سوهاج - أمل بخيت
سقطت العديد من الفئات في المجتمع المصري دون خط الفقر، مع تحرير سعر صرف الجنيه، كما أن ارتفاع الأسعار وسوء الأوضاع الاقتصادية جعل حياة الفقراء والمتسولين أصعب عما كانت عليه من صعوبة، وفي محافظة سوهاج التي صنفها الجهازي المركزي للإحصاء في مصر بأنها المحافظة الثانية فقرًا على مستوى الجمهورية، اكتظت شوارعها بالمتسولين والمحتاجين من مختلف القرى والنجوع، يبكون ويترجون المارة للحصول على المال او لقمة من العيش تسد جوعهم، وكانت المفاجاة في اتجاه تغيير اوضاعهم شن مديرية أمن سوهاج حملات تُعد الاولى من نوعها لضبط المتسولين لتطهير الشوارع في مدينة سوهاج من ظاهرة التسول المستمرة منذ عشرات السنين.
وفي ذلك التغير الجديد، أصبح المتسولون في محافظة سوهاج يختبئون في الشارع الجانبية، والقرى ويهربون من كاميرات الهواتف خوفًا من مساعدة الأجهزة الشرطية في إلقاء القبض عليهم، السيدة نعيمة تجلس في الشارع منذ سنوات تستعطف المارة للحصول على ما يكفيها ويكفي أبنائها الثلاثة بعد هجر زوجها للمنزل الكائن في أحد الأحياء الشعبية ومساكن الإيواء في سوهاج، تقول إن الدولة بدلًا من أن توفر لنا فرص عمل مناسبة أو حتى معاش يكفي احتياجتنا البسيطة أصبحت تلاحقنا لإلقاء القبض علينا لمنع التسول، بالرغم إننا أكثر منهم رفضًا للتسول إلا أن صعوبة الظروف والأحوال المعيشية أجبرتنا على ذلك.
ولم يختلف الوضع كثيرًا بالنسبة لسنية التي لا تتذكر من أين أتت ولا تعرف طريقًا لمنزلها أو حتى أهلها، كل ما تتذكره أنها كبرت في الشارع وتعيش فيه وتظن أنها ستموت أيضًا على أرصفة أحد الشوارع فتقول أعيش هنا حياتي هنا لا أذهب إلى أي مكان سوى الشارع، وأوضحت أنها تتنقل من شارع إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى نتيجة طردها المتكرر من سكان المناطق الراقية التي تتسول بها، فأوضحت أن المناطق الفقيرة لا تجد فيها من يعطف عليها لأنهم يحتاجون إلى كل جنيه، وفي المناطق الراقية يرفض سكانها تواجدها ويطلبون لها الشرطة مما يدعها للهروب.
ويحكي الطفل محمود أن والده بائع البصل في ميدان العارف في سوهاج وهو يقوم بالتجول في المحال التجارية الكبرى للحصول على أي "فكة" لمساعدة والده على حد تعبيره. كما أشار إلى أنه لديه 7 أخوة جميعهم يتجولون في مناطق متفرقة في محافظة سوهاج للحصول على لقمة العيش عن طريق استعطاف الأهالي وطلب مساعدتهم.
أرسل تعليقك