توقيت القاهرة المحلي 13:25:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خبراء يقدمون حلولاً لمواجهة هذه الظاهرة

مصر تحتل المركز الثالث عالميًا في تجارة الأعضاء البشرية غير المشروعة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مصر تحتل المركز الثالث عالميًا في تجارة الأعضاء البشرية غير المشروعة

وزارة الصحة وتجارة الأعضاء البشرية
القاهرة - محمود حساني

أصيب المجتمع المصري ، بالعديد من الآفات خلال الأعوام الأخيرة ، والتي طفت على السطح وزادت حدتها مؤخراً وباتت تلدغ مسامعنا وتصيبنا بالدهشة والذهول ، كانتشار حالات النصب والاستيلاء على أموال المواطنين ، وانتحال صفات وظيفية ، وبيع المواد الغذائية والطبية المغشوشة للمواطنين .وأكد خبراء علم الاجتماع ، أن رواج هذه الظواهر ، تعود بالاساس  في المقام الأول إلى أسباب اقتصادية، يليها ضعف الراقبة الحكومية ، وغياب الوعي والثقافة عن ضحايا هذه الظواهرة.
 
" مصر اليوم " ، ترصد واحدة من أخطر الظواهر التي أصابت المجتمع المصري في مقتل ، وتستعرض معاناة ضحاياها ، وتتناول مع الخبراء سبُل مواجهة هذه الظاهرة .
 
" تجارة الأعضاء  البشرية " ،  زاد الطلب عليها خلال الأعوام الأخيرة لاعتبارات إنسانية كإنقاذ حياة المرضى ، مما دفع العشرات من دول العالم  ، من بينها دولاً عربية وإسلامية  ،إلى تقنينها مع وضع الضوابط اللازمة لها  وذلك تحت مسمى " زراعة الأعضاء البشرية " ، وعندما أثير هذا الأمر في مصر بناء على مقترح تقدم به أحد أعضاء البرلمان المصري في عام 2010 ، لاقى هجومًا ورفضًا شعبيًا ، لاعتبارات رآها البعض دينية  في المقام الأول ، والبعض الأخر أرجع رفضه ، لإغلاق الباب في وجه من قد يتخذ هذه القانون ، كوسيلة للتحقيق الكسب والربح واستغلال معاناة الفقراء والمحتاجين ، لاسيما في تللك الظروف الاقتصادية ، التي قد تدفع البعض إلى بيع أعضائه البشرية تحت مسمى ، في سبيل الحصول على الأموال ، فانتهي الأمر في نهاية المطاف إلى رفضه نهائياً .
 
وما بين مؤيد  ورافض لهذا القانون ، ظهر عصابات " مافيا" متخصصة في سرقة الأعضاء البشرية من المواطنين دون علمهم ، وهو ما تشهد عليه تحقيقات النيابة العامة خلال الـ 3 شهور الأخيرة ، ففي محافظة قنا أقصى صعيد مصر ، استيقظ أهالي مركز قوص على واقعة اختفاء شاب في ظروف غامضة ، وبعد محاولات البحث ، تم العثور على جثته مُلقاة في إحدى الطرق الزراعية ، ومن خلال تشريح جثمانه ، تبيّن استئصال كليته ، وفي محافظة بني سويف ، تم العثور على جثمان شاب يبلغ من العمر 28 عاماً ، ومن خلال الكشف عليها تبيّن استئصال كبده .وتظل عصابة خطف أطفال الشوارع وسرقة أعضائها البشرية ، تلك القضية التي شغلت الرأي العام المصري خلال السنوات الماضية هي الأهم والأبرز في تاريخ هذه الظاهرة   .
 
بينما يسلك البعض الأخر من عصابات تجارة الأعضاء البشرية ، الطريق الأسهل بالنسبة لهم ، وهو استغلال حاجة البعض للمال تدفعه إلى الاستغناء عن جزء من جسده ، كما حدث مع المواطن " محمد عبدالعال" ، 44 عامًا، من سوهاج ، قائلاً : أنه مع الظروف الاقتصادية الصعبة وقلة فرص العمل وحاجته إلى المال ، اضطر أن يبيع " فص الكبد " الخاص به ، مقابل 40 ألف جنيهًا  .
 
ويوضح " عبدالعال" ، ملابسات عملية البيع بقوله : أثناء وجودي في إحدى المقاهي في وسط القاهرة ، بعد فشلي في الحصول على فرصة عمل ، تعرفت على شخص يجلس بجواره ، اتضح فيما بعد أنه يعمل في تجارة الأعضاء البشرية ، وعرض عليه ، التبرع بـ "فص الكبد " ، مقابل 40 ألف جنيهًا، وقد يتم استئصال العضو الجسدي من غير علم صاحبه ، كما حدث مع  المواطن " عبدالراضي عمران " ، يبلغ من العمر 53 عامًا ،  من محافظة الجيزة ، أن يعاني من مشاكل في العظام ، الأمر الذي دفعه إلى إجراء عملية جراحية ،  وبعد مرور 3 أشهر ، شعر  بإعياء شديد ، وتوجه إلى الطبيب ، الذي أبلغه أن " كليته" تم استئصالها .
 
ونوّهت دراسة حديثة صادرة عن منظمة الصحة العالمية  ، الى أن مصر تحتل المركز الثالث عالميًا  ، والأول في منطقة الشرق الأوسط ، في مجال تجارة وزراعة الأعضاء البشرية غير المشروعة ،وترجع الدراسة  أسباب رواج هذه التجارة في مصر ،إلى حالة الفقر الشديدة والظروف الاقتصادية الطاحنة التي يعاني منها قطاع عريض من المواطنين المصريين ،  بالإضافة  إلى ضعف التشريعات التي تجرم هذه الظاهرة.
 
ويرى استاذ الجراحة في جامعة عين شمس ، الدكتور صادق أمين ، أن  المسمى الصحيح هو " زراعة الأعضاء البشرية " ، إلا أن في مصر ،  المسمى السائد لها " تجارة الأعضاء البشرية " ، بعد أن أصبح هناك بالفعل متخصصون في هذا المجال ، ينشترون في الأحياء الشعبية والعشوائيات وعلى  المقاهي القريبة من محطات القطار ، لاستقطاب ضحاياهم ، وينجحون في الوقوع بهم لأسباب مادية في المقام الأول .
 
وأوضح استاذ الجراحة ، أن إقرار قانون " زراعة الأعضاء البشرية " ، سيكون سبباً في إنقاذ حياة مئات من المرضى كما هو السائد في الدول التي أقرته ووضعت عدة ضوابط لتنظيم العمل به ، وشددت في العقوبات المقررة حال مخالفتها، إلا أن ضعف الوعى والثقافة والحالة الاقتصادية ، ستجعل من القانون في مصر أداة لبيع الأعضاء البشرية ، وتحقيق مكاسب ضخمة .


وأشار استاذ  علم الاجتماع  في جامعة القاهرة ، الدكتور  ثروت بسيوني ،  إلى دراسة أعدها المركز القومي للبحوث الجنائية ،  كشفت عن رواج تلك التجارة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة ، والتي شهدت البلاد خلالها تدهور في الظروف الاقتصادية ،  وتوضح الدراسة أن  القائمون في هذه التجارة غير المشروعة ،  وضعوا قانوناً لأنفسهم لحمايتهم حال وقوعهم  في أيدي العدالة ، وهو إبرام " عقد تبرع" بين الطرفين المشتري والبائع ، يقر فيه بتنازله عن العضو الجسدي الخاص به وهو في كامل إرادته .
 
وطالب استاذ علم الاجتماع ، بضرورة تشديد الرقابة من جانب أجهزة الدولة على العاملين في هذه التجارة غير المشروعة ، وتغليظ العقوبات المقررة قانوناً ، مبينة أن العقوبات الحالية تصل إلى الحبس 3 سنوات فقط ، وهو مالا يتناسب مع حجم الجريمة المرتكبة .
 
وكشف استاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر ، الدكتور فؤاد بغدادي ،  في بادئ الأمر إننا نرفض إي محاولة لإقرار هذه القانون ، وإي محاولة جديدة لإحيائه ستنتهي بالفشل ، فلا يجوز شرعًا أن يتبرع الإنسان بأعضائه البشرية لأحد ، فهي نعمة من الله وهبها له لا تقدر بثمن ، ولا يجوز له أن يتنازل عنها من تلقاء نفسه ، محذراً أن عودة قانون " زراعة الأعضاء البشرية " ، مجددًا وعرضه للمناقشة سنجد أنفسنا أمام عصابات مقننة ، تتخذ من القانون وسيلة لتحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب الفقراء والمحتاجين.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر تحتل المركز الثالث عالميًا في تجارة الأعضاء البشرية غير المشروعة مصر تحتل المركز الثالث عالميًا في تجارة الأعضاء البشرية غير المشروعة



اختيارات النجمات العرب لأجمل التصاميم من نيكولا جبران

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:25 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
  مصر اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 21:38 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

سمير صبري يُطمئن الجمهور بعد تعرضه لحادث

GMT 16:11 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

آيس كريم الفانيلا

GMT 09:05 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على طقس الثلاثاء في مدن ومحافظات مصر

GMT 16:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

اليونايتد يرفض طلب مانشيتر سيتي قبل الديربي

GMT 03:55 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

خنازير البحر أبرز الأنواع المعرّضة إلى خطر الانقراض

GMT 22:56 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

رجل مقنّع يثير الرعب بين نساء مدينة بريطانية

GMT 16:29 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

بعثة المنتخب تصل القاهرة بعد أداء مناسك العمرة الأربعاء

GMT 22:00 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ندوة "لا تغضب" عن الإعجاز العلمي في صيدلة الفيوم

GMT 04:18 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

المصمم اللبناني إيلي صعب يطرح مجموعته لربيع وصيف 2017
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon