قال والد أحد المارة، الذي وُصف بـ"البطل" بعدما انتزع سلاحاً من أحد مهاجمي حادثة شاطىء بونداي في سيدني الأسترالية،ك ، إن ابنه "رأى الضحايا والدماء ونساءً وأطفالاً ممددين في الشارع، فتصرف على الفور".
وأظهر مقطع فيديو أحمد الأحمد ( 43 عاماً) وهو يندفع نحو المهاجم وينتزع منه سلاحه، قبل أن يوجه السلاح نحوه ويجبره على التراجع. وقد أصيب الأحمد بعدة طلقات نارية، وخضع لاحقاً لعملية جراحية لمعالجة إصاباته.
وقال والده "أحمد تصرف بدافع مشاعره وضميره وإنسانيته".
ويعمل أحمد الأحمد في متجر لبيع الفاكهة، وهو أب لفتاتين، وحظي بإشادات وصفته بالبطل لتدخله في إطلاق النار الذي أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة العشرات، خلال فعالية أقيمت يوم الأحد للاحتفال بعيد الحانوكا اليهودي.
وأعلنت الشرطة أن الحادثة هجوم إرهابي استهدف اليهود.
وقال والد أحمد إن ابنه كان على موعد مع أحد أصدقائه لتناول القهوة في المنطقة عندما وقع الهجوم.
وأضاف أن ابنه لم يتردد في التدخل، إذ "اندفع إلى الأمام، وأوقف المسلح، وانتزع سلاحه".
وأفادت العائلة بأنها تشعر بفخر كبير بأحمد، ووصفت حالته الصحية حالياً بالمستقرة، على أن يتلقى المزيد من العلاج لإصابات في كتفه ويده.
وفي حديث من سوريا، حيث ولد أحمد ونشأ، قال عمّه: "لقد جعلنا فخورين، الكل فخور، قريتنا، وسوريا، وكل المسلمين، والعالم كله".
وقالت مصادر طبية إن أحمد أصيب بأربع أو خمس طلقات نارية.
و قال والده أن نجله أحمد "لم يكن يفكّر في خلفيات الأشخاص الذين كان ينقذهم، ولا في هويات من كانوا يموتون في الشارع". وتابع: "هو لا يميّز بين جنسية وأخرى. وخصوصاً هنا في أستراليا، لا فرق بين مواطن وآخر".
وأشارا إلى أنهما كانا منفصلين عن ابنهما منذ عام 2006، حين جاء إلى أستراليا، وأنهما سافرا من سوريا إلى سيدني قبل بضعة أشهر لزيارته.
ماذا نعرف عن أحمد الأحمد؟
هو من مواليد عام 1981، ينحدر من بلدة النيرب في محافظة إدلب شمالي سوريا.
درس في جامعة حلب، وخدم في الشرطة السورية قبل أن يغادر البلاد، متنقلاً أولاً إلى الإمارات حيث أمضى ثلاث سنوات، ثم إلى أستراليا عام 2006 بقصد العمل والاستقرار.
هناك عمل في مجال البناء في البداية، قبل أن يفتتح لاحقاً متجراً لبيع الخضار والفواكه.
أحمد متزوج وله ابنتان، ويحمل الجنسية الأسترالية.
مكافآت مالية
نشر حاكم ولاية نيو ساوث ويلز، كريس مينز، صورة تجمعه بأحمد في وقت متأخر من مساء الاثنين، واصفاً إياه بأنه "بطل حقيقي".
وكتب مينز على فيسبوك: "شجاعته الاستثنائية أنقذت بلا شك أرواحاً لا تُحصى عندما جرّد إرهابياً من سلاحه، معرّضاً نفسه لخطر جسيم".
وأضاف أنه كان من دواعي الشرف قضاء بعض الوقت مع أحمد و"نقل شكر سكان نيو ساوث ويلز له".
وتابع: "لا شك في أن أرواحاً أخرى كانت ستُزهق لولا شجاعة أحمد وتضحيته".
وفي السياق نفسه، تبرع ملياردير أميركي بمبلغ 99,999 دولاراً أسترالياً (نحو 65 ألف دولار أميركي) لأحمد، واصفاً إياه بـ"البطل الشجاع".
المتبرّع هو الرئيس التنفيذي لشركة بيرشينغ سكوير كابيتال مانجمنت وييليام أكمان، وهو صاحب أكبر تبرع لحملة تبرعات عبر منصة "غو فند مي" لدعم أحمد، تجاوزت حصيلتها مليون دولار أسترالي حتى وقت متأخر من يوم
وتُظهر المشاهد أحد المسلّحين وهو يقف خلف شجرة نخيل قرب جسر صغير للمشاة، ويوجه سلاحه ويطلق النار باتجاه هدف خارج نطاق الرؤية.
ويظهر أحمد، الذي كان يحتمي خلف سيارة مركونة، وهو يندفع فجأة نحو المهاجم وينقضّ عليه، ويتمكّن من انتزاع السلاح منه، ثم يدفعه إلى الأرض ويوجه السلاح نحوه .
وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، الأحد: "رأينا أستراليين يندفعون اليوم نحو الخطر لمساعدة الآخرين.
هؤلاء الأستراليون أبطال، وشجاعتهم أنقذت أرواحاً".
ومن جانبه، أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأحمد خلال حفل استقبال بمناسبة عيد الميلاد في البيت الأبيض، قائلاً إنه يكنّ له "احتراماً كبيراً".
وأضاف: "إنه شخص شجاع جداً، هاجم أحد مطلقي النار بشكل مباشر، وأنقذ الكثير من الأرواح".
وتقول الشرطة إن مطلقي النار هما أب وابنه، يبلغان من العمر 50 و24 عاماً، وقد سمّتهما وسائل إعلام محلية ساجد أكرم وابنه نافيد أكرم.
ولقي ساجد أكرم حتفه في مكان الحادث، فيما لا يزال ابنه يرقد في المستشفى في حالة حرجة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
عشرة قتلى في حادث إطلاق نار مروع على شاطئ بونداي الشهير في سيدني
الشرطة الأسترالية تصف الهجوم على شاطئ بوندي بالإرهابي
أرسل تعليقك