القاهرة - محمود حساني
أكّد وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف، أنّ عودة الطيران إلى مدينتي الغردقة وشرم الشيخ، مسألة وقت. وأضاف سوكولوف – في تصريحات صحافية له الأحد-:" أنّ افتتاح الرحلات الجوية إلى مدينتي شرم الشيخ والغردقة، تتعلق بإرسال مقترحات إلى الحكومة الروسية بعد تفقد الخبراء مطار القاهرة.
وتابع الوزير الروسي :" أنّ الخبراء المختصين يتواجدون في مطار القاهرة، وسيتم إرسال مقترحات، على أساسها ترسل موسكو إلى حكومة القاهرة، لاتخاذ قرار نهائي. وتفقد وفدٌ من خبراء الأمن والنقل الروس، من 12 مسؤولًا، الخميس الماضي، إجراءات التفتيش على الخدمات الأمنية في مطاري الغردقة وشرم الشيخ. كما تفقد الوفد صالتي السفر والوصول، وتابع الإجراءات المُتبعة لتأمين الركاب والبضائع والطائرات، وما تم إتخاذه من خطوات مهمة لتأمين الركاب والمطارات والطائرات والحقائب، ومن المقرر إعداد تقرير حول الزيارة وتقديمه إلى الرئيس بوتين، لاتخاذ قرار لتحديد موعد استئناف الرحلات الجوية إلى مصر.
وشدد مسؤولي المطارين، على استعدادهم لأعمال التفتيش في مختلف منشآت المطار وصالات السفر والوصول وتحميل الحقائب، والأجهزة الخاصة بتفتيش السائحين، وأجهزة فحص الحقائب. وتوقّع خبراء مصريون، عودة حركة الطيران مع روسيا خلال الشهور الثلاثة المقبلة، بعد أن تجاوبت القاهرة مع الطلبات الأمنية الروسية الخاصة بتأمين المطارات. واتفق الخبراء في تصريحات لـ"مصر اليوم"، على أن العلاقات القوية التي تتمتع بها القاهرة مع موسكو، بفضل الرئيس عبدالفتاح السيسي، عززّت من موقف مصر، لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين مُجددًا.
وتتمتع القاهرة وموسكو، بعلاقات صداقة منذ قديم الأزل، تعود إلى ما قبل 1784 م وبدأت العلاقات الدبلوماسية تأخذ شكلًا رسميًا في عام 1943 مع الاتحاد السوفيتي السابق، وتطورت العلاقات واستمرت حتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانتهاء الوجود القانوني له في يوم 26 كانون الثاني/ديسمبر عام 1991.
وبدأت أولى خطوات التعاون المصري الروسي في عام 1948 حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية بين مصر وروسيا بمقايضة القطن المصري الشهير بحبوب وأخشاب روسية في فترة حكم الملك فاروق لمصر. وشهدت العلاقات بين البلدين تطورًا مميزًا بعد ثورة 23 تموز/يوليو عام 1952 إذ قدّم الاتحاد السوفيتي إلى مصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي. وتطورت العلاقات بين البلدين في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، حين ساعد آلاف الخبراء الروس مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألمونيوم في نجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية بين أسوان والإسكندرية والمشاركة في 97 مشروعًا صناعيًا بمساهمة سوفيتية وتم تذويد الجيش المصري بأسلحة سوفيتية حديثة خلال حرب تشرين الأول/ أكتور 1973.
وتوترت العلاقات المصرية الروسية، خلال فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات بل وصلت إلى حد قطع العلاقات في أيلول/سبتمبر عام 1981 وبعد تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك، حكم البلاد عام 1981، بدأت العلاقات المصرية الروسية في التحسن والازدهار مرة أخرى. ومع وصول الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي إلى حكم البلاد عام 2013، أعاد العلاقات المصرية الروسية إلى فترة الازدهار السابقة حين قام بزيارة تاريخية إلى روسيا والتقى الرئيس فلاديمير بوتين وكانت لهذه الزيارة انعكاسات إيجابية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين، وأصبحت علاقات مميزة، إلا أن سقوط طائرة الركاب الروسية، فوق شبه جزيرة سيناء، شمال شرق مصر، في 15 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والتي أودت بحياة 224 راكبًا، بدأت العلاقات " المصرية-الروسية " تأخذ منحنى هبوط وتوتر من الجانب الروسي الذي علّق رحلاته إلى مصر، وحظر استقبال رحلات مصرية.
أرسل تعليقك