توقيت القاهرة المحلي 05:46:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

باعة الفتوى الجائلين!

  مصر اليوم -

باعة الفتوى الجائلين

بقلم : د.أسامة الغزالي حرب

اتصل بى أول أمس أستاذنا الكبير د.صلاح فضل غاضبا وحانقا على ما قرأه عن إقامة وزارة الأوقاف كشكا للفتوى بإحدى محطات مترو الأنفاق قائلا إنه تكريس للدولة الدينية التى يريد البعض شدنا إليها.قلت له، ذلك صحيح ولكن المسألة فى نظرى أبسط من ذلك، إنها إحدى مظاهر قصور تفكير ورؤية بعض رجال الأوقاف والأزهر، مع كامل التسليم بنواياهم الطيبة! إن أحدا لا يمكن أن يختلف على ضرورة وحيوية تنقيح الخطاب الدينى، وتنقيح «مضمون» الفتاوى الدينية ولكن اختلافنا هو حول كيفية ومكان تقديم هذه الفتاوى. وبكل صراحة و وضوح أقول إن بدعة أكشاك الفتاوى فى محطات مترو الأنفاق تعكس منطقا فاسدا يتعامل مع الفتوى باعتبارها سلعة تباع وتشترى، وبالتالى فإن تقديمها مجانا فى أماكن عامة يساعد على تسويقها وتوصيلها للناس. هذا كلام فارغ، طبعا كل سلعة يمكن أن تشترى من أكثر من مكان: من بائع جائل، أو من كشك صغير، أو من محل، أو من سوبر ماركت...إلخ فما المانع إذن من إتاحة الفتاوى ــ مجانا! ــ على أرصفة الشوارع وفى محطات مترو الأنفاق؟ أقول لكم: المانع هو جلال وهيبة الدين وقضاياه، الفتوى الدينية أجل من وجبة فول نتناولها على عربة فى الشارع، أو من خضار نشتريه من بائع على قارعة الطريق. بل إنها أصبحت أقل من الديلفرى الذى يطلبه المستهلك، وإنما سلعة يبيعها بائع متجول. وبالمثل فإن مقدم الفتوى يفترض أن يختلف مقامه- وشعوره- عن صاحب أى مهنة، فهناك «كاتب» يجلس على أبواب المحاكم طلبا للزبون وهناك المحامى الذى يعمل فى مكتب محاماة. رجال أكشاك الفتاوى هبطوا بقضايا الدين والشرع من علياء السماء إلى الأرض، بل إلى ماتحت الأرض، إلى الأنفاق! ترى...ماذا لو عاد الشيخ محمد عبده أو الشيخ محمود شلتوت إلى الحياة، وشاهد مفتى المحطة..ماذا سيقول له؟ سيقول قم يارجل واحترم عقيدتك ومهنتك والزم مكانك فى بيت الله!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باعة الفتوى الجائلين باعة الفتوى الجائلين



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon