما يبحث عن تفاصيل حياة قاطنيها عبر النظر إلى النوافذ والشرفات بحثاً عن إحساس مفقود بالحميمية!».

 

وفي جانب آخر من المعرض المستمر حتى 2 يناير (كانون الثاني) المقبل، تحت عنوان «تنويعات» ينتقل بنا الفنان إلى الطبيعة، حيث يجسد بعض أنواع النباتات المائية، التي تأثر بها بعد زياراته المتعددة لحديقة «الأورمان» المصرية التي تضم مجموعات نادرة منها، لكنه لم يرسمها بأشكالها وألوانها الأصلية، «لا أقدم محاكاة للطبيعة، إنما أقدم رؤيتي الخاصة لها، ومشاعري تجاهها، ولذلك دمجتها مع الشخوص، وكأنني أقدم طاقة من الجمال والحياة معاً، سواء عبر النباتات أو الجسد الأنثوي».

 

تخلى الفنان عن المنظور الكلاسيكي للطبيعة، ليقدمها بشكل أقرب إلى الفانتازيا أو الخيال - ليقترب من تناوله للمدينة - فنجد ضربات الفرشاة واسعة النطاق متعددة الاتجاهات، فيما يمثل تجسيده للنباتات قراءة مجازية للحياة داخل وسيط مائي، عاكساً أفكاراً تحفز على التأمل مثل النماء والتجدد والانبثاق والتوالد، كما أنه قد يرفد خبرة أعيننا فيما يتعلق بإدراك الأشياء التي نراها عبر الوسيط المائي.

 

ومن الطبيعة يقفز بنا الفنان مرة أخرى إلى موضوع جديد يختلف عما سبقه، وهو لمحات مصرية أصيلة تعكس جوانب جديدة من الحياة، تتنوع فيما بينها مثل الطرب وآلات العزف الشعبي والموالد والدراويش، ليزداد المعرض الذي يضم نحو 40 لوحة - ما بين الباستيل والزيت والفحم والحبر والألوان المائية ـ تنوعاً! ويفسر وائل حمدان ذلك قائلاً: «أرى في تعدد الموضوعات والخامات والتكنيك إثراء للمعرض، فلماذا يرتبط الفنان دوماً بثيمة معينة، لا أرى ضرورة فنية للالتزام بذلك، كما أنه من جهة أخرى يشبع هذا التنوع داخلي شغفي بالفن، وتجسيد موضوعات مختلفة، بعد أن أخذني عملي في مجال الدعاية والإعلانات على مدى 20 عاماً في الغربة بعيداً عن الفن حتى عدت إليه وإلى وطني منذ سنوات قليلة».


قد يهمك ايضا

تنظيم معرض التصوير "تداع حر" لـ"إسلام زاهر" في غاليري مصر

الفنان محمود حمدي ينسج مغامرة تشكيلية تربط البشر بالنبات

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنويعات يستلهم ذكريات الطفولة بالتحليق فوق المدن تشكيليًا تنويعات يستلهم ذكريات الطفولة بالتحليق فوق المدن تشكيليًا



الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:36 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله
  مصر اليوم - ميسي يتحدث عن العامل الحاسم في اعتزاله

GMT 16:39 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل انواع "الأرضيات الصلبة" في الديكور المنزلي

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

نادين نجيم تتألق في حفلة Bulgari Festa في دبي

GMT 14:32 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الآثار تصدر الجزء الأول من سلسلة الكتب عن مقابر وادي الملكات

GMT 10:34 2017 الأحد ,23 إبريل / نيسان

نيرمين الفقي تنشر صورة جريئة تكشف عن مفاتنها

GMT 15:16 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يرتدي الزي الجديد في تصفيات أمم أفريقيا

GMT 08:14 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تغزو عالم التزلج على الجليد بمجموعة فريدة

GMT 10:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قائمة نيويورك تايمز لأعلى مبيعات الكتب في الأسبوع الأخير

GMT 07:52 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة إعداد فطيرة التين باللوز المحمص

GMT 13:47 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

دار MARVINI للمجوهرات تطرح المجموعة الجديدة للمرأة الجذّابة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon