توقيت القاهرة المحلي 11:50:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوضح أن الكيان الصهيوني زُرع كخنجر في خاصرة العالم العربي للقضاء عليه

شيخ الأزهر يؤكد أن ادعاءات اليهود بعدم أحقية المسلمين والمسيحيين في القدس زائفة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - شيخ الأزهر يؤكد أن ادعاءات اليهود بعدم أحقية المسلمين والمسيحيين في القدس زائفة

شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
القاهرة- مينا جرجس

 أعلن شيخ الأزهر الشريف، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أن ادعاء اليهود بأن المسلمين ليس لهم حق في القدس وأنها لم تذكر في القرآن الكريم هو من قبيل الترَّهات التي تخلو من أي مضمون علمي أو تاريخي، والمشكلة في أننا كعرب ومسلمين غير مهيئين للتعامل مع القضية بالجدية الواجبة، وسبب ذلك هو الأمية الثقافية التي وقع فيها شباب العرب والمسلمين في مقابل شباب صهيوني لديه الحظ الوافر من المعلومات بغض النظر عن كونها صحيحة أو مضللة أو مغلوطة، ولكنها كونت لديه رؤية وصورة ذهنية على أسس تاريخية، جعلت عنده استعداد للدفاع والتضحية من أجل قضيته، بينما شبابنا لا يعرف شيئًا عن هذه القضية، ولذلك ذكرنا في حلقة سابقة أنه لا بد من التركيز على مشكلة القدس في المراحل التعليمية المختلفة، بحيث يستنير الطالب العربي مسلمًا كان أو مسيحيًّا بمعلومات يستطيع من خلالها أن يكتشف زيف الصهيونية وادعاءاتها في عدم أحقية المسلمين والمسيحيين في مدينة القدس، والكتب في هذا الشأن كثيرة جدًا، ولكنها لا تصل للقاعدة العريضة من الشعب القارئ.

وأضاف في حديثه الأسبوعي الذي يذاع على الفضائية المصرية، اليوم الجمعة، أن الكيان الصهيوني زُرع كخنجر في خاصرة العالم العربي للقضاء عليه، ولكي تبقى لهذا الكيان الغاصب الكلمة الأخيرة في المنطقة ، وقد ذكرنا سابقًا كيف أن كلينتون استيقظ واطمأن أن الحل الجديد للدولتين لا يصطدم مع السفر اليوشعي، كما أشرنا إلى كتاب اسمه "الكتاب المقدس والاستعمار" ألفه القس مايكل برير  الذي عاش في فلسطين، وهذا العنوان ذو دلالات عميقة، وهو ليس من تأليف العرب والمسلمين، وإنما هو عنوان المؤلف، وهو يوضح أن التوراة كانت وراء الاستعمار، ومن يقرأ فهرسه بسرعة نرى كيف تحدث عن الأرض وقيمتها في التوراة في سفر يوشع وأسفار أخرى.

وبين الإمام الأكبر أن هذه النصوص هي وراء هذا الاستعمار، فالتفسير المغلوط لنصوص معينة من التوراة هي التي أذاقت العالم الويلات، وهي التي بررت استعمار الغير، وأخيرًا استعمار فلسطين، وهناك كتاب آخر لمحمد جلال إدريس، قدم فيه القدس أو أورشليم ليس من وجهة نظر المسلمين أو المسيحيين ولكن من وجهة نظر الفكر الديني الإسرائيلي سواء من خلال التوراة أو شروحها، واعتمد في إثبات أن القدس عربية وليست إسرائيلية وأن إسرائيل ليس له أي حق بها، على الكتب الدينية اليهودية، ونحن بحاجة لترويج مثل هذه الأفكار.

وأكد الإمام الأكبر أن من يقول إن القدس لم تذكر باسمها في القرآن ويستدل بذلك على عدم أحقية المسلمين بالقدس، فإن كلامه يشبه كلام هذيان محقق، فالقدس فعلًا لم تذكر باسمها وهو من علامات إعجاز القرآن الكريم، ولكنها ذكرت في القرآن بالوصف :" سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" أي أنها بلدة مباركة، فالقرآن لم يذكرها باسمها لسبب بسيط جدًا وهي أنه لو استعرضنا أسماء القدس على مدار التاريخ من أول اليبوسيين ذكرت بعدة أسماء وكان الاسم يتغير حسب الاستعمار، فقد استعمرت من الفرس والبابليين والرومان حتى العهد الإسلامي، فذكرت مرة باسم إيلياء وباسم يبوس وباسم مدينة داوود.

وأوضح أن مدراش اليهود ينص على أن مدينة القدس لها سبعون اسمًا في المدراش، وسوف نخصص بعض الحلقات لوصف الكتاب المقدس في العهد القديم حتى يكون لدى أبنائنا فكر عن هذا الموضوع، ولذلك لم يذكرها القرآن باسم أو اثنين من السبعين وإنما ذكرها بوصفها المستمر الذي لا يتغير، أما مكة مثلًا ذكرت باسم بكة ومكة، ولم يتغير اسمها حتى الآن، فذكرها باسمها لأنه لما ذكرها به عرف الناس هذا المكان، لكن لو اختار أي اسم من السبعين، التي يذكرها اليهود وليس المسلمين أو العرب، ألم يكن ذلك يقدم حجة لليهود على أن يستمسكوا بأكاذيبهم، وأن القدس ليس فيها للمسلمين موطئ قدم، فذكرها بوصفها لأن الوصف ثابت،  أما الأسماء تتغير من جيل إلى جيل ومن استعمار إلى استعمار.

واستكمل الإمام الأكبر أن الادعاء بأن سيدنا عمر بن الخطاب لم يصل في الأقصى، سفسطة ضد التاريخ وضد الواقع وضد المصادر التاريخية المعتمدة، فقد صلى سيدنا عمر بن الخطاب في المسجد الأقصى، وذكر ابن كثير ذلك في كتاب البداية والنهاية في الجزء التاسع صفحة 655، تحت عنوان كبير "فتح بيت المقدس على يدي عمر بن الخطاب" يقول فيه: " وسار بالجيوش نحوهم ، واستخلف على المدينة علي بن أبي طالب ، وسار العباس بن عبد المطلب على مقدمته ، فلما وصل إلى الشام تلقاه أبو عبيدة ورؤوس الأمراء كخالد بن الوليد ، ويزيد بن أبي سفيان ، فترجل أبو عبيدة وترجل عمر ، فأشار أبو عبيدة ليقبل يد عمر ، فهم عمر بتقبيل رجل أبي عبيدة ، فكف أبو عبيدة ، فكف عمر . ثم سار حتى صالح نصارى بيت المقدس ، واشترط عليهم إجلاء الروم إلى ثلاث ، ثم دخلها إذ دخل المسجد من الباب الذي دخل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء . ويقال : إنه لبى حين دخل بيت المقدس ، فصلى فيه تحية المسجد بمحراب داود ، وصلى بالمسلمين فيه صلاة الغداة من الغد ، فقرأ في الأولى بسورة " ص " وسجد فيها والمسلمون معه ، وفي الثانية بسورة " بني إسرائيل " ثم جاء إلى الصخرة فاستدل على مكانها ... ثم نقل التراب عن الصخرة في طرف ردائه وقبائه" لأن الرومان كانوا يرمون عليه المزابل، وسيدنا عمر هو من نظف ذلك بنفسه ووضعه في ردائه، وطهر هذا المكان، وسنرى  في العهدة العمرية أنه أتاحها للمسيحيين وللمسلمين.

وكشف أن المسجد كان قائمًا ولكن الشبهة في أن مسجد قبة الصخرة بناه فعلا الوليد بن عبدالملك، ولكن هناك فارق كبير بين مسجد قبة الصخرة وبين المسجد الأقصى، فالمسجد الأقصى في ذلك الوقت لم يكن عليه بناء، وهذا مثل الكعبة، فالكعبة لم يبنها سيدنا إبراهيم وإنما أعاد بناءها "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل" فالقواعد كانت موجودة، وكل ما فعله سيدنا إبراهيم أنه رفعها، وهكذا كان المسجد الأقصى ثم بني بعد ذلك على قواعده، أي حدث له ما حدث للكعبة أو للبيوت المقدسة من زلازل وأمطار واعتداءات، فتهدم ثم تقام، وحينما صلى سيدنا عمر في هذا المسجد لم يكن عليه بناء، لكنه كان محددًا ومعروفًا،  فهناك المكان الذي دخل منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والصخرة التي ركب عليها وركب البراق،  وكل هذا مسجل في تاريخ المسلمين، فعندما يأتي شخص مسلم أو غير مسلم ويقول: إن سيدنا عمر لم يصل في بيت المقدس  فهو إما جاهل بالتاريخ أو لا يفهم دلالات النصوص ولا يتذوق سياقاتها.

وبين الإمام الأكبر أن الذي يشجع هؤلاء على الظهور ونشر الأكاذيب هو ضحالة ثقافة الناس في مثل هذه المسائل، أما الأجيال السابقة فكانت أحسن حالا، متسائلًا عن سبب اهتمام الإعلام المصري بمثل هؤلاء وإفساح المجال لهم ليكذبوا على الناس في قضايا هي في منتهى الخطورة، داعيًا أن يكون هناك إعلام مقابل، يوضح الحقائق في مثل هذا الزيف الذي يقدم للناس ويزيف عقولهم بشكل يومي.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيخ الأزهر يؤكد أن ادعاءات اليهود بعدم أحقية المسلمين والمسيحيين في القدس زائفة شيخ الأزهر يؤكد أن ادعاءات اليهود بعدم أحقية المسلمين والمسيحيين في القدس زائفة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 17:19 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا
  مصر اليوم - لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا

GMT 11:25 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تهاجم الشللية في الوسط الفني بسبب نجلها
  مصر اليوم - شمس البارودي تهاجم الشللية في الوسط الفني بسبب نجلها

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 04:43 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تدعم حظر الهواتف المحمولة في المدارس الابتدائية

GMT 02:17 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

فيسبوك تقضي على Zoom بعد إطلاق App Lock

GMT 19:18 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حريق محدود بـ كابل كهرباء في الطالبية بمحافظة الجيزة

GMT 17:32 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

22 لاعبًا في قائمة الزمالك لمواجهة الإسماعيلي في الدوري

GMT 14:01 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

مقتل 18 جندياً في باكستان على يد مسلحين

GMT 10:28 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إنفانتينو يقرب السعودية من تنظيم كأس العالم 2034

GMT 20:45 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

انطلاق كأس العالم للرماية الأحد المقبل

GMT 23:18 2021 الأربعاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

أبرز 5 سيارات كورية طرحت في السوق المصري لعام 2021

GMT 09:05 2021 الأربعاء ,10 آذار/ مارس

طريقة عمل الروستو

GMT 10:12 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

والدة طفلة التعرية ترفع قضية إثبات نسب جديدة

GMT 06:22 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

السيسى يصدق على تعديل بعض أحكام قانون السجل التجارى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt