الرياض تقود التهدئة في حضرموت والمهرة وتؤكد أن المحافظتين ليستا مناطق صراع

في ظل التطورات اليمنية المتسارعة عقب محاولات "الانتقالي الجنوبي" فرض وقائع جديدة خارج إطار الشرعية ومؤسسات الدولة في محافظات حضرموت وشبوة والمهرة شرق البلاد، تولت الرياض دعم التهدئة ووقف الصراع، مؤكدة أن المحافظتين ليستا مناطق صراع، وفق تصريحات رئيس الوفد السعودي إلى حضرموت، اللواء محمد القحطاني، الذي أوفدته المملكة فور اندلاع الأزمة.

ارتكبت القوات التابعة للمجلس الانتقالي في اليمن سلسلة انتهاكات منذ سيطرتها على محافظة حضرموت، شملت الإعدامات خارج نطاق القانون بحق أسرى عسكريين، والاعتقالات التعسفية، والإخفاء القسري للمدنيين والعسكريين، والإخلاء القسري للأسر، ونهب المنازل والمحلات التجارية والمؤسسات المدنية والعسكرية، وفرض قيود صارمة على حرية التنقل.

تعتبر السعودية إجراءات "الانتقالي الجنوبي" الأحادية خرقًا لمرجعيات المرحلة الانتقالية وتقويضًا لسلطة الحكومة الشرعية، كما تهدد فرص الاستقرار ومستقبل العملية السياسية في اليمن، الذي يعصف به الحرب منذ نحو عشر سنوات.

وترفض المملكة قطعًا سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على حضرموت وأي تحركات تزرع التوتر وعدم الثقة، مطالبة بخروج جميع القوات التابعة للمجلس من محافظتي حضرموت والمهرة. كما ترفض أي محاولة لفرض واقع جديد بالقوة أو جر المحافظة لصراعات داخلية.

تزامنت التحركات الدبلوماسية السعودية مع تحذيرات رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، الذي أكد أن أي إجراءات أحادية أو صراعات جانبية داخل المناطق المحررة تقوض وحدة القرار السيادي للدولة وتمنح جماعة الحوثي المدعومة من إيران فرصة لمراكمة المكاسب على حساب الاستقرار الوطني.

وأثنى مجلس النواب اليمني على جهود السعودية في الحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن، مؤكدين حرص المملكة على تجنيب البلاد المخاطر، واعتبر النواب تجاوز الانتقالي لصلاحيات مجلس القيادة الرئاسي، مطالبين بإلغاء الإجراءات العسكرية بشكل عاجل.

في سياق التهدئة، أعلن اللواء محمد القحطاني التوصل إلى صيغة مبدئية لضمان استمرار تدفق إنتاج النفط في شركة بترومسيلة، عبر تحييد مواقع النفط بعيدًا عن الصراع وخروج القوات المسيطرة لتحل محلها قوات حضرمية بإشراف السلطة المحلية بما يضمن تطبيع الحياة.

وأكد اللواء القحطاني رفض أي محاولات تعيق مسار التهدئة، مؤكدًا أن حضرموت ركيزة وأولوية للاستقرار وليست ساحة للصراع، وأن القضية الجنوبية عادلة ولا يمكن تجاوزها، معربًا عن دعم السعودية والإمارات للحل السياسي الشامل في اليمن عبر المسارات السلمية والأدوات الفاعلة.

كما أوضح أن المجتمع الحضرمي مسالم، وأن المملكة تدعم حقوق أبناء المحافظات الجنوبية ضمن جهودها لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار، مشددًا على رفض إدخال حضرموت في صراعات جديدة لا تتحملها المحافظة، ودعم "قوات درع الوطن" لتولي مسؤولية حماية المعسكرات في حضرموت والمهرة.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

قتلى وجرحى جراء مواجهات بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي والحوثيين في محافظة لحج

السعودية وقطر تعززان التعاون التنموي والاستراتيجي وتوقعان اتفاقيات لتعزيز الشراكة