القاهرة – محمود حساني
أوضح وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف، أن الوزارة الروسية، تأمل بأن يتخذ القرار، بشأن استئناف الرحلات الجوية إلى مصر، قبل نهاية العام.
وأضاف سوكولوف في تصريحات صحافية له مع وكالة الأنباء الروسية "إذا دعانا الزملاء المصريون مع اللجنة المختصة في مطلع شهر كانون الثاني/ ديسمبر، وتنجز المجموعة المشتركة عملها بسرعة بإعداد التقرير الختامي، لترفعه عبر وزارة النقل، إلى الحكومة الروسية، وتتخذ الأخيرة قراراً بالموافقة، فمن الممكن أن يتم استئناف الرحلات الجوية إلى مصر عشية عطلة رأس السنة الجديدة، ولكن هذا يبقى مجرد تخمينات، لأن كل شيء يتعلق بالجانب المصري".
وأشار سوكولوف، إلى أن الجانب الروسي يتعاون مع نظرائه المصريين، لتنفيذ خطة متكاملة لتوفير أمن الطيران في ثلاثة مطارات مصرية في القاهرة وشرم الشيخ والغردقة، معربًا عن أمله بأن يتم الانتهاء من تنفيذ هذه الخطة قبل نهاية العام.
وتوقّع خبراء مصريون، عودة حركة الطيران مع روسيا، خلال الثلاثة أشهر المقبلة، بعد أن تجاوبت القاهرة مع الطلبات الأمنية الروسية الخاصة بتأمين المطارات.
واتفق الخبراء في تصريحات لـ"مصر اليوم"، على أن العلاقات القوية التي تتمتع بها القاهرة مع موسكو، بفضل الرئيس عبد الفتاح السيسي، عززّت من موقف مصر، لإستئناف الرحلات الجوية بين البلدين مُجدداً.
وتتمتع القاهرة وموسكو ، بعلاقات صداقة منذ قديم الأزل، تعود إلى ما قبل 1784 م، وبدأت العلاقات الدبلوماسية تأخذ شكلًا رسميًا في عام 1943 مع الاتحاد السوفياتي السابق، تطورت العلاقات واستمرت حتى بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، وانتهاء الوجود القانوني له في يوم 26 كانون الثاني/ ديسمبر عام 1991.
وبدأت أولى خطوات التعاون المصري الروسي في عام 1948 حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية بين مصر وروسيا بمقايضة القطن المصري الشهير بحبوب وأخشاب روسية في فترة حكم الملك فاروق لمصر .وشهدت العلاقات بين البلدين تطوراً مميزاً بعد ثورة 23 تموز/يوليو عام 1952 إذ قدّم الاتحاد السوفيتي إلى مصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطورًا كبيرًا في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، حين ساعد آلاف الخبراء الروس مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان، ومجمع الألمونيوم في نجع حمادي، ومد الخطوط الكهربائية بين أسوان والإسكندرية، والمشاركة في 97 مشروعاً صناعياً بمساهمة سوفياتية وتم تزويد الجيش المصري بأسلحة سوفياتية حديثة خلال حرب تشرين الأول/ أكتور 1973.
وقد شهدت العلاقات المصرية الروسية، توتراً كبيراً، خلال فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بل وصلت إلى حد قطع العلاقات في أيلول/ سبتمبر عام 1981 وبعد تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي حكم البلاد عام 1981، وبدأت العلاقات المصرية الروسية في التحسن والإزدهار مرة أخرى.
ومع وصول الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي إلى حكم البلاد، عام 2013، أعاد العلاقات المصرية الروسية إلى فترة الازدهار السابقة، حين قام بزيارة تاريخية إلى روسيا، والتقى الرئيس فلاديمير بوتين، وكانت لهذه الزيارة انعكاسات إيجابية على الصعد كافة، السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين، وأصبحت علاقات مميزة.
ومع سقوط طائرة الركاب الروسية، فوق شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي مصر، في 15 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ، والتي أودت بحياة 224 راكباً، بدأت العلاقات "المصرية-الروسية" تأخذ منحنى هبوط وتوتر من الجانب الروسي الذي علّق رحلاته إلى مصر، وحظر استقبال رحلات مصرية.
أرسل تعليقك