القاهرة - أكرم علي
نشرت مؤسسة "جيمس تاون" الأميركية، للأبحاث تقريرًا مطولًا عن الحرب المصرية على التطرف خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، وتناول أهم التنظيمات المتطرفة المتواجدة في شبه جزيرة سيناء، ودور جماعة "الاخوان" في دعمهم.
وعرض التقرير أهم العمليات المتطرفة التي نفذتها تنظيمات، مثل: أجناد مصر وأنصار بيت المقدس منذ عام 2011، التي تستهدف في معظم عملياتها عناصر الجيش والشرطة المصرية، إلا أنها بدأت أخيرًا في مهاجمة أهداف مدنية ومنشآت اقتصادية لمحاولة إيصال رسالة مفادها أنّ الرئيس السيسي ليس بإمكانه حماية مصر والمصريين.
ومن أبرز ما تناوله التقرير أنّ المؤسسة العسكرية المصرية فضلًا عن الأجهزة الأمنية الأخرى، أدركت جميعها أن الرئيس السابق مرسي وحكومته يعملان ضد الدولة المصرية ومصالحها الاستراتيجية، فلم تتقبل المؤسسة العسكرية الأوامر التي أصدرها مرسي بعدم مهاجمة التنظيمات المتطرفة في سيناء، فضلًا عن رفضه الموافقة على إجراء عمليات استخباراتية ضد عملاء إيران الذين تواجدوا في مصر آنذاك.
وأضاف أنّ المؤسسة العسكرية لم تتحرك إلا بدعم الغالبية الساحقة من شعب مصر لضمان عدم عودة مرسي وجماعته إلي الحكم مرة ثانية، كما أن هذا التحرك لم يعكس طمعًا في السلطة وإنما استهدف إعادة مصر إلي المسار الديمقراطي الصحيح.
وأشار أيضًا إلى أنّ السلطات المصرية نجحت في إتمام الاستحقاقين الأساسيين في خارطة الطريق التي أعٌلن عنها عقب الإطاحة بمرسي، إقرار الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية ويتبقى الاستحقاق الأخير؛ الانتخابات البرلمانية المتوقع إتمامها قبل نهاية هذا العام، حيث تبدو القيادة المصرية عازمة على إنجاز استحقاقات خارطة الطريق بالرغم من استمرار جماعة "الاخوان" في انتهاج العنف، التحدي الأساسي للاستقرار والنمو الاقتصادي في مصر، كما أنه يضعف من فرص عقد مصالحة مع "الاخوان" في المستقبل المنظور.
وحدد عناصر للتفاؤل منها أن الحرب على التطرف أدت إلي درجة عالية من التعاون والتنسيق بين الجيش والشرطة، كما تزايدت أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات الدينية وعلى رأسها "الأزهر الشريف" و"دار الإفتاء" في محاربة الفكر المتطرف، فضلًا عن نجاح الاقتصاد المصري في تحقيق مؤشرات نمو إيجابية بالرغم من الظروف العصيبة التي مرت بها البلاد علي مدار أربعة أعوام.
واستعرض أهم الخطوات التي اتخذتها حكومة الرئيس السيسي لمحاربة الإرهاب وعلي رأسها قرار تشكيل القيادة الموحدة لشرق القناة، تخصيص 10 مليار جنيه لتنمية سيناء، إغلاق معبر رفح وإنشاء منطقة عازلة على طول خط الحدود مع غزة، العملية العسكرية التي نفذتها مصر ضد "داعش" في ليبيا ردًا على مقتل عدد من المصريين على يد التنظيم المتطرف، كما تم الإعلان عن قتل أعداد كبيرة من المتطرفين أبرزهم همام عطية زعيم تنظيم أجناد مصر، وأخيرًا المبادرة المصرية بتشكيل قوة عربية مشتركة لمحاربة التطرف.
أرسل تعليقك