إستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزيير ،وذلك بحضور وزير الداخلية، اللواء مجدي عبدالغفار ،حيث نقل الوزير الألماني تحيات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الرئيس، مؤكدًا على دور مصر المركزي ، كأحد أهم دعائم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، فضلًا عن حضارتها العريقة ومساهمتها القيمة في مسيرة التطور الإنساني، مشيرًا إلى أن أوروبا تعوّل على دور مصرفي ضوء التحديات التي تواجهها المنطقة.
وإستعرض الرئيس السيسي ، خلال اللقاء ،جهود مصر في مجال مكافحة الفكر الأصولي المتطرف، وتصحيح الخطاب الديني، مشيراً إلى زيارة شيخ الأزهر الأخيرة إلى ألمانيا، وحرص مصر على تقديم الصورة الحقيقية للإسلام وتنقيتها مما علق بها من شوائب بسبب ممارسات تجافي صحيح الدين.
وأعرب الرئيس المصري عن تقديره لموقف ألمانيا في التعامل مع تدفقات اللاجئين، مؤكداً على أهمية تبنى استراتيجية شاملة للتعامل مع أسباب هذه الظاهرة، بحيث تتضمن سبل معالجة النزاعات القائمة في المنطقة، وتهديدات التنظيمات المتطرفة وجماعات الجريمة المنظمة، بالإضافة إلى تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتناول اللقاء إستعراض الأوضاع الأمنية والسياسية في بعض دول المنطقة، وفى مقدمتها سورية، حيث أكد الجانبان أهمية دعم المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف حول سورية، ومساندة الجهود الدولية الرامية إلى تسوية الأزمة السورية.
وأكد الرئيس السيسي على أهمية التوصل إلى تسوية سياسية بالتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية بما يحفظ وحدة الأراضي السورية، ويصون كيان الدولة ومؤسساتها، ويدعم إرادة وخيارات الشعب السوري من أجل بناء مستقبل البلاد والبدء في جهود إعادة الإعمار من أجل تشجيع اللاجئين السوريين على العودة إلى وطنهم والاستقرار فيه.
وتطرق اللقاء إلى الوضع في ليبيا وأهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لاستعادة الاستقرار بها، حيث أكد الرئيس ضرورة تحقيق التوافق الليبي بشأن حكومة الوفاق الوطني، فضلاً عن دعم مؤسسات الدولة الليبية، ومن بينها الجيش الوطني، وضرورة رفع حظر توريد السلاح إليه ليتمكن من بسط الأمن والاستقرار على الأراضي الليبية ويضطلع بدوره في مكافحة التطرف.
ورحب الوزير الألماني بالجهود التي تبذلها مصر على صعيد التحول الديمقراطي، وتحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى أهمية مواصلة هذه الجهود, و أشار وزير الداخلية الألماني، إلى حرص بلاده على تكثيف التشاور مع الجانب المصري حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين البلدين، لاسيما فيما يتعلق في المجال الأمني وسبل استعادة مصر لمكانتها كمقصد سياحي متميز للمواطنين الألمان، فضلًا عن التباحث حول مُجمل تطورات الأوضاع الإقليمية في المنطقة.
وأكد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير على أن العنف يجتاح العالم, ولم يأتي إلى مصر لتغيير هذه الفكرة أو إنكارها، قائلا "أرى شباباً أمامي يريد كثير منهم السفر للخارج بسبب دوافع مختلفة", وقال وزير الداخلية الألماني خلال محاضرة له أثناء زيارته إلى القاهرة، إن التسامح يعني قبول كل منا الآخر، وليس التحامل على بعضنا البعض، وشرف عظيم لي أن أتحدث إلى شباب مصر، أن الخبرات الحياتية للإنسان هي التي تصوب علاقته بالدين، فبمرور السنين تغيرت معتقداتي".
وأضاف، أن الإيمان يعني أننا سنحاسب عن أعمالنا في الدنيا، وفرق بين الحياة الدنيا والآخرة، وأن تقرير شئون الآخرة يرجع إلى الله، وهذه قناعتي، فكلمة التسامح في اللغة الألمانية مأخوذة من اللغة اللاتينية، ومعناها أن تتحمل وتصبر على شيء، وقبول بعضنا البعض وليس التحامل على بعضنا البعض.
وأشار ميزييز إلى أن التعايش السلمي بين الأديان لن يخلو من الخلافات وعلينا أن نعي ذلك فهو ليس شرًا ولكنه جيد لأن الأخوة والأصدقاء يختلفون فيما بينهم وهذا يعني أنك بالنسبة لي مهم ولك قيمة.
وشدد الوزير على أن ألمانيا ليست معادية للأديان ولكن تشجع على وجود علاقة وثيقة مع أصحاب الديانات المختلفة، وأنها تقف منفتحة على جميع الأديان لاسيما الإسلامي, وقال إننا ندرس التربية الإسلامية في كثير من المدارس ونحتاج لبعض الوقت في تعميمها على كافة المدارس، كما يتم توفير أستاذ للعقيدة في الجامعات، منوها أن هناك 5% مسلمين يشكلون نسبة من السكان في ألمانيا والدولة توفر لهم مقومات لأن يصيروا جزءًا من المجتمع الألماني والعدد في ازدياد.
وأوضح أن التسامح يستخدم بدون تدبر معناه وهو يعني في الأصل أن تتحمل شيئًا وتصبر عليه لكنني أتصوّر شيئاً آخر إذ يتعين أن يكون هناك قبول لبعضنا البعض وليس تحمل بعضنا البعض، فهذا مما يصعب ممارسة التسامح.
أرسل تعليقك