توقيت القاهرة المحلي 13:05:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسرح "الراويات" المنسي والمغيب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مسرح الراويات المنسي والمغيب

بقلم : فاطمة غندور

عند عشرات البيوت الحديثة بقُرى واحة براك : القصر، العافية،المصلى، الزاوية ، والامكنة القديمة  التي دخلتها،  تنفستُ عبقهن ، حركة دؤوبة عشنها في أيامهن الخوالي صنعت معنى لحياتهن ، ساعات متواصلة من العمل خارج وداخل البيت،... في واحة براك( جنوب ليبيا) بين نخيلها وعيون مياهها ،  سمعت أصواتهن ،من خضن تعليما مبكرا منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، قابلت أربع تلميذات منهن تعلمن الايطالية، ومنهجي لغة عربية ودين، رفقة ذكور الواحة وبذات الفصل الدراسي إذ كان التعليم مختلط ، السيدات: مهارة ، امباركة ومبروكة عبدالوهاب، وأمنة بن ددو، وهناك فتيات من واحة "إدري" ايضا ، ولم يوثق لهن ذلك في مدونة تاريخ التعليم المبكر لسيدات ليبيا..

عندما وثقت رواياتهن "خراريف" شعبية  عند جلسات السمر المسائية ، شاهدت ممثلات ، وعرضا مسرحيا ،يرسمن بمخيلتهن  ابطال، وينسجن حوار ،وصراع وذروة وانقلاب وتغيير مصائر ،كل راوياتي تمتعن بقدر متفاوت من جودة الاداء المسرحي على ركح الحكي،حتى ومرور هذه السنوات التي قاربت العقدين ،مازلت اتذكر أداء جازيه حميدة،وعائشة يوسف ، وسليمة اسطيل التي أورثت ابنتها طرائقها في جذب سامعيها،من أطفال العائلة .
 
مشاهد مُستعادة تتراءى لي ،وأنا اتمعن في ألبوم الصور التي شُغفت بتفاصيلها ، واحتفظت بها ، ايماءتهن، صمتهن، تدرج مستويات إلقائهن الذي يعلو ويهبط ،بدلالات الحذر، الترقب، الرجاء ، التعجب،..وهن يلاحقن مفاعيل ابطالهن ويوصلن رسائلهن يوم كانت الحكايات اولى مدارس الحياة....

.أتذكر أني ذات محاضرة مع طلابي بالكلية ، بقسم المسرح عام 2005 ، وفي مادة "المسرح العربي" والدرس ظواهره المسرحية ضمن تراثنا العربي، حدثت طلابي عن  استبعاد الراويات الشعبيات ( إناث!!) ، عن مظلومية عدم اعتبارهن ضمن تلك الظواهر وتقاليد العرض المسرحي في بواكيره.. ( ماقبل العلبة الايطالية) ،فيما يحظى بذلك صنوها الحكواتي ،والسامر ،( الذكور!)..وتسميات أخرى حسب بلداننا العربية، لهم  الحسبانية والاعتبار والاشادة.ولهن التغييب والنسيان.. !!

** هذه الصور التي أنشرها لأول مرة، اتقصد من خلالها الاعتراف بالفضل، بما أدين لهن،و تحية وسلام لأرواحهن، افتقدهن اليوم وقد غادرن الحياة ، وتقديري لأهلهن على استقبال كريم وتشجيع حظيت به ،ووقتها في بحث ميداني مبكر حول الواحة، وعن حكاياتها،اخترقت فيها خصوصياتهن بأسئلتي إذ خصصت محورا عن الراويات وأدوارهن، وقد فعلن الكثير لاستحضار مناخات الروي ومسرحه، كما إحضار جمهور من السامعين أثناء تسجيلي معهن، حضروا عائلة وجيران واحباب .
 كان حري وجدير أن أهديهن كتابي: حاملات السر 2012..وقبلها كتابي:  ياحجاركم يامجاركم 2006...
مسرح الراويات المنسي والمغيب

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسرح الراويات المنسي والمغيب مسرح الراويات المنسي والمغيب



GMT 11:55 2023 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين والقدس الأبية

GMT 08:47 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا أكتب لك؟؟ وأنت بعيد!!

GMT 08:41 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أنا النزيل الأعمى على حروف الهجاء ( في رثاء أمي الراحلة)

GMT 12:57 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon