توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كرامات "سيدي العوام" انتهت مع بداية المد السلفي في مطروح

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - كرامات سيدي العوام انتهت مع بداية المد السلفي في مطروح

مسجد سيدي العوام
مطروح - إلهام سلمى

يعتبر مسجد سيدي العوام من أشهر وأعرق المساجد في مدينة مرسى مطروح، وشهد زيارات متعددة لرؤساء دول وشخصيات سياسية شهيرة وارتبط إنشاؤه بحكايات قديمة ما زالت عالقة في أذهان غالبية أهالي المحافظة .

ويرجع تاريخ المسجد منذ أن كان مقبرة صغيرة، دُفن فيها جثمان شخص أطلق عليه أهالي مطروح اسم "العوام"، ظنا منهم بأنه صاحب كرامات ومن أولياء الله الصالحين بعد عثور الأهالي عليه طافيًا فوق مياه البحر، ولم يأكل جسده السمك ولم تغير مياه البحر المالحة ملامحه في عهد الملك فؤاد الأول.

وبنى مدير الصحراء الغربية فؤاد المهداوي، قبل أن تسمى محافظة مطروح والتي تضم الوادي الجديد والواحات، ضريحًا ومقامًا في مسجد لـ"العوام" ونقل جثمانه فيه ودفن للمرة الثانية وقيل السبب إنَّ العوام أتى إلى المهداوي في المنام وطلب منه بناء الضريح.

وشيَّدت شركة "حسن علام" المسجد على طراز معماري فريد في النقوش والبناء، ميزته عن مساجد المحافظة كافة حيث القبة الضخمة وسط مئذنتين شاهقتين، وبني سقفه المطعم بنقوش الإسلامية للعصر الفاطمي على ارتفاع 10 أمتار، وكانت تنظم احتفالات لأيام عدة حول الضريح الموجود في المسجد.

وتعد الموالد الشعبية من المظاهر اللافتة للانتباه في المناطق ذات الخصوصية البدائية، وعند الجماعات الشعبية التي تنتشر فيها الاعتقادات الراسخة في حب الأولياء ، واتفق كثير من أبناء المحافظة على تحديد يوم في السنة، لتنظيم احتفال بهذا الولي أطلق عليه اسم "مولد سيدي العوام".

وتعددت القصص والحكايات حول العوام فبعض الأهالي يقولون إنه رجل تقي من المغرب اسمه محمد العوام مات وهو عائد من رحلة بحرية إلى الحج وتم إلقاؤه في البحر وجرفه التيار الى شواطئ مطروح وعثر عليه الأهالي فدفنوه في قبر على الشاطئ الذي خرج منه ويحمل اسمه حتى الآن "شاطئ العوام".

ويقول البعض إنَّ السيد العربي الأطرش رجل تقي وولي صالح كان مسافرًا إلى الحجاز لأداء فريضة الحج برفقة ثلاثة من أبناء أخيه وبعض الحجاج المغاربة عن طريق البحر وأثناء عودته وافته المنية وتوفي ولم يبلغ ربان السفينة أقاربه بوفاته لحرصهم على دفنه في أرضه.

ولكن الحجاج المغاربة أبلغوه فأمر الربان بإلقاء الجثمان في البحر حسب المتبع ورفض أقاربه ذلك، فاشتد الأمر بين الربان وأقارب السيد العربي إلى أن رأى كل منهم رؤيا على حده يأمره فيها عمه بأن يلقوه في البحر وأنه سيرافقهم إلى ما شاء الله.

واتفق الجميع على هذه الرؤيا وأبلغوا الربان بأن يتخذ الإجراءات المطلوبة وبعد صلاة الجنازة ألقي الجثمان في البحر ولاحظ الجميع أن الجثمان يسير بمحاذاة السفينة وبعد غروب الشمس ودخول الليل لاحظ الجميع نورًا إلى جانب السفينة واستمر الوضع لمدة يومين أو ثلاثة ولم ير الجثمان في اليوم الأخير، إلى أن عثر عليه السكان في منطقة مدينة مرسى مطروح في كفنه وعلموا أنه من الصالحين ودفنوه.

ويعود تاريخ  مسجد العوام لارتباطه قديمًا بمولد "سيدي العوام" والفكر الصوفي الذي يدعم الموالد وزيارات الأضرحة في مصر كلها آنذاك وموعد المولد في الجمعة الثالثة من شهر تموز/ يوليو.

وكانت القبائل قديمًا حريصة على حضور المولد، فتتوافد من شرق البلاد وغربها ويصطحبون نساءهم وأطفالهم الذين يتغنون بالمولد وبركة العوام، فهذه المناسبة عزيزة عليهم وبمثابة فسحة ينتظرونها كل عام كما تحمل الأسر الذبائح عند الضريح فيأكلون منها ويتهادون ويتصدقون على المساكين .

فيما يشدو زوار المولد الأغاني الجميلة عند قدومهم إلى المدينة، حيث مولد سيدي العوام وتقول كلمات إحدى الأغنيات (يا سيدي العوام العالي لا تشمت فينا والي) والأخرى تقول كلماتها (مشينا وجينا سالمين وحمدنا رب العالمين) .

وتجد وأنت تتجول بالقرب من الضريح، بعض الوافدين هامسًين وراجين تحقيق أحلامهم وطلباتهم، بينما تجد آخر يقتطع قطعة قماش ملفوفة حول الضريح بلونها الأخضر الزاهي؛ ليقطعها عند عودته على أحبائه للتبرك بها وتجد آخر يأخذ حفنة من تراب الضريح للتبرك بها بعد عودته إلى دياره.

ومدة المولد 3 أيام تستغلها الأسر البدوية في التلاقي والتعارف وتوثيق العلاقات التي أضعفها بعد المسافات داخل الصحارى والنجوع كما أنها تمنح الفتاة البدوية التي تمنعها العادات والتقاليد في الظهور والاختلاط الفرصة لاختيارها كعروس لأحد شباب أسرة أخرى تجاورهم في الخيام التي يقيمونها لمبيتهم طوال فترة المولد .

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرامات سيدي العوام انتهت مع بداية المد السلفي في مطروح كرامات سيدي العوام انتهت مع بداية المد السلفي في مطروح



GMT 06:03 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«السياحة» تحتفل بالذكرى الـ121 لإنشاء المتحف المصري في التحرير

GMT 00:34 2023 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

وزارة الأوقاف المصرية تفتتح 17 مسجدًا فى عدد من المحافظات

GMT 07:13 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ترميم المومياوات باستخدام الذكاء الاصطناعي في مصر

GMT 07:12 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على 5 قبور جديدة تعود للعهد الروماني في غزة

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon