توقيت القاهرة المحلي 21:38:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

500 كلمة ذات أصول عربية يستخدمها الفرنسيون في حياتهم

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - 500 كلمة ذات أصول عربية  يستخدمها الفرنسيون في حياتهم

كتاب أجدادنا العرب
باريس - مصر اليوم
اللغة الفرنسية عامرة بالكلمات والمصطلحات ذات الأصول العربية، ولذلك تحتل اللغة العربية المرتبة الثالثة بين اللغات التي أسهمت في إثراء قاموس اللغة الفرنسية، بعد الإنكليزية والإيطالية، هذا ما يذهب إليه جون بيروفست، أحد اللغويين الفرنسيين المعروفين، في كتابه الجديد "أجدادنا العرب"، الصادر عن دار النشر الفرنسية "بوان"، وهو يذكر أن هناك نحو 500 كلمة ذات أصول عربية يستخدمها الفرنسيون في حياتهم اليومية، من دون أن يعرفوا أصولها.

ويكتسب كتاب "بيروفست" أهمية خاصة، ليس فقط لطبيعة وحداثة الموضوع الذي يتناوله، ولكن أيضًا بسبب خبرات وكفاءات المؤلف الذي يعمل أستاذًا لتاريخ اللغة الفرنسية وعلم المعاجم بأحد أكبر وأعرق الجامعات الفرنسية، وهي جامعة "سيرجي بونتواز"، إضافة إلى أنه يدير مركزًا متخصصًا في الكلمات والقواميس، الأمر الذي يعطي الكتاب بعدًا آخر، ويجعله في مصاف المراجع المعتمدة.

يستهل جون بيروفست كتابه بالإشارة إلى أن الرحلات وعمليات التبادل التجاري بين شطري المتوسط ساعدت في إثراء القاموس اللغوي الفرنسي، لاسيما فيما يتعلق بالكلمات ذات الأصول العربية، هذا إلى جانب الموسيقى التي لعبت هي الأخرى دورًا فاعلًا في تفاعل اللغتين العربية والفرنسية، وهو تفاعل جاء لصالح اللغة الفرنسية التي استفادت كثيرًا من اللغة العربية.

اقرأ أيضًا:

وكيل تعليم دمياط ينفى وجود شكوى من امتحانات اللغة الفرنسية

وقد أحدث الكتاب ردود فعل واسعة، خاصة أنه تعرض لكلمات دارجة ومعتادة يستخدمها الفرنسيون يوميًا، ويعتزون بها كونها تمثل جزءًا من الثقافة الفرنسية، ويقول المؤلف بهذا الشأن، "إننا كفرنسيين نستخدم يوميًا كلمات مقتبسة من اللغة العربية، بدءًا من فنجان القهوة، والجيبة القطن، والجيليه الساتان، إلى الجبر، والكيمياء، والفنون، والبارفان، والمجوهرات، والمواصلات والحرب".

بالإضافة إلى ذلك، وكما يوضح الكتاب، فإن هناك أمثلة للكلمات العربية التي يستخدمها الفرنسيون دون أن يعلموا أصلها العربي، فكلمة "alchle" أصلها العربي "كحول"، وهي كلمة قديمة في اللغة العربية قبل أن تتبلور اللغة الفرنسية، كما أن كلمة "sucre" تعنى "السكر" في اللغة العربية، وكلمة "pateca" المتداولة في اللغتين الفرنسية والبرتغالية أصلها العربي "بطيخة"، لكنها تحولت في اللغة الفرنسية إلى "pasteque" أو "باستك"، وقد أضيفت هذه الكلمة للغة الفرنسية في بداية القرن الـ17، وتحديدًا في عام 1762، كما أن كلمة "alcool" في الفرنسية تعنى "الكحل"، وهي المادة التي تستخدم في تلوين العيون، وقد استخدم هذه الكلمة كثير من الكتاب الفرنسيين، منهم "جى دو موباسون"، عندما وردت في إحدى رواياته، وانتهى المطاف بالكلمة بأن استخدمها الصيادلة لأول مرة وربطوها بالخمور وأصبحت شائعة.

وتفيد كلمة "baroudeur" في اللغة الفرنسية بأنها مادة البارود، أو المادة المتفجرة الشهيرة، كما جاءت كلمة "تانبور" بمعنى آلة موسيقية ذات أحبال، وهي بالفرنسية "tambour"، لكن تم تحريفها إلى "tabir" في القرن الـ19، وتأتى الكلمة اللاتينية "Siropus" المحرفة للفرنسية من الكلمة العربية "شراب"، كذلك احتوت اللغة الفرنسية كلمة "jupe"، وهي مشتقة من كلمة "جيب" باللغة العربية.

ويرى المؤلف أنه كي يكون الفرد مثقفًا، يجب عليه معرفة وتعلم اليونانية واللاتينية، وأيضًا اللغة العربية، لما لها من رصيد كبير في قلب القاموس اللغوي الفرنسي.

ولزيادة الجانب التوثيقي للكتاب، يعود بنا المؤلف إلى القرن الثاني قبل الميلاد، عندما كان الغرب يحيون حياة البربر، وهو ما ذكره أيضًا الكاتب الفرنسي أرنيست لايس في كتابه "أجدادنا"، الصادر عام 1920، الذي تحدث فيه عن تاريخ فرنسا بشكل عام، إلا أنه خصص فصلًا كاملًا عن العرب وحضارتهم، ليبين إلى أي مدى أسهمت اللغة العربية وحضارتها في إثراء اللغة الفرنسية، الأمر الذي دفع المؤلف جون بيروفست إلى القول، "إننا نتحدث اللغة العربية دون أن ندرى منذ أن نستيقظ، بطلب فنجان من القهوة بسكر أو من دون سكر، أو عصير برتقال، وهي كلمات مأخوذة في مجملها من اللغة العربية".

ويؤكد المؤلف على دور العلاقات بين فرنسا والعالم العربي عبر القرون في إثراء قاموس اللغة الفرنسية بالكلمات والمصطلحات ذات الأصول العربية، وهي علاقات اتسمت إلى حد كبير بالقوة والثراء، مما ساعد اللغة الفرنسية في الاستفادة من ثراء اللغة العربية في كثير من الألفاظ والمصطلحات التي دخلت بقوة للغة الفرنسية، وهنا يقول المؤلف، "إننا يجب ألا نندهش، في المقابل، من أن نكرر أمام التلاميذ في مستعمراتنا السابقة بشمال أفريقيا هذه الحقيقة، وأن نؤكد لهم العوامل التي ساعدت على تلقيح اللغة الفرنسية من الحضارة العربية ولغتها الثرية، إن أجدادنا بالغرب لم يشعروا قط بالخجل أو الخزي من أجدادهم العرب".

قد يهمك أيضًا:

تعرَّف على أهمّ الكلمات العربية التي تجذّرت في اللغة الألمانية

اللغة العربية تنهار بسبب مواقع التواصل الاجتماعي

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

500 كلمة ذات أصول عربية  يستخدمها الفرنسيون في حياتهم 500 كلمة ذات أصول عربية  يستخدمها الفرنسيون في حياتهم



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات

GMT 16:04 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر صحفي للشركة صاحبة حقوق بيع تذاكر المونديال

GMT 00:34 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مهاجم ليرس البلجيكي يطلب فرصة مع منتخب مصر

GMT 18:49 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر يونايتد يعرض 50 مليون إسترليني لضم "بيل"

GMT 06:32 2015 الجمعة ,11 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل السيفيتشي بالسلمون

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار البنا حكمًا لمباراة فريقي "الرجاء" و"دجلة"

GMT 23:41 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

فوائد فاكهة التنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon